احتجاجًا على "صفقة القرن".. عشرات الإصابات بالضفة وإضراب في غزة
رام الله/غزة- (د ب أ):
أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح في مواجهات، الأربعاء، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، فيما عم إضراب شامل قطاع غزة ضمن احتجاجات على خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن".
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة فلسطينيين اثنين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة البيرة.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي إحداهما بالقدم والأخرى بالكتف خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في منطقة جبل الطويل في البيرة.
وأضافت الجمعية أن طواقمها تعاملت مع 41 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز خلال مواجهات مع جيش الاحتلال في منطقة الأغوار.
وجرت المواجهات عقب منع جيش الاحتلال مئات الفلسطينيين من الوصول إلى منطقة الأغوار خلال تظاهرة منددة بصفقة القرن الأمريكية وخطط إسرائيل لضم أراضي الأغوار.
وفي السياق، أصيب فلسطيني بعيار معدني مغلف بالمطاط في رأسه والعشرات بحالات اختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الخليل.
كما جرت مواجهات مماثلة في مدن رام الله ونابلس وجنين خلال احتجاجات مناهضة لصفقة القرن الأمريكية وسط تأكيد على التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية.
من جهتها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن عشرات الفلسطينيين ألقوا الحجارة على قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مواقع في الضفة الغربية فيما ردت القوات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
في هذه الأثناء، عم إضراب شامل قطاع غزة رفضا لصفقة القرن الأمريكية، تضمن تعطيل المؤسسات الحكومية والمدارس وإغلاق المحلات التجارية تلبية لدعوة لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية.
وتظاهر مئات الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة للاحتجاج على صفقة القرن الأمريكية وأحرقوا خلال ذلك العلمين الأمريكي والإسرائيلي وصورا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان ترامب أطلق مساء أمس، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صفقة القرن التي اعتبر أنها "تعود بالمنفعة على كلا الطرفين" الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار ترامب إلى أن من بين بنود الخطة خلق تواصل جغرافي للفلسطينيين ولكن القدس تبقى موحدة تحت سيادة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أنه لا يمكن مطالبة إسرائيل بالتنازل عن أمنها وأن الخطة المعلنة لن تتهاون مع أمن دولة إسرائيل.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنه من غير المقبول الاختباء وراء مواقف وبيانات وصيغ فضفاضة مبهمة كبوابة للهروب من استحقاق مواجهة "مؤامرة" صفقة القرن.
وأكدت الوزارة، في بيان صحفي لها، أن العالم أصبح بجميع أطيافه ومكوناته أمام الحقيقة المرة التي طالما حذرت القيادة الفلسطينية منها مرارا وتكرارا، وبادرت إلى وضع المجتمع الدولي وقادة الدول في صورة نتائجها وتداعياتها وعواقبها الخطيرة ليس فقط على القضية الفلسطينية، إنما على النظام العالمي برمته.
وقالت إن المنطق الأمريكي- الإسرائيلي الذي تعتمد عليه صفقة القرن "المشؤومة" يقوم على استبدال القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الناظمة بين الدول بشريعة الغاب وسلطة القوة وجبروتها ومنطقها.
وأضافت أن مجرد تعميم مبدأ "فوضى القوة" الذي تروج له صفقة القرن كمبدأ يتحكم بالعلاقات الدولية سيصبح عاما، وتطال أبعاده وتداعياته جميع الدول دون استثناء "ما يجعل أي دولة تمتلك القوة الكافية قادرة على الاعتداء، والضم، وفرض السيطرة بالقوة على دول الجوار، في عودة غير محمودة لمرحلة الاستعمار الكولونيالي القديم".
وحذرت الخارجية الفلسطينية من مخاطر "ضرب مبدأ حل الصراعات والنزاعات بالطرق السلمية، ويقلص هامش المفاوضات بين الدول، ويؤدي لخلق بيئة مناسبة لنمو التطرف والعنف والكراهية إن لم يكن الإرهاب"، متسائلة أين المجتمع الدولي ودوله من هذه الحقيقة المؤلمة؟".
فيديو قد يعجبك: