أول وزيرة دفاع في الوطن العربي.. من هي اللبنانية زينة عكر عدرا؟

كتبت- هدى الشيمي:

دوّن اسم اللبنانية زينة عكر عدرا في التاريخ باعتبارها أول امرأة تتولى منصب وزير الدفاع في الوطن العربي، بعد إعلان رئيس الحكومة اللبناني حسّان دياب، تشكيل حكومته أمس الثلاثاء، والتي تضم 19 وجهًا جديدًا، لم يتولوا من قبل أي مهام حكومية.

وقال دياب، أمس الثلاثاء، إن الحكومة الجديدة مكونة من وزراء تكنوقراط من ذوي الكفاءات، وستعمل على وضع قانون جديد للانتخابات، بينما واصل المحتجون اللبنانيون، اليوم الأربعاء، قطع الطرقات في العاصمة بيروت وعدة مناطق، احتجاجا على الحكومة الجديدة التي تم الإعلان عنها.

لم يقتصر التمثيل النسوي في الحكومة اللبنانية الجديدة على عدرا، إذ ضمت الحكومة التي اُطلق عليها اسم "حكومة الفرصة الأخيرة" لتشكيلها قبل انتهاء المُهلة التي حددها الرئيس لنفسه، خمس وزيرات هنّ منال عبدالصمد وزيرة الإعلام، وغادة شريم وزيرة المهجرين، ولميا يمين الدويهي وزيرة العمل، وماري كلود نجم وزيرة العدل، وفرتينيه أوهانيان وزيرة الشباب والرياضة.

من هي زينة عكر عدرا؟

تنتمي زينة عكر عدرا إلى أسرة مسيحية أرثوذكسية، ورُشحت من قبل تكتل "لبنان القوي" برئاسة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة سعد الحريري جبران باسيل، ورئيس الجمهورية ميشال عون، ما أثار استياء محتجين باعتبارها أحد الوجوه المحسوبة إلى حد بعيد على أحزاب سياسية كبرى.

حصلت عدرا على شهادة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية في التسويق والإدارة في الجامعة اللبنانية الأمريكية. ولديها خبرة تعود لأكثر من 20 عامًا في الإدارة والأبحاث العلمية، بالنظر إلى كونها شريكة ومديرة تنفيذية في الشركة الدولية للمعلومات، وهي شركة دراسات وأبحاث وإحصاءات علمية مستقلّة تأسست في 1995 وتتخذ بيروت مقرًا لها، وتقوم بعمليات جمع بيانات وتحليلها لمشاريع في العالم العربي والشرق الأدنى في مجالات عدّة مثل الصحة والتعليم والزراعة.

على مدار سنوات، عملت عدرا على تقديم خدمات للصحة والتعليم والبيئة والأنشطة الثقافية، وأسست وتدير برنامج الجمعية التنمية الاجتماعية والثقافية، منظمة غير ربحية تقدم خدمات للقرى والمناطق النائية في لبنان، حسب الموقع الرسمي للشركة الدولية للمعلومات.

أما عن حياتها الخاصة، فهي زوجة جواد عدرا رجل الأعمال اللبناني المعروف ومدير عام شركة "الدولية للمعلومات".

ردود فعل

تباينت ردود الفعل على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بين مؤيد ومعارض لتولي عدرا حقيبة الدفاع، فيما اعتبر البعض وصولها إلى هذا المنصب أحد أشكال الريادة اللبنانية، لا سيما وأنها تعد أول امرأة عربية تتولاه.

كتب أحد مُستخدمي تويتر: "تمت ولادة الحكومة اللبنانية بعد عسر المخاض، أطرف ما فيها أن وزارات الدفاع والعدل والعمل، تشغلها سيدات، وهذا طبعاً غريب على مجتمعاتنا العربية، التي لا بد أن يجلس وزير الدفاع في مجلس الوزراء بالبدلة العسكرية المرصعة بالنياشين ولا ينسى أن يضع الكاب على رأسه".

وغرّد مُستخدم آخر: " شيء جميل، لأول مرة في الشرق الأوسط.. 6 وزيرات في الحكومة اللبنانية بينهن وزيرة الدفاع".

دشن رواد تويتر هاشتاجًا يحمل اسم "حكومة الفشل" وآخر "ارحل ميشال عون"، ونددوا فيه بالحكومة الجديدة، وسخروا من الطاقم الحكومي الجديد، ووصفه بعضهم بـ"المزحة".

وغرّد مُستخدم آخر ساخرًا: "إنه من الفخر أن تكون المرأة وزيرة دفاع إذا كانت مثل وزيرة الدفاع الألمانية السابقة فون دير لاين أو الوزيرة الحالية كرامب كارنباور، الوزيرة اللبنانية هل عندها استراتيجية دفاع إذا وقع الحرب أم ستذهب إلى الكوافير أولا".

وأعرب آخرون عن خوفهم من احتمالية حدوث تقارب مع النظام السوري، وقال مُستخدم عبر تويتر: "وزارة الدفاع انتقلت من إلياس بوصعب القومجي السوري، إلى زينة عكر عدرا القومجية السورية.. المهم إنها بقيت مع النظام السوري".

انطلقت الاحتجاجات في لبنان منذ السابع عشر من أكتوبر الماضي، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد، وتستمر حتى الآن مع زيادة المخاوف بشأن حدوث كارثة اقتصادية واجتماعية، بالتزامن مع وقوع أعمال عنف، واتهام المحتجين لقوات الأمن بالاعتداء عليهم واستهداف أعين المتظاهرين والمصورين والصحفيين.