أبو الغيط: التدخلات التركية في الشأن الليبي واضحة وتناقض المصالح العربية
القاهرة - (أ ش أ)
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن التدخلات التركية في الشأن الليبي واضحة ومباشرة وعلنية، وتناقض المصالح العربية المتمثلة في قرارات الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي، موضحًا أن تركيا ترسل العناصر الإرهابية من شمال سوريا إلى ليبيا.
وأضاف أبو الغيط - خلال حواره في برنامج "على مسئوليتي"، على قناة "صدى البلد" الفضائية اليوم /الثلاثاء/ - أن الخلاف الليبي احتدم بسبب قيام تركيا بتوقيع اتفاقيات مع حكومة الوفاق دون موافقة البرلمان الليبي الشرعي، مشيرا إلى أن وثيقة برلين تعالج المحاور الرئيسية والاقتصادية والأمنية وحقوق الإنسان في ليبيا، وتضمن حل التنظيمات والميلشيات الإرهابية، لافتا إلى أنه تم تكليف مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، للتحرك مع الأطراف الأخرى للتوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار.
وأكد أبوالغيط أن هناك حدودا مشتركة بين مصر وليبيا، ولا أحد يستطيع أن يفرق بين سكان شرق ليبيا عن سكان الساحل الشمالي المصري المتمثلين في القبائل، وبالتالي فإن الأوضاع الليبية تهم مصر بشكل كبير.
وأضاف أبو الغيط أن ليبيا مليئة بتيارات وجماعات متأسلمة وإرهابية وهناك تهريب للأسلحة، وبالتالي فإن مصر يهمها تأمين حدودها مع الدولة الليبية ويهمها في الوقت ذاته حل الأزمة الليبية.
وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجزائر هي الأخرى مرت بفترات طويلة من مكافحة ومواجهة العناصر والجماعات الإرهابية، ويهمها أن لا يصيبها ضرر مما يحدث في ليبيا.
من ناحية أخرى، أكد أبو الغيط أن "الظهور الروسي في ليبيا أقلق الغرب.. فروسيا التي انزوت عن سياسات الشرق الأوسط منذ انفجار الاتحاد السوفيتي عام 1992 عادت كي تلعب دورا منذ 2015 في سوريا والعراق والآن يمتد دورها إلى ليبيا".
وتابع: "الروس لا يظهرون مجرد نفوذ ويتجلى ذلك من الإمدادات بالسلاح وربما أيضا بالخبراء، وبالتالي هذا يقلق أوروبا، وكان ذلك داعما لإسراع ألمانيا بالتدخل بقوة لحل الأزمة الليبية".
وأشار إلى أن العالم الغربي والاتحاد الأوروبي أظهرا اهتماما كبيرا للغاية لإنهاء الأزمة في ليبيا، ومؤتمر برلين يتبنى رؤية الأطراف المشاركة لتكون الرؤية الدولية المتفق عليها، ومن يرفض التعامل مع الوثيقة أو الالتزام بها سيتم توقيع عقوبات عليه.
وأوضح أبو الغيط، أن تركيا دخلت خط الأزمة بتصرفات في شرق وجنوب المتوسط بشكل يهدد مصالح أوروبية وغربية"، مضيفا أن شرق المتوسط ظهر لديه ثروة من الغاز كبيرة جدًا ومحتملة بشكل يعادل كل المخزون العالمي، وخطوط غاز بدأ الحديث عنها من أواسط آسيا إلى أوروبا ومنطقة القوقاز وشرق المتوسط.
ولفت إلى أن المشير خليفة حفتر سيرسل خلال الأيام القليلة القادمة، 5 من القادة العسكريين التابعين له إلى جنيف؛ من أجل الجلوس مع 5 عسكريين تابعين لفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق في ليبيا، من أجل محاولة الوصول إلى اتفاق، مشيراً إلى أنه يتمنى أن يكون هذا طريقا إلى الحل برعاية الأمم المتحدة، خاصة وأن السراج رفض الجلوس مع المشير خليفة حفتر.
وأضاف أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تسعى لإصدار قرار من أجل إلزام كافة الدول بتنفيذ بنود وثيقة متعلقة بالوضع في ليبيا من أجل تهدئة الأوضاع، مشيرا إلى أن هناك محاولات أيضا من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، من أجل جمع كل الأطراف في ليبيا والوقوف على قرار يهدئ من الأوضاع.
وأوضح أحمد أبو الغيط، أن الجانب الأوروبي بدأ يتحدث عن قوة متابعة عسكرية وحفظ السلام على الأراضي الليبية، وهو ما اعترض عليه الجانبان الروسي والصيني، مبررين اعتراضهما بأنه قرار لابد أن يصدره مجلس الأمن ويتم التصويت عليه، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين أكد أنه ما كان ليصبر على تلك الفوضى طوال 9 سنوات مضت، لولا بعض القوى الغربية التي كانت قد اتخذت قرارا بمنع الطيران الليبي من التحليق من أجل إسقاط النظام الليبي ثم رحلوا وتركوا الأراضي دون متابعة.
وحول الشأن العراقي، أوضح أبو الغيط أن الولايات المتحدة تقدم العراق على طبق من فضة للتدخلات الخارجية الإيرانية منذ غزو 2003، لافتا إلى أن إيران معرضة لضغوط أمريكية وأصبحت مستعدة للتدخل في الشأن العربي، وأن مقتل قاسم سليماني مسألة معقدة وهناك تنافس أمريكي إيراني للتدخل في الشأن العراقي.
ولفت أحمد أبو الغيط، إلى أن الجامعة العربية ترفض الأداء الإيراني وتتصدى له، مؤكدا أن هناك لجنة مشكلة في الجامعة تصمم على التصدي لتدخلات إيران، مشيرا إلى أن قاسم سليماني تدخل كثيرا في الأراضي العربية، وهو يزعم أنه يدافع عن شعوب المنطقة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: