محللون ونواب ليبيون: لا حل إلا بنزع سلاح الميليشيات والخيار العسكري الأقرب
كتب- محمد صفوت:
أكد خبراء ومحللون ونواب ليبيون ومصريون أنه لا يمكن إنهاء الأزمة الليبية إلا بنزع سلاح الميليشيات المسلحة، مرجحين فشل المؤتمرات والمحاولات السياسية واضطرار الجيش الليبي للمضي قدما في الحل العسكري.
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أمس الثلاثاء، بصورة رسمية أنها وجهت دعوة لكل من رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، للمشاركة في مؤتمر برلين الدولي لحل الأزمة الليبية، إلى جانب العديد من رؤساء الدول والحكومات المخطط لمشاركتهم في هذا اللقاء.
كان المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، عاد من موسكو أول أمس الاثنين، دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، بعد تعثر المفاوضات مع الوفد الممثل لرئاسي حكومة الوفاق وآخرين عن المجلس الأعلى للدولة ونواب طرابلس، برعاية روسية تركية، حسبما ذكرت وكالة "تاس" الروسية نقلًا عن وزارة الخارجية الروسية.
ويرى خبراء أن حضور حفتر أو ممثل للجيش الليبي إلى المفاوضات الدولية حتى لا يقال إن الجيش الليبي وقائده دعاة حرب وأن ما يسمى بحكومة الوفاق هم دعاة السلام في ليبيا، واتفقوا أن الحل العسكري في ليبيا هو الأمثل لتلك المعضلة خاصة في ظل النجاحات التي حققها الجيش الليبي وإعادة سيطرته على أجزاء كبيرة من ليبيا.
في هذا الصدد، قال الدكتور زياد عقل، الباحث المتخصص في الشأن الليبي، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السيناريو الأكثر واقعية في المرحلة الحالية، هو استمرار السجال العسكري الموجود في ليبيا، مؤكدًا أن ما يحدث على أرض الميدان في ليبيا يتنافى تمامًا مع فكرة المفاوضات والتسوية السياسية.
وتابع عقل، في تصريحات لـ"مصراوي" أن هذا يُعد أحد المشاكل في الأزمة الليبية مع المجتمع الدولي، حيث يتم طرح العديد من المبادرات والحلول لكنها لا تعبأ كثيرا بالوقع الليبي.
ويرى أن الوضع الحالي في ليبيا، واستمرار الدعوات لمؤتمر برلين، غير مبشرة، مبررًا ذلك بأن هناك العديد من المؤتمرات الدولية التي عقدت بشأن الأزمة الليبية دون التوصل لحل سياسي أو توافق بين القوى المتصارعة، وأن حضور أطراف الأزمة الليبية لمؤتمر برلين وغيره من المؤتمرات الدولية، يأتي من باب رفض الأطراف الليبية أن يتم وصفها بأنها ترفض التعامل مع المجتمع الدولي.
ويعتقد المتخصص في الشأن الليبي، أن روسيا هي الحليف الليبي الوحيد القادر على إنهاء الصراع في ليبيا من خلال الضغط على الجيش الليبي، معللًا ذلك بأن موسكو لها مصالح كبرى في ليبيا والمنطقة وتنتظر انتهاء الحرب الليبية حتى تبدأ في الاستثمارات خاصة في مجال الطاقة وإعادة تسليح الجيش وكل ذلك يصب في صالحها.
وأكد أن روسيا تُعد الحليف الرئيسي والداعم الأول للجيش الليبي وقائده المشير خليفة حفتر، لكنها تمارس بعض الضغوط على الجيش الليبي من خلال مظلة التسوية السياسية.
واتفق معه النائب بالبرلمان الليبي علي السعيدي، موضحًا أن الجيش الليبي عندما رضخ لوقف إطلاق النار برعاية روسيا، كان يهدف لجمع الأسلحة من الميليشيات التابعة للوفاق، الأمر الذي لم يتحقق خلال المؤتمر الذي عقد أمس في موسكو، وعليه ترك حفتر موسكو وعاد إلى البلاد.
ويرى السعيدي، أنه لا يمكن ممارسة أي ضغوط على الجيش الليبي أو ليبيا، مؤكدًا أن البلاد لديها سيادتها ولديها العديد من الثروات الطبيعية وشعب يقف خلف جيشه ويرفض التدخلات الأجنبية في البلاد، مؤكدًا أن أي محاولة للضغط على الجيش الذي يسيطر على 95% من البلاد سيقابل بالرفض.
وأكد أن حضور المؤتمرات الدولية يمثل رغبة الجيش الوطني الليبي في حل الأزمة وتسليم ميليشيات الوفاق للأسلحة التي لديها فلا يمكن إقامة دولة مع وجود ميليشيات مسلحة بداخلها، مشيرا إلى أن الجيش سيستكمل عملياته العسكرية ضد الوفاق والقوات الأجنبية الداعمة لها.
ويرى النائب البرلماني الليبي، أن المجتمع الدولي يعرف جيدًا أهمية ليبيا في المنطقة، وسيطرة الجيش على جزء كبير من الأراضي الليبية، وعليه أرسلت دعوة رسمية من ألمانيا إلى حفتر لحضور مؤتمر برلين.
وقال الدكتور محمد الزبيدي المحلل السياسي الليبي، إن السيناريو الوحيد لحل الأزمة الليبية، هو استمرار العملية العسكرية وانتصار الجيش الليبي على ميليشيات الوفاق الوطني، مشددًا على أن الحل في ليبيا أمني وليس سياسي طالما أن هناك ميليشيات وجماعات مسلحة موجودة على الأرض فليس هناك رادع لهم سوى القوة.
وأشار إلى أن ليبيا مرت خلال السنوات الماضية بعشرات من المؤتمرات الدولية والحوارات والاتفاقيات الدولية، التي لم ترى النور لتعدد الجماعات المسلحة في ليبيا وسعي كل جماعة منهم لتحقيق مصالحها ومصالح القوى الأجنبية الداعمة لها.
وأكد أن السراج ليس له الحق التوقيع على أي اتفاقيات دولية خاصة أنه يمثل الميليشبات المسلحة ولا يمثل ليبيا.
وقال إن قوى أجنبية ودولية مارست الضغط المستمر على الجيش الليبي وقائده حفتر، خلال الفترات الماضية، كان آخرها ما حدث في موسكو أمس، لافتًا إلى أن الوفاق أتوا بداعمهم تركيا إلى المفاوضات على عكس ما حدث من حفتر الذي استمع للمفاوضات إلى آخرها وتركهم ولم يوقع على مسودة لا تحقق السيادة الليبية.
وأكد أن المشاركة في المؤتمرات الدولية حتى لا يصف الجيش الليبي بأنه من دعاة الحرب والإرهاب.
فيديو قد يعجبك: