من داخل "عين الأسد".. لماذا لم يسقط ضحايا أمريكيون في القصف الإيراني؟ صور

كتبت- رنا أسامة:

في أول جولة صحفية داخل قاعدة "عين الأسد" العراقية بعد قصفها بصواريخ إيران، وصِفت بالحصرية، أكّد 3 من مُراسلي شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن قوات الولايات المتحدة المتمركزة في القاعدة كانت على دراية مُسبقًا بشأن خطط إيران لمهاجمتها.

ونقلت الشبكة في تقريرها المُدعم بصور ومقطع فيديو من داخل القاعدة المُدمرة، إن معظم القوات إما نُقلت جوًا أو احتمت في ملاجئ آمنة بحلول الـ11 مساء تقريبا (بالتوقيت المحلي) يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل ساعتين ونصف الساعة من الهجوم الصاروخي الذي بدأ الساعة الـ01:30 فجر الأربعاء واستمر لنحو ساعتين.

ونقلت الشبكة عن ضُباط أمريكيين قولهم، إن الهجوم الإيراني استمر لنحو ساعتين، مُستهدفًا فقط مناطق تواجد القوات الأمريكية داخل القاعدة الجوية الواقعة في محافظة الأنبار، غربي العراق، والتي تشغل نحو رُبعها.

وقال الضباط الأمريكيون، الذين لم تُسمهم الشبكة، إن عدم وقوع خسائر بشرية في موقع الهجوم يُمثل "معجزة"، لاسيّما وأن الصواريخ سقطت على بُعد بضع أمتار من المخابئ، فيما بقي بعض العسكريين خارجها خلال القصف.

وتُعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ضباط أمريكيون من داخل القاعدة -تفصيلًا- عن لحظات ما قبل القصف الإيراني، مؤكدين أنهم "كنوا قادرين على الاحتماء في المخابئ قبل فترة وجيزة من الهجوم الصاروخي".

وأفادت الشبكة بأن القوات الأريكية "كانت على عِلم بأن قاعدتها ستتعرض لهجوم- لكنها لم تكن على عِلم بطبيعته".

ووقع القصف الإيراني على قاعدة عين الأسد إلى جانب هجوم ثانٍ طال القاعدة العسكرية بمطار إربيل أيضًا يوم الأربعاء. جاء ذلك ردًا على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سُليماني في غارة أمريكية الأسبوع الماضي.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سُليماني كان يُخطط "لتنفيذ هجمات وشيكة وخطيرة" ضد الأمريكيين، لكنه لم يكن قادرًا على تحديد موعد شن هذه الهجمات.

وسبق أن صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبدالمهدي، بأن إيران أبلغت بلاده في رسالة شفهية بشأن خططها استهداف مواقع عسكرية أمريكية "غير مُحددة" على أراضيها.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصدر دبلوماسي عربي- لم تكشف هويّته- قوله إن العراق حذرت الولايات المتحدة مُسبقًا بشأن "القواعد المُحتمل تعرّضها لهجمات"، بعد تلقّيها الرسالة الشفهية التحذيرية من إيران.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن الضربة الأولى وقعت الساعة 1:34، وبعد توقّف قصير استمر 15 دقيقة، بدأت الضربة الثانية، وتبعها ضربتان أخريان بوابل من الصواريخ على مدار ساعتين.

وبحلول الفجر، خرج العسكريون من الملاجئ لاكتشاف مدى التدمير الذي لحق بالقاعدة.

ماذا نعرف عن قاعدة "عين الأسد"؟

تُعد قاعدة عين الأسد الجوية، التي تستضيف قوات أمريكية، واحدة من أكبر وأعرق القواعد الأمريكية في العراق.

تقع في محافظة الأنبار، معقل تنظيم داعش الإرهابي في غرب العراق في الفترة بين عامي 2014 و2017. وكانت الأنبار مهد التطرف السُني في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

في ديسمبر 2018، زارها ترامب. وقال في بيان نشره حينها البيت الأبيض: "لقد دخلنا (القاعدة)، وشعرنا أننا آمنون للغاية. لقد كانت رحلة صعبة إلى حدِ ما لاعتبارات مُعينة، لكننا شعرنا أننا في حال جيد وآمنون للغاية".

كما أجرى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس زيارة إلى القاعدة في عام 2019، احتفالًا بعيد الشكر مع حوالي 150 من الجنود الأمريكيين.

وأشارت السي إن إن إلى تذبذب الوجود العسكري الأمريكي في العراق بشكل كبير منذ غزوها عام 2003. ففي أوجها، كان للولايات المتحدة 170 ألف من جنودها في العراق.

وفي عام 2011 ، سحب الرئيس السابق باراك أوباما القوات الأمريكية من البلاد. وتم نشر حوالي 5 آلاف جندي أمريكي في العراق عام 2014 بطلب من الحكومة العراقية، سعياً للحصول على دعم من واشنطن في الحرب ضد داعش.