هل تستفيد إيران من مقتل سليماني بالتوغل أكثر في العراق؟
كتب - محمد صفوت - محمد عطايا:
يوم جنائزي في العراق، حشود من الشيعة والمناصرين، يجوبون شوارع كربلاء بما تبقى من جثامين نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، لتشييعهم قبل أن يرحلوا لمثواهم الأخير.
يسير عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي المستقيل، بين صفوف المشيعين، ويظهر عليه ملامح الحزن - ربما- لمقتل قائدين هما الأبرز في الساحة العراقية والإيرانية.
الضربة الجوية الأمريكية، تخطت -بحسب خبراء- كل الخطوط الحمراء، بعدما استطاعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من قتل سليماني، الخطر الذي طالما هدد واشنطن، وقتل آلاف الأمريكيين بحسب روايات القادة في الولايات المتحدة.
تصعيد أمريكي، قد يؤدي إلى تأجج الصراع في المنطقة، ويسوق -ربما- إلى حرب شعواء، بين واشنطن وحلفائها، وطهران ووكلائها بالشرق الأوسط.
مقتل قائد فيلق القدس، قصف أمريكي الجمعة الماضية ببغداد، يمثل منعطف خطير في التصعيد الأمريكي الإيراني بالمنطقة، ما جعل العراق أشبه بدار حرب.
القصف الأمريكي على القوات الموالية لإيران، تم على الأراضي العراقية، ما أحدث غضبًا شعبيًا جارفًا هناك.
طالبت معظم التكتلات الحزبية والسياسية والمرجعيات الدينية في العراق بطرد القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، ردًا على القصف المتكرر على العراق.
ويعقد البرلمان العراقي، اليوم الأحد، جلسة لبحث تمرير قرار إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، نظرًا لانتهاكها سيادة وأمن العراق.
الغياب الأمريكي المحتمل من العراق، قد يصب في صالح إيران نظرًا لاحتمالية أن تزيد من توغلها في العراق.
خلال الاحتجاجات العراقية ظهرت قوة النفوذ الإيراني في العراق، خاصة بعدما كشفت مصادر مطلعة عقد اجتماع في نهاية أكتوبر الماضي، برئاسة زعيم فيلق القدس وزعيم تحالف "فتح" هادي العامري نائب رئيس الحشد الشعبي، للتخطيط لإبقاء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في السلطة، حسبما ذكرت "رويترز".
وعقب استقالة عبدالمهدي، ظهر النفوذ الإيراني في العراق، مرة أخرى بعد رفض المكون الشيعي في البرلمان العراقي لأي مرشح خلفًا لعبدالمهدي، ما يشير لبقاءه في المنصب حسبما ينص الدستور العراقي، فإنه في حالة عدم الاستقرار على مرشح لرئاسة الحكومة فإن من يخلفه هو رئيس وزراء تصريف الأعمال إذا انتهت المدة الدستورية لتسمية رئيس وزراء جديد، تلك المدة التي انتهت منتصف نوفمبر الماضي، ويحق للرئيس العراقي برهم صالح أن يلجأ إلى الدستور ويبقى على عبدالمهدي.
كذلك في الضغط على الكتل البرلمانية لتقديم مشروع قانون في البرلمان العراقي يطالب بإخراج القوات الأمريكية من بغداد، الذي قدم عقب القصف الأمريكي لكتائب حزب الله العراقية، الأحد الماضي، على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، الأمر الذي نددت به العراق بسلطاتها الثلاثة "رئاسة، مجلس وزراء، برلمان".
هل يقرب مقتل سليماني إيران والعراق؟
في خطوة يمكن رأها مراقبون أنها تزيد من التوغل الإيراني في العراق، أعلن الحشد الشعبي تعيين زعيم كتلة البناء، هادي العامري، وهي الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي والتي من المحتمل أن ينتخب منها رئيس الحكومة المقبل، ليتولى منصب نائب رئيس الحشد الشعبي.
في هذا الصدد، قال المحلل السياسي العراقي، كفاح سنجاري، إن الأحداث الأخيرة التي وقعت في كركوك والقائم وأمام السفارة الأمريكية ببغداد، مؤشرات تدل على ازدياد تعقيد الأوضاع في العراق، والتي أدت إلى أفعال وردود أفعال متكررة.
وأوضح في تصريحات لـ"مصراوي"، أن كل الاحتمالات واردة في الفترة المقبلة، خاصة وأن الجانب الإيراني أكد أكثر من مرة على احتمالية استهداف الولايات المتحدة في مناطق بالشرق الأوسط، مؤكدًا أن طهران ربما تبدأ من مضيق هرمز وسواحل الخليج العربية وصولًا الى لبنان وسوريا والعراق.
واستبعد سنجاري أن يحدث تقارب إيراني عراقي بشكل أقوى خلال الفترة المقبلة بسبب مقتل سليماني، مؤكدًا أن طهران لا تثق بمن حولها.
وأوضح "إذا تطورت تداعيات اغتيال سليماني فنحن بانتظار انحسار إيراني كبير في معظم الساحات"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعمل على خنق إيران داخليًا وتقطيع أطرافها خارجيًا، وهو ما فعلته مع نظام الرئيس الأسبق صدام حسين.
فيديو قد يعجبك: