كورونا يحول ووهان المزدحمة إلى مدينة أشباح (فيديو)
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب - محمد صفوت:
تحوّلت مدينة ووهان الصينية، التي كانت تعج بالحياة إلى مدينة موبوءة معزولة عن العالم بعد تفشيّ فيروس كورونا الجديد، الذي انطلق منها، لتعُزل بالكامل وتُصبح هي والمدن المحيطة بها "أكبر حجر صحي" في التاريخ البشري ليصبح الوصف الأقرب إليها بأنها "مدينة أشباح".
نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن سائحة أمريكية مقاطع فيديو مصورة للمدينة بعد فرض الحجر الصحي عليها. تظهر المقاطهر شوارع المدينة مهجورة رغم وجود 11 مليون شخص يسكن بها حتى اللحظة.
ومنذ فُرِض الحجر الصحي على ووهان، باتت شوارعها شبه مهجورة، مع إغلاق المحال التجارية، ومنع المركبات غير الضرورية من السير على الطرق العامة، وسط تحذيرات إلى سكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة بعدم مغادرة منازلهم إلا في الظروف الطارئة، والالتزام بارتداء الأقنعة الواقية.
تكشف مقاطع الفيديو التي حصلت عليها "ديلي ميل" محطات الحافلات المغلقة، ورفوف الدراجات المستأجرة غير المستخدمة فضلاً عن التقاطعات الرئيسية التي لا تكاد توجد بها سيارة واحدة.
تقول السائحة الأمريكية التي التقطت مقطع الفيديو، إن العمل الوحيد الذي يمكن رؤيته في شوارع المدينة هو الصيدلة.
أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء الماضي، الحجر الصحي للمدينة موطن الفيروس، وعزلت عن جميع السكك الحديدية والنقل البري والجوي، لاحتواء الفيروس الذي ارتفعت حصيلة ضحاياه حتى هذه اللحظة إلى 132 حالات وفاة وتسجيل 6078 حالة إصابة مؤكّدة في 31 منطقة على مستوى المُقاطعات الصينية.
ووصل منذ ظهوره في 31 ديسمبر الماضي إلى دول اليابان والولايات المتحدة وتايلاند وأستراليا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وفرنسا وتايوان وفيتنام وكندا ونيبال وكمبوديا وألمانيا وسريلانكا والإمارات.
تقول الصحيفة البريطانية، إنه ليس من الواضع سبب تواجد السائحة الأمريكية في ووهان في هذا التوقيت، مشيرة إلى أن المدينة يقطنها عددًا كبيرًا من الطلاب الأجانب.
تصنف ووهان، على أنها سابع أكبر المدن الصينية؛ حيث تمتد إلى ثلاث مدن (هانكو وهانيانج ووتشانج) تم دمجهم معًا عام 1950، وتحتوي على 340 موقعًا تاريخيًا وأثريًا، كما تضم أكبر عدد من الطلاب الذين يتوافدون إليها من جميع أنحاء العالم؛ إذ تحتل المرتبة الثالثة في مراكز التعليم على مستوى الصين، بعد مدينتي (بكين وشانجهاي)، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وتبني الصين ما لا يقل عن 4 مستشفيات للفيروس الجديد في محاولة للحد من انتشار المرض الذي يهدد الحياة. ويوجد مشروعان عاجلان في ووهان، أحدهما في مدينة هانيانج المجاورة والآخر في مدينة تنتشوا.
يقع المستشفى الثاني في ووهان، والذي يطلق عليه اسم مستشفى "ليشانشان" أو مستشفى "ثاندر ماونتين ماونتن"، في مقاطعة هانيانج، جنوب وسط المدينة.
بدأت أعمال البناء السبت الماضي، ومن المقرر أن يضم المستشفى مبنيين يحتويان على 1500 سرير، ومن المتوقع أن يعالج حوالي 2000 عامل طبي المرضى في المركز الخاص الذي تبلغ مساحته 7.4 فدان، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
أسماء مستوحاة من الأساطير الصينية
سميت المستشفى الأولى "فاير جود ماونتين"، لأنه وفقًا للأسطورة، يمكن للنار أن يقاوم الذهب، وهو أحد العناصر الخمسة في الطب الصيني التقليدي الذي يمثل رئة الشخص مما يشير إلى فيروس كورونا الذي يصيب الجهاز التنفسي للشخص بشكل رئيسي.
سميت الثانية باسم "ثاندر ماونتين ماونتين" لأن الشعب الصيني يعتقد أن إله الرعد هو الله الذي يعاقب إله الشر، مما يدل على أن السكان المحليين يأملون في أن يكون الفيروس هو الشر الذي سينتهي في أسرع وقت ممكن.
جهود الصين للحد من انتشار الفيروس
وسعت الصين من الجهود الشاملة لاحتواء المرض الفيروسي من خلال تمديد عطلة رأس السنة القمرية لإبقاء الناس في المنزل وتجنب انتشار العدوى حيث وصل عدد القتلى إلى 132 شخصًا.
وأعلنت هونج كونج أنها ستمنع دخول الزوار من المقاطعة بعد تحذير من قدرة الفيروس على الانتشار.
بدأت جهود مكافحة المرض بشكل كبير مع تعليق رحلات الطائرات والقطارات والحافلات في 22 يناير الجاري إلى ووهان، وامتد هذا الحظر ليشمل 17 مدينة تضم أكثر من 50 مليون شخص في أكثر تدابير مكافحة الأمراض البعيدة المدى التي تم فرضها على الإطلاق.
ذكر بيان لمجلس الوزراء أن نهاية عطلة السنة القمرية الجديدة، موسم السفر الأكثر ازدحامًا في الصين، قد تم إعادتها إلى يوم الأحد من يوم الخميس لتقليل التجمعات الجماهيرية ومنع انتشار الوباء.
ومددت حكومة شانجهاي، التي تضم 25 مليون شخص ومركز أعمال عالمي، العطلة داخل المدينة حتى 9 فبراير، وأمرت بإغلاق الملاعب الرياضية والمناسبات الدينية.
فيديو قد يعجبك: