كيف وصلت آثار سوريا المنهوبة إلى "متحف أنقرة"؟
كتبت – إيمان محمود:
لم تنجُ الآثار من الحرب الدائرة منذ تسعة أعوام في سوريا، فمن نهب الميليشيات المُسلحة إلى تدمير داعش ثم تنقيب تركيا، وسرقتها للآثار عبر فتح قنوات تواصل مع المُهربين واستخدام الميليشيات التابعة لها في الحفر والتنقيب.
وكشف تقرير نقله "مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا"، عن طريقة تتبعها المخابرات التركية لنهب المزيد من آثار سوريا، وذلك عبر فتح قنوات تواصل مع المهربين، على أنهم "مشترون" حتى إدخال الآثار إلى داخل الاراضي التركية، وإلقاء القبض على التجار و المهربين ثم تحويل الآثار إلى "متحف أنقرة".
ونقل مركز التوثيق عن التقرير الذي نشرته وسائل إعلام تركية، أن الأتراك تواصلوا طيلة ثلاثة أشهر مع المُهربين على أنهم "زبائن"، وتم الاتفاق على شراء 22 قطعة أثرية تم إحضارها جميعًا من سوريا، ودخلت إلى الأراضي التركية.
ونشر المركز مجموعة من الصور عبر موقعه على "تلجرام" تُظهر 18 كتابًا أثريًا مخطوطًا باللغة العبرية، و4 رسائل، تم إحضارها من سوريا بمساعدة الأتراك.
وتم إلقاء القبض على 6 أشخاص في أثناء إتمام صفقة البيع، وأحيلوا إلى السلطات القضائية، فيما تم إرسال القطع الأثرية إلى "متحف أنقرة".
وهذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها تركيا بالسرقة المُمنهجة لآثار سوريا، إذ نشرت مواقع سورية من قبل أنها سرقت منطقة النبي هوري "سيروس" بالقرب من الحدود السورية-التركية، في عام 2018، ومنها نصب الأسد البازلتي من موقع "عين دارة".
كما قامت عناصر مسلحة تابعة لفصيل "السلطان مراد" الموالي لتركيا بعمليات حفر وتجريف للتربة في ريف عفرين شمال شرق حلب، إذ قامت العناصر بعمليات تنقيب من خلال حفر وتجريف التربة في ريف عفرين، بحثاً عن الآثار، مستخدمين آليات ثقيلة من التركسات والباكر.
وفي وقت سابق، اتهمت مديرية الآثار والمتاحف السورية تركيا بـ"الاعتداء الجائر" على المواقع الأثرية بريف حلب.
وناشدت المديرية، وفق ما ذكرت وكالة "سانا"، المنظمات الدولية "والشخصيات الاعتبارية والأكاديمية العالمية المهتمة بالثقافة وكل مهتم وحريص على الحضارة الإنسانية التدخل لحماية التراث الثقافي السوري ووضع حد للعدوان الجائر من قوات الاحتلال التركي على المواقع الأثرية بريف حلب".
وطالبت "المديرية العامة للآثار والمتاحف" في دمشق، المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالتراث بـ"وضع حد" لما وصفته بـ"العدوان التركي الجائر على المواقع الأثرية بريف حلب".
وبحسب تقديرات الحكومة السورية، فإن "عشرات آلاف التحف الأثرية تم تهريبها من سوريا إلى تركيا وتم بيعها هناك".
واتهمت مديرية الآثار السورية تركيا بتجريف التلال الأثرية الواقعة في سهل عفرين بواسطة الجرافات للتنقيب عن الكنوز والقطع الأثرية التي تختزنها هذه التلال والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ما يؤدي إلى دمار الطبقات الأثرية وتحطيمها".
وفي السياق ذاته، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق، الفصائل الموالية لأنقرة "أطلقت يد منقبي الآثار في مدينة عفرين مقابل مبالغ مالية ضخمة".
كما ذكر المرصد في تقريره أن "قطعاً أثرية تم العثور عليها في موقع النبي هوري الأثري، وأن عمال التنقيب استخدموا آليات حفر وأجهزة متطورة للكشف عن أماكنها".
وفي حين كشف المرصد عن أن "المنقبين عثروا على لوحات فسيفسائية تم تهريبها إلى تركيا بتسهيلات من الفصائل الموالية لها عبر تجار".
وفي أبريل الماضي، أكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن عمليات حفر وجرف في الحقول الزراعية والتلال على نطاق واسع في مدينة عفرين ومحيطها بحثًا عن الآثار تتم "بإشراف سلطات النظام التركي".
فيديو قد يعجبك: