هل تسببت سياسة الصين التوسعية في تحويل "كورونا" إلى وباء عالمي؟
كتب - محمد عطايا:
قد لا يكون الرئيس الصيني شي جين بينج، مسؤولًا بشكل مباشر عن تفشي فيروس كورونا الجديد، إلا أن برنامجه السياسي كان سببًا في انتشار ذلك الوباء في العالم، وذلك وَفقًا لـ"فوريس بوليسي".
أعلنت السلطات الصينية وفاة 41 شخصًا مصابين بفيروس كورونا الجديد، وإصابة ما يزيد على ألف شخص، لافتةً إلى أن الأعداد في تزايد نتيجة انتقال العدوى.
الفيروس المستحدث، انطلق من مقاطعة ووهان الصينية، وضرب عدة نقاط حول العالم، وظهر في أوروبا والولايات المتحدة واليابان، وغيرها من مدن وعواصم العالم.
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن برنامج "الحزام والطريق" الذي أطلقه الرئيس الصيني، ويهدف إلى توسيع التجارة والبنية التحتية الصينية في جميع أنحاء العالم، وأصبح محور سياسته الخارجية والاقتصادية، تسبب في نشر المرض المحلي في جميع أنحاء العالم تقريبًا.
وأوضحت "فورين بوليسي" أنه وَفقًا للعلماء في منظمة الصحة العالمية، ينتقل الفيروس عن طريق العدوى من الشخص المصاب إلى كل اثنين ونصف شخص تقريبًا في المتوسط في الصين.
أبلغت الصين رسميًّا، في 3 يناير الجاري، عن 44 حالة إصابة بالتهاب رئوي في ووهان، إلا أن الرقم بعد أسبوعَين قفز إلى 198 حالة مصابة. وفي صباح يوم 21 يناير الجاري تأكدت إصابة 444 مريضًا في مقاطعة هوبي المجاورة لووهان بالفيروس.
أوضحت المجلة الأمريكية أن فيروس كورونا يبدو مشابهًا لـ"سارس" من ناحية الانتشار، على الرغم أن الفيروس الشبيه بـ"الالتهاب الرئوي" أكثر نشاطًا؛ نظرًا لسياسة الصين التوسعية في عام 2013، بسبب برنامج "الحزام والطريق" الذي يغطي 70 دولة أساسية، وسيصل في النهاية إلى ثلثي سكان العالم.
وأضافت "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الصين تنفق مئات المليارات على ذلك البرنامج؛ بهدف التوسع والتوغل في جميع دول العالم اقتصاديًّا، لافتةً إلى أن نظام السكك الحديدية في الصين يتوسَّع، داخل البلاد وخارجها، عبر الحدود، فضلًا عن عديد من وسائل المواصلات الأخرى التي جعلت الدول مرتبطةً أكثر بالصين.
بعد انتقاله إلى أوروبا، عندما أعلنت فرنسا، أمس الجمعة، إصابة ثلاثة مواطنين بالفيروس قادمين من مقاطعة ووهان، ترى "فورين بوليسي" أن الفيروس سيتمدد في إفريقيا أيضًا؛ نظرًا لأن الصين وسعت مصالحها والبنى التحتية في إفريقيا، خصوصًا إريتريا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا وزامبيا وتنزانيا وزيمبابوي وأنجولا.
وأكدت المجلة أنه حال انتشر الفيروس إلى تلك الدولة الإفريقية سيتحول الأمر إلى كارثة؛ نظرًا لعدم وجود رعاية صحية متفوقة تستطيع العناية بمرضى فيروس يشبه "سارس"، ومن ثَمَّ تفشي المرض بدرجات كبيرة بينهم.
تعتبر مقاطعة ووهان، المعروفة باسم "طريق الصين"، مركزًا رئيسيًّا للنقل والتجارة، ووَفقًا لـ"فورين بوليسي" يستقل ما يزيد على مليون شخص يوميًّا القطارات داخل وخارج المدينة، فضلًا عن استضافتها مصانع عملاقة وعديدة؛ مثل "مايكروسوفت"، ومجموعة أخرى من كبار شركات صناعة السيارات.
وتقع سوق الحيوانات الحية التي ينطلق منها الوباء على مسافة قريبة من محطة سكة حديد ووهان فائقة السرعة؛ ما جعلها -حسب فورين بوليسي- مناسبةً لتجار الحيوانات للمجيء بين المدينة ومناطق الصيد في جنوب شرق آسيا ودول الهيمالايا وآسيا الوسطى.
وقبل أن تضع الحكومة قيودًا على الحركة خارج المدينة، كان هناك نحو 300 ألف شخص خرج من ووهان؛ على أمل الوصول إلى الأقارب للعام القمري الجديد أو ببساطة تفادي الحملة.
وقال يي جوان، من جامعة هونج كونج، وهو عالم الفيروسات المخضرم الذي عمل على وباء "سارس"، في تصريح أدلى به إلى وكالة الأنباء الصينية "كايكسين": "لقد رأيت كل شيء: إنفلونزا الطيور وسارس وحمى الخنازير.. والباقي. لكن الالتهاب الرئوي في ووهان يجعلني أشعر بالعجز الشديد. كان من الممكن السيطرة على معظم الأوبئة الماضية، لكن هذه المرة، أشعر بالغثيان".
وأضاف جوان: "أنا أيضًا أشعر بالقلق. من الصعب أن ننظر إلى الطرق الجديدة التي بُنيت بمساعدة صينية فوق سيبيريا وجبال الهيمالايا وإلى أقصى إفريقيا دون أن ترى طرقًا محتملة للمرض يمكن أن تحمل العدوى إلى كل ركن من أركان العالم".
فيديو قد يعجبك: