إعلان

عزل 13 مدينة وبناء مستشفى في 6 أيام.. كيف تتعامل الصين مع فيروس كورونا؟

04:42 م الأحد 26 يناير 2020

فيروس كورونا

كتبت- رنا أسامة:

تُسابق الصين الزمن من أجل احتواء وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي الغامض الذي يواصل تفشّيه على نحو مُتسارع مع وصوله إلى 14 دولة حتى الآن، في الوقت الذي أقرّ فيه الرئيس الصيني شي جين بينج بخطورة الوضع مع "ازدياد قوة" كورونا الجديد الذي ما تزال المعلومات المتوافرة لدى السلطات الصحية بالصين بشأنه وبمخاطر تحولاته "محدودة"، حسبما أكّد وزير لجنة الصحة الوطنية بالصين ما شياوي في مؤتمر صحفي، الأحد.

تكمن خطوة "كورونا" الجديد في انتقاله من شخص لآخر أثناء فترة الحضانة التي قد تتراوح من يوم إلى 14 يومًا، أي قبل ظهور أعراضه على المريض. وبحسب الأرقام الرسمية المُعلنة حتى الآن، أودى الفيروس بحياة 56 شخصًا، جميعهم في الصين، فيما أصاب 1975 شخص على مستوى العالم- وهو عدد مُرشّح للزيادة مع وجود ما لا يقل عن 200 حالة حرجة وأكثر من 1300 مُشتبه في إصابتهم.

وبين عزل مدن وفرض قيود على حركة التنقل والسفر، وإلغاء فعاليات كُبرى خلال احتفالات العام الصيني الجديد الذي بدأ يوم الجمعة ولمدة 7 أيام، ومحاولة إيجاد علاج لـ "كورونا" الجديد، وبناء مستشفيات لعلاج المُصابين.. يستعرض"مصراوي" في التقرير التالي جهودالحكومة الصينية لاحتواء أزمة تفشي الفيروس الغامض:

عزل مدن وغلق طرق وإلغاء احتفالات

في خطوة غير مسبوقة لكبح جِماح "كورونا" داخل الصين، عزلت السلطات 13 مدينة في محيط مركز انتشار الفيروس تضم أكثر من 40 مليون شخص، بما في ذلك "ووهان" عاصمة مقاطعة هوباي، البالغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة والتي انطلق منها الفيروس الغامض من سوق "هونان" لبيع المأكولات البحرية في أواخر ديسمبر الماضي.

وفرضت الحجر الصحي بحكم الأم الواقع على كامل سُكان المدينة الواقعة في وسط الصين، ومنعت الخروج والدخول منها وإليها إلا للضرورة القُصوى، مع إغلاق الطرق السريعة، وألزمت الجميع بارتداء الأقنعة الواقية.

وكذلك أعلنت بلدية المدينة توقف حركة القطارات في هوانجانج- البالغ عدد سكانها 7,5 مليون نسمة على بُعد 70 كيلومترًا إلى شرق ووهان- حتى إشعار آخر. كما علّقت مدينة هوانجشي التي يُقدر تعدادها بمليونيّ نسمة وتقع على بُعد 100 كيلومتر نحو الشرق حركة النقل العام وأغلقت الجسر فوق نهر يانجتسي.

ومنعت مدينة جينجتجو- البالغ عدد سكانها أكثر من 6 ملايين نسمة، مُغادرة سكانها عبر القطارات والسفن والحافلات.

وفي العاصمة الصينية بكين، تقرر إغلاق جزء من سور الصين العظيم أمام الزوار اعتبارًا من أمس السبت، بجانب مواقع رمزية مثل مقابر "مينج"، وإغلاق تبقى ستاد بكين الوطني الذي شُيّد للألعاب الأولمبية عام 2008 في بكين حتى 30 يناير الجاري. كما أغلقت "المدينة المحرمة"- القصر الإمبراطوري القديم- منذ الخميس وحتى إشعار آخر.

وفي شنجهاي، أعلنت مدينة ملاهي "ديزني لاند" إغلاق أبوابها مؤقتًا اعتبارًا من الأحد، وكذلك منافستها "أوشن بارك".

ومن مونتريال، ألغى "سيرك دو سولاي" الكندي عرضا كان مقررا في بكين بناء على طلب السلطات.

بناء مستشفى في 6 أيام وتطوير لُقاح

بالتوازي، بدأت الصين منذ الخميس في بناء مستشفى لعلاج المُصابين بالفيروس القاتل في مدينة ووهان، لتنتهي منه في غضون 6 أيام قبل أن يدخل الخدمة في 3 فبراير المقبل.

ووفق وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، سيُبنى المستشفى بمنطقة قديان في الضاحية الغربية لمدينة ووهان بمقاطعة هوباي، على مساحة 25 ألف متر مربع، ليتمكن من استيعاب 1000 سرير.

وأظهرت صور جوية نشرتها قبل يومين وكالة أنباء الصين الجديدة على حسابها الرسمي عبر تويتر معدات ميكانيكية تعمل في موقع المستشفى.

سيتم استخدام الألواح الخشبية المتحركة التي يتم تركيبها بربطها معا في بناء المستشفى ليتم الانتهاء منه سريعًا، وذلك على غرار المنازل الخشبية التي شيدتها الشعوب الأصلية في شمال غرب المحيط الهادئ، والتي عادة ما تستخدم ألواح خشب الأرز في بنائها.

وفي عام 2003، كان للصين تجربة سابقة؛ إذ بنت مستشفى "شياو تانجشان" في 7 أيام في الضاحية الشمالية للعاصمة بكين، للتعامل مع تفشي مرض "السارس" الذي قتل نحو 800 شخص خلال عاميّ 2002 و2003.

وفي الوقت ذاته، أعلن مسؤول بالمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية، التابع للحكومة، شروع في "تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد"، دون أن يكشف عن احتمال نجاحهم في تحديد لقاح معين من عدمه.

وقال رئيس المعهد الصيني لمكافحة الأمراض الفيروسية والوقاية التابع للمركز شيوي ون بو، الأحد، إنه "تم عزل الفيروس ويتحدد حاليًا سلالته"، مُشيرًا إلى أنهم يعملون أيضًا على فحص أدوية تستهدف الالتهاب الرئوي الناجم عن كورونا الجديد"، دون أن يوضح موعداً لإعطائها للمصابين أو المشتبه بإصابتهم بالفيروس، وفق شينخوا.

فرق طبية وإمدادات ومليارات الدولارات

في السياق ذاته، أرسلت الصين فريقًا من 450 من العاملين الطبيين العسكريين على متن طائرة عسكرية مساء الجمعة، بينهم محترفون يتمتعون بخبرة في مكافحة "سارس" و"إيبولا"، إلى ووهان، وفق شينخوا.

وضمّت الفرق الطبية خبراء في الصحة التنفسية والأمراض المعدية والسيطرة على عدوى المستشفيات ووحدات العناية المركزة، ليتم نشرها في المستشفيات التي تضم أعدادا كبيرة من مرضى الالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس كورونا الجديد في ووهان.

كما تعتزم الصين إرسال 12 فريقا طبيا إضافيًا يضم أكثر من 1600 فرد إلى مقاطعة هوباي، حيث تأثر النظام الطبي المحلي بانتشار فيروس كورونا الجديد، حسبما أعلن مدير اللجنة الوطنية الصحية بالصين ما شياو.

وقال المسؤول الصيني في مؤتمر صحفي، الأحد، إنه سيتم إرسال الفريق الطبي خلال وقت قصير، مُضيفًا أن اللجنة استدعت وأرسلت أكثر من 900 فرد في 7 فرق طبية في هوباي. وأرسل الجيش فريقا طبيا مكون من 450 فردا، مُشيرًا إلى وجود أكثر من ألف فرد آخرين في وضع الاستعداد.

كما خصصت الحكومة الصينية مليار يوان (143 مليون دولار أمريكي) لمكافحة انتشار الوباء، وأرسلت احتياطيها من الإمدادات الطبية، ونسقت نقل ملابس وأقنعة وقفازات ونظارات للوقاية للمناطق الأكثر تضررا، بواقع 100 ألف بدلة واقية و 110 آلاف زوج من القفازات و8 ملايين قناع و2180 زوجا من النظارات الواقية، وفق المسؤول الصيني.

كما أطلق فرع جمعية الصليب الأحمر الصينية في ووهان، خطوطا ساخنة تعمل على مدار الساعة لتلقي مخزونات الطوارئ التي يتم التبرع بها.

ووصل الفيروس الجديد حتى الآن منذ ظهوره أواخر العام الماضي إلى 12 دولة خارج حدود الصين في أقل من شهر؛ بما في ذلك اليابان، والولايات المتحدة، وفيتنام، وسنغافورة، وفرنسا، وأستراليا، ونيبال، وتايوان، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، وكندا.

فيديو قد يعجبك: