إعلان

محللون: 48 عام الاعتراف بإسرائيل و2020 عام تحقيق كل أحلامها

05:50 م الأربعاء 29 يناير 2020

نتتنياهو وترامب

كتبت- هدى الشيمي:

في مؤتمر مُشترك عُقد في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الستار عن خطته المزعومة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين المعروفة إعلاميًابـ"صفقة القرن"، وهي اللحظة التي عدهت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "تاريخية"، تُعيد إلى الأذهان اعتراف الولايات المتحدة بدولة إسرائيل في عام 1948.

قال جهاد حزارين، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، إن "1948 كان عام الاعتراف بوجودية دولة إسرائيل، ولكن 2020 هو العام الذي حقق فيه الرئيس الأمريكي كل أحلام دولة الاحتلال."

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) على رفضه التام والقاطع لهذه المبادرة، وقال إنها "سوف تذهب إلى مزبلة التاريخ." فيما رحب نتنياهو بخطة ترامب وقال إنها "بداية لفترة طريق مشرق، وعبر القرون سيتذكرون هذا اليوم".

أعلن ترامب أن خطته تقوم على عدد من البنود أبرزها اقتراح حل واقعي بدولتين على أن تكون القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بسيادة إسرائيل على أراضِ محتلة ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتجميد النشاط الاستيطاني لمدة أربع سنوات في الوقت الذي يجري فيه التفاوض على إقامة دولة فلسطينية.

تضمنت الخطة قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل، مع احتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية غرب نهر الأردن، على أن يعمل الفلسطينيون مع الولايات المتحدة وإسرائيل لتحمل المزيد من المسؤولية الأمنية، حيث تقلل إسرائيل من بصمتها الأمنية.

2

حلم نتنياهو يتحقق

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تحليل على موقعها الإلكتروني، إن نتنياهو يعلم أن خطة ترامب غير قابلة للتنفيذ، ولكنه يتمسك بها، رغم اعتراض يمنيين متطرفين على بعض بنودها، لأنها تحقق له هدفه الرئيسي، وهو إنهاء النزاع على الأرض الواقعة ما بين نهر الأردن وحتى البحر المتوسط.

وفي هذا الصدد، أوضح حزارين لمصراوي أن مبادرة ترامب تسمح لدولة الاحتلال بالسيطرة على حوالي 78% من الأراضي بعد أن كانت تسيطر على57% من الأراضي وفق قرار التقسيم لعام 1948، إضافة إلى 40% من أصل 22% من الأراضي الفسطينية، لذا من الطبيعي أن يعتبر نتنياهو ما جرى أمس "تاريخيًا".

نصت الخطة على أن "القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل"، ودعت الإدارة الأمريكية الفلسطينيين إلى التفاوض على مبادئ إقامة دولة مستقلة بهم، وهو ما وجده حزارين "مُستحيلاً، لأنه ببساطة لا يوجد ما يمكن التفاوض عليه"- على حد قوله.

قال القيادي في فتح إن "ترامب ضرب عرض الحائط بكل قضايا الحل النهائي، لذا لا يوجد مجال للتفاوض"، ومضى مُتسائلاً: "هل نتفاوض على القدس غير القابلة للتقسيم؟ أم على استمرار الاستيطان؟ أم على نزع السيادة من على الدولة الفلسطينية المقترحة؟".

3

خطة غير قابلة للتنفيذ

بالنظر إلى ذلك، تُصبح خطة ترامب غير قابلة للتنفيذ، كما يرى السفير الفلسطيني السابق في القاهرة بركات الفرا، مستبعدا تطبيقها على ارض الواقع، خاصة وأن العرب والمسلمين لن يسمحوا بالتخلي عن المقدسات، علاوة على أن الفلسطنيين الذين يعيشون في الأراضي، البالغ عددهم 7 مليون نسمة، لن يتحزحوا ويتركوا أراضيهم.

وقال الفرا، لمصراوي، إن إسرائيل لم تحلم يومًا بأن تعطيها الولايات المتحدة كل هذه الامتيازات، مُشيرًا إلى أن واشنطن تتعامل مع الأراضي الفلسطينية وكأنها ملكًا لها، وتتصرف كيفما شاءت، وبالتالي حققت إسرائيل "انجازًا غير مسبوق."

يرفض الفلسطينيون خطة السلام مع اسرائيل جملة وتفصيلاً، كما أنهم يرفضون إجراء أي محادثات مع واشنطن، ويعتبرونها فقدت دورها كوسيط مُحايد، بعد التحركات التي أقدم عليها ترامب منذ توليه الرئاسة، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المُحتلة، وتقليص المساعدات للفلسطنيين.

وأكد السفير الفلسطيني أن ما يحدث غير قانوني ويتناقض مع كل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة وأن كل قرارات مجلس الأمن تؤكد أن الأراضي التي احتلها إسرائيل عقب حرب يونيو 1967 مخالفة لنطاق الأمم المتحدة، وهي أراضي مُحتلة يجب سحبها من إسرائيل.

وفيما لم يعد هناك مكان للعواطف أو المشاعر، يؤكد الفرا أن ما يجب فعله الآن هو "اعمال العقل" والتوصل إلى خطة عمل لاقناع العالم بأن مبادرة ترامب لن تحقيق الأمن أو السلام، لأنها تجاهلت الشرعية الدولية، وحقوق الشعب الفلسطيني، وانحازت بالكامل لدولة الاحتلال.

1

وطلبت فلسطين رسميًا عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، السبت المُقبل، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث سبل مواجهة الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

يغفل الأمريكيون والإسرائيليون، حسب الفرا، أن التاريخ يؤكد أن الشعوب تحصل على حقوقها في النهاية، مثلما حدث مع الجزائريين الذين تخلصوا من الاحتلال الفرنسية بعد حوالي 130 عامًا، وتحرر جنوب أفريقيا من سيطرة البيض بعد مئات السنوات.

وأكد السفير الفلسطيني أن ما حدث عام 48 لن يتكرر، قائلا:" وعينا الدرس، ولن يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان