سبق بن لادن لقوائم الإرهاب الأمريكية.. من هو أبو المهدي المهندس الذي قتلته واشنطن في بغداد؟
كتب - محمد صفوت:
قُتل ٨ أشخاص في قصف صاروخي على مطار بغداد الدولي، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، تبين لاحقًا أنه ضربة أمريكية ضد هدفين لهما صلة بإيران في العاصمة العراقية، قبل أن يعلن التلفزيون العراقي ووكالة الأنباء الرسمية، مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" وأبو المهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ومؤسس كتائب حزب الله العراقية، في الهجوم الذي استهدفه وقياديين بالحشد الشعبي العراقي، بينهم أبو المهدي المهندس مؤسس كتائب "حزب الله" العراقية.
من هو أبو المهدي المهندس؟
أبو المهدي المهندس مؤسس كتائب حزب الله العراقية، مستشار لفيلق القدس وأحد قيادات الحشد الشعبي، له تاريخ طويل من العمل مع القوات الموالية لإيران في المنطقة منذ تأسيسها في أعضاب الثورة الإسلامية في إيران، وتدرج في المناصب ما جعله مستشارًا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
في 2009 أدرجته الولايات المتحدة على لائحو العقوبات ضد عددًا من القيادات الشيعية الموالية لإيران، وكشفت آنذاك عن 19 اسمًا حركيًا له لعل أبرزها جمال جعفر محمد علي وأبو مهدي البصري وجمال جعفر الإبراهيمي وجمال التميمي.
ولد أبو المهدي، في مدينة البصرة عام 1954، من أب عراقي وأم إيرانية، تخرج في كلية الهندسة عام 1977 في العراق وانتمى لحزب الدعوة مطلع العام نفسه، ثم غادر البلاد إلى الكويت عام 1979، بعد تولي صدام حسين الحكم في العراق، واستقر في الكويت عدة سنوات، ومارس نشاطًا سياسيًا وأمنيًا معاديا لنظام صدام حسين قبل أن تمنعه الحكومة الكويتية آنذاك من مزاولة أي نشاط على أراضيها.
تفجيرات سفارات الكويت
لعب دورًا في تنفيذ أجندة إيران في المنطقة، وعرف بأنه عنصر مفوض بحسب ما نشره معهد واشنطن للأبحاث في 2015، وذلك عن الفترة التي بدأ العمل فيها مع طهران بداية من 1983، إذ تحالف وقتها مع حزب الله لتنفيذ تفجيرات استهدفت سفارات في الكويت، ومحاولة اغتيال أمير الكويت في 1985.
عثرت وقتها الشرطة الكويتية على أدلة تدين المهندس، وحكم عليه بالإعدام، في التفجيرات التي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 80 آخرين بالعاصمة الكويتية، من بينهم رعايا أجانب، قبل أن ينجح في الفرار من الكويت عبر جواز سفر باكستاني متجهًا إلى إيران، وضع اسمه على لائحة المنع في دول الخليج ومصر والمغرب العربي، إضافة إلى الدول الأوروبية والأميركيتين، ولم يسجل خروجه من إيران سوى إلى سورية والعراق خلال السنوات الماضية.
في نفس العام وقبل التفجيرات ارتبط اسمه في ذاكرة العراقيين بمشاهد تعذيب أسرى الجيش العراقي في طهران.
تولى المهندس بعد ذلك قيادة "فيلق بدر" الذي يعد الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وشارك في عمليات تخريب استهدفت النظام العراقي حينها ومن خلال ضرب عدد من المخافر والمراكز القريبة من شبه جزيرة الفاو.
ما بعد الجنسية الإيرانية
حصل بعد ذلك على الجنسية الإيرانية نظير خدماته لطهران عقب سقوط نظام صدام في العراق آبان الحرب الأمريكية على بغداد، وتسلم منصب مستشار قائد ما يسمى قوات القدس قاسم سليماني.
عاد إلى العراق تزامنًا مع الغزو الأمريكي، باسم جمال الإبراهيمي وترشح لانتخابات البرلمان العراقي عن قائمة حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، في العام 2005، وفاز في دائرته الانتخابية عن محافظة بابل، سرعان ما اقتحمت قوة تابعة لمشاة البحرية الأميركية مقر إقامته شرق بغداد بعد اكتشاف هويته ونجح بالفرار مرة أخرى إلى إيران، بعد أشهر من تخفيه خارج العراق ومطاردة الأميركيين له، ولم يدخل العراق إلا بعد انسحاب القوات الأميركية منه عام 2011، وكانت له زيارات قصيرة سرعان ما يعود بعدها لطهران مرة أخرى.
في 2007، أسندت له طهران مهمة تشكيل كتائب حزب الله العراقية، وهي إحدى فصائل النخبة في الحشد الشعبي الموالي لطهران، ولعبت دورًا في الحرب الأهلية في سوريا بدءً من 2013.
ذكرت وكالة فرانس برس، في يوليو 2017، في فيديو بثته للمهندس، يتحدث خلاله بالفارسية ويعلن ولاءه لقاسك سليكاني زعيم فيلق القدس.
قمع الاحتجاجات العراقية
تورط بإصدار أوامر بقمع الاحتجاجات العراقية الأخيرة التي اندلعت مطلع أكتوبر الماضي، بحسب ما نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" قبل أسابيع، في تقرير لها يفيد بوجود قوات مسلحة "غير محددة" الهوية، يظهر تعاونا بينها وبين قوات الأمن المحلية والوطنية العراقية، تاركة خلفها الكثير من جرائم القتل الوحشية في بقعة الاعتصام الرئيسية في بغداد يوم السادس من ديسمبر الماضي.
وقالت المنظمة في تقريرها، إن مقطع فيديو نشر عبر فيسبوك، في 8 ديسمبر يظهر قيادة قوات عمليات بغداد في نفس الخيمة الطبية وهي تطلق سراح نحو ثمانية رجال مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، يقول الأسرى إنهم تعرضوا للإيذاء الجسدي، ويخبرهم أحد العناصر أنهم احتجزوا من قبل "كتائب حزب الله" التابعة للحشد الشعبي، وأن "القيادة موجودة هناك لمساعدتهم".
وبحسب المنظمة، فإن تقديرات أعداد الضحايا تتراوح ما بين 29 و80 قتيلاً و137 مصابًا.
هاجم في مؤتمره الصحفي الذي عقد في 28 سبتمبر الماضي وظهر بصفة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، التي تضم نحو 70 ألف مقاتل، كلاً من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، التي وصفها بالممول والداعم لتنظيم داعش الإرهابي.
يوم الأحد الماضي، استهدفت طائرة مسيرة أمريكية منشآت تابعة لكتائب حزب الله العراقي، على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا وقتل وأصيب العشرات من العناصر التابعه له، وفي رد فعل على القصف الأمريكي، بث فيديو أعلن خلاله نيته نشر عناصر الحشد الشعبي بطول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت تجميد أصول كتائب حزب الله وأبو مهدي المهندس المستشار لدى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني لاعتبارهما يشكلان خطرا أمنيا في العراق.
وأدرجت الولايات المتحدة المستشار المهندس على قائمتها للإرهاب وفرضت عليه عقوبات مالية، وأعلنت تجميد أية أصول له، ويعد المطلوب الأول لدى الكويتيين، فلم تشفع له أعماله ضد نظام صدام رغم محاولة الوساطة لرفع اسمه من القوائم الكويتية، كما جاء اسمه ضمن القائمة الأمريكية السوداء للمطلوبين بأعمال إرهابية، وسبق زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن في هذه القائمة، ويعتبر في بعض الأوساط السياسية العراقية بالإرهاب الأبيض اللازم في العراق لتسيير الحياة السياسية.
فيديو قد يعجبك: