"مُحب للرياضة".. من هو هيثم بن طارق سلطان عُمان الجديد؟

كتبت- رنا أسامة:

أدّى السلطان العُماني الجديد هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد اليمين الدستورية أمام مجلس عُمان، السبت، سلطانًا لعمان خلفا لابن عمه الراحل قابوس بن سعيد الذي وافته المنيّة ليلة الجمعة/ السبت بعد 5 عقود من الحكم، عن عمر ناهز 79 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.

ووقع الاختيار على السلطان الجديد (65 عامًا) بعد انعقاد مجلس العائلة المالكة الذي قرر تنصيب من أوصى به السلطان الراحل قابوس، حسبما أعلن التلفزيون العُماني.

ووفق الدستور العُماني، يُحدد مجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان من تنتقل إليه ولاية الحكم.

وإذا لم يتم الاتفاق، تُفتح رسالة تركها السلطان قابوس وحدّد فيها اسم خليفته، ثم يجري تنصيبه خلفًا له. ويُشترط في خليفة السلطان أن "يكون مسلمًا رشيدًا عاقلًا وابنًا شرعيًا لأبوين عُمانيين مُسلمين".

وجاء في وصية السلطان قابوس: "نُشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق، وذلك لما توسمنا فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة... وندعوكم جميعا إلى مبايعته على الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأن تكونوا له السند المتين والناصح الأمين..".

وأعلن البلاط السلطاني العُماني الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة 3 أيام، وكذلك تنكيس الأعلام في الأيام الـ40 القادمة.

والسلطان العُماني الجديد من مواليد 13 أكتوبر 1954 في مسقط بعمان، وهو من الأعضاء البارزين في عائلة آل سعيد العمانية الحاكمة.

تخرّج السلطان هيثم في جامعة أكسفورد عام 1979، وبعدها أجرى دراسات عُليا بكلية بيمبروك بولاية كارولينا الشمالية.

كما تدرّج بعدة مناصب قبل تنصيبه سلطانًا لعمان، إذ شغل حقيبة وزارة التراث والثقافة في التسعينيات لمدة 18 عامًا في الفترة من 2002 إلى 2020.

وُعرف بحبه للرياضة؛ إذ شغل مناصب في قطاع الشباب والرياضة على مدى سنوات، وكان أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم في مطلع الثمانينات بين عامي أعوام 1983 و1986، وعُيّن رئيسًا للجنة الوطنية المُنظمة للألعاب الآسيوية عام 2010.

ومن القطاع الرياضي إلى السلك الدبلوماسي، إذ تولّى السلطان هيثم منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية لمدة 8 أعوام في الفترة من 1986 إلى 1994.

وفي عام 1994، عيّنه السلطان الراحل قابوس أمينًا عامًا لوزارة الخارجية، قبل أن يُعيّن عام 2002 وزيرا للتراث والثقافة، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى تنصيبه سلطانا لعمان اليوم الموافق 11 يناير 2020.

وإلى جانب حقيبة وزارة الثقافة، تولى هيثم بن طارق آل سعيد لجنة "الرؤى المستقبلية" التي ألقى السلطان الراحل على عاتقها مسؤولية التخطيط لمستقبل عمان حتى عام 2040.

وكذلك أولى اهتمامًا بمجال العمل العام؛ فشغل منصب الرئيس الفخرى لجمعية رعاية الأطفال المعاقين، ورئيسا لجمعية الصداقة العمانية اليابانية.

وعلى هامش فعاليات منتدى الابتكار التِقني في التعليم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مسقط عام 2019، قال السلطان هيثم إن "الحِراك العلمي وتوجه مختلف قطاعات الدولة نحو العناية بالابتكار والمعرفة التقنية يأتي في ظل التوجه الحكومي لتكملة المنظومة التقنية والانضمام لثورة المعرفة الحديثة..".

كما أبدى اهتماه وتركيزه على عنصر الشباب في تصريح صحفي سابق خلال لقاء جمعه بشباب في إطار مشروع "رؤى عمان 2040"، قال خلاله إنه سيُعيد النظر في عدة تشريعات بعد اعتماد الرؤية، مُشيرًا إلى أن البرنامج الذي تعتمده رؤى مستقبل عمان يُمثّل "خُلاصة ما يتطلع إليه الشباب العماني".