لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد مقتل سليماني.. مظاهرات العراق بين طرد الأمريكيين ومحاربة الفساد

07:49 م الخميس 23 يناير 2020

مظاهرة عراقية أمام السفارة الأمريكية في بغداد (أرش

كتب – محمد الصباغ:

عاد النبض مرة أخرى إلى المظاهرات العراقية خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد فترة من التوجس عقب مقتل القائد بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليمان في الثالث من يناير الجاري في غارة أمريكية رفقة قائد بالحشد الشعبي العراقي لدى خروجهما من مطار بغداد الدولي.

وقتل خلال الأيام الماضية ستة أشخاص على الأقل بينهم رجلي أمن، وذلك بعد استئناف المظاهرات التي بدأت من أكتوبر الماضي مطالبة برحيل الحكومة، ومحاربة الفساد الذين قالوا إنه استشرى في النخبة التي حكمت البلاد منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.

وبحسب تقارير محلية عراقية فإن أكثر من 450 شخصًا قتلوا خلال سلسلة الاحتجاجات الأخيرة في العراق.

كان الهدف واضح من المظاهرات، لدرجة أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خرج ودعم الحراك وأمر مجموعات مسلحة تحت إمرته بحماية المتظاهرين.

كانت المظاهرات تطالب بمحاربة الفساد وتحسين الظروف الاجتماعية للبلاد، في ظل حكومة يقودها أحزاب مقربة من إيران.

دعمت الولايات المتحدة المظاهرات بقوة، واعتبرتها دليلا على السخط الشعبي ضد النفوذ الإيراني في العراق، ولكن حينما قررت قتل قاسم سليماني تراجعت حدة الحراك وبدأ الحديث والمساعي القوية حول ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد.

مقتل سليماني وتحول في المظاهرات

قبل مقتل سليماني بأيام قليلة، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى حماية المتظاهرين وتلبية مطالبهم، وأكد على ضرورة تعزيز السيادة العراقية بعيدا عن النفوذ الإيراني أو الأمريكي.

لكن بعد مقتل قائد فيلق القدس ورجل إيران القوي بالشرق الأوسط، ومع مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي التابع للجيش العراقي، وجه الصدر التعازي وهاجم الخطوة الأمريكية التي اعتبرها انتهاكا للسيادة العراقية.

وخلال الأسبوعين الماضيين توجهت أنظار الصدر نحو أمر آخر غير دعم المظاهرات المطالبة بمحاربة الفساد والإصلاح الاقتصادي، ودعا لمظاهرة مليونية للمطالبة بخروج القوات الأجنبية من العراق.

وكان الصدر أعاد تكوين جيش المهدي مرة أخرى، خلال اندلاع المظاهرات، وذلك بعد حله لسنوات عقب تكوينه لمواجهة الاحتلال الأمريكي.

ومن المقرر أن تخرج المظاهرات غدا الجمعة، في وقت قدم فيه البرلمان العراقي بالفعل طلبا للحكومة برئاسة عادل عبدالمهدي لإنجاز خروج القوات الأجنبية من البلاد.

واستعانت الحكومة العراقية بالقوات الأمريكية مرة أخرى مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي وسيطرته على مناطق شاسعة من البلاد، لكن مع القضاء بشكل كبير على التنظيم واعتبار الأغلبية بالبرلمان العراقي أن القوات الأمريكية انتهكت سيادة بغداد بقتل سليماني والمهندس، جاء الصوت المرتفع بإنهاء الوجود الأجنبي العسكري بالعراق.

هذا الخروج تقف وراءه الكتل النيابية المدعومة من إيران، والتي تحركت بقوة بعد مقتل سليماني، وبعد دعوات رسمية إيرانية بضرورة إنهاء الوجود الأمريكي في العراق كرد استراتيجي على مقتل سليماني.

حزب الله توعد الجيش الأمريكي بـ "القصاص العادل" لمقتل سليماني وفي اليمن دعا الحوثيون إلى تنفيذ "عمليات انتقامية" بسرعة.

انسحاب القوات الأمريكية انتصار لإيران

بحسب تصريحات خبراء لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإن الخروج الأمريكي من العراق سيكون انتصارا لإيران، وهو الأمر الذي طالما عملت عليه طهران بدعم المليشيات المسلحة في العراق من أجل مهاجمة القوات الأمريكية في البلاد، وآخرها استهداف سفارة واشنطن خلال الأسابيع الأخيرة بعدد لا بأس به من صواريخ الكاتيوشا.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح، ناقش اليوم الخميس، قادة حلف شمال ‏الأطلسي"الناتو"، قرار مجلس النواب العراقي بسحب القوات الأجنبية من البلاد، مؤكدا على أهمية احترام سيادة العراق وقراره المستقل.

وخلال اللقاء المنعقد على هامش أعمال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، ناقش الأوضاع الأمنية وسبل القضاء بشكل نهائي على الإرهاب ودعم الأمن والاستقرار ‏في العراق والمنطقة.‏

وخلال حديثه على هامش مؤتمر دافوس أمس، قال صالح إن الصراع الإقليمي على أرض العراق لن يكون مفيدا للمنطقة أو للعراق، مشيرا إلى أنه لا يمكن للعراق التقدم دون التعاون من جيرانه المحليين ودول العالم بينهم الولايات المتحدة أيضًا.

الصحفي والمحلل العراقي هيوا عثمان، أكد في حديث لراديو أمريكا الوطني، أن رد الفعل الأولي للعراقيين على مقتل سليماني لم يكن بالابتهاج، مضيفًا "لكنهم أدركوا سريعا أن ذلك ربما يعني تحول العراق لساحة حرب بين إيران وأمريكا، ما يعني أن ذلك سيدفع ثمنه العراقيون، ويدمر مساعي الإصلاح والاستقرار".

وتابع في حديثه "الكثير من المتظاهرين يرون أن لا شيء في يدهم ليفعلونه حاليا. يأملون في أن ما يقومون به (التظاهر) لا يكون جزءا من الأمر (الصراع بين أمريكا وإيران)".

ولا تعتبر التصريحات الإيرانية عن إخراج القوات الأمريكية من المنطقة بالجديدة، فقد خرج المرشد الأعلى الإيراني في أكثر من مناسبة وطالب بسحب القوات الأمريكية من العراق، معتبرا أن "طردهم يصبح أصعب عندما يستمر وجودهم العسكري طويلا في أي بلد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان