على الطريقة الأمريكية.. إيران تنتقم وتعيد الكرة لترامب: لا نريد التصعيد
كتبت- هدى الشيمي:
تتوجه أنظار العالم إلى المكتب البيضاوي، اليوم الأربعاء، حيث من المُقرر أن يُدلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببيان حول الهجوم الإيراني على قاعدتين عسكريتين تتمركز فيها القوات الأمريكية، ومن المتوقع أن يتحدث فيه عن الرد الأمريكي.
بعد ساعات من الهجمات الصاروخية، أعادت إيران الكرة لملعب ترامب بالطريقة نفسها التي اتبعها الرئيس الأمريكي بعد مقتل اللواء الإيراني قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس وثاني أهم الرجال في الجمهورية الإسلامية، حينما بعث رسالة تفيد بعدم رغبة بلاده في التصعيد وتوقعهم ردا متناسبا.
بعد "انتقامها"، أعلنت طهران أنها لا تريد أي تصعيد، وأكد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أن بلاده اتخذت واستكملت إجراءات متكافئة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 في ميثاق الأمم المتحدة، مُشددًا: "نحن لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكنّنا سندافع عن أنفسنا ضدّ أيّ عدوان".
وبحسب استخبارات الحرس الثوري، فإن الضربة العسكرية التي تمت بـ15 صاروخا بالستيا انطلقت من الأراضي الإيرانية، استهدفت 20 موقعا حساسا في القاعدتين الأمريكيتين، وهما قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار غرب العراق. وتحدث الحرس الثوري عن مقتل 80 جنديا أمريكيا وتدمير طائرات مروحية ومعدات عسكرية أمريكية، فيما نفت الولايات المتحدة وقوع أي ضحايا.
اعتقدت إدارة ترامب، حسب موقع "فوكس" الإخباري الأمريكي، أن قتل سليماني سوف يردع إيران ويمنعها عن تنفيذ أي هجوم يُهدد المصالح الأمريكية، ومع ذلك فتحت إيران، فجر اليوم، النيران على القواعد الأمريكية بشكل مباشر، وهي المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك في العصر الحديث.
زحسب الموقع الأمريكي، فإن الهجوم الإيراني على القاعدتين الأمريكيتين يتطلب ردًا قويًا من واشنطن، وبدورها لن تقف طهران مكتوفة الأيدي إذا تعرضت لأي هجوم، ما يعني أن البلدين ستعلقان في دائرة من التصعيد قد تتحول في أي لحظة إلى حرب واسعة النطاق.
تزيد طبيعة شخصية ترامب الأوضاع خطورة، يقول الموقع الإخباري إن الرئيس الأمريكي متهور ومُندفع، وأكد خلال فترة رئاسته أنه ليس لديه قدرة على التفكير الاستراتيجي في أي صراع يتورط فيه، ولكنه على العكس يتخذ قرارات أحادية.
وقال موقع (فوكس) إن أول تعليق لترامب كان متوزانًا نوعًا ما، فقال في تغريدة عبر تويتر: "لقد أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. تقييم الخسائر والأضرار جارٍ الآن. حتى الآن كل شيء على ما يرام".
وتابع: "لدينا الجيش الأكثر قوة والأفضل تجهيزا في العالم، وبفارق شاسع.. سأدلي بتصريح صباح الغد".
ولكن إذا غير ترامب رأيه وهو أمر وارد حسب الموقع، فمن المحتمل أن يشهد العالم نزاعًا على نطاق واسع، لاسيما وأنه من المُرجح أن يكون ذلك الرد الإيراني الأخير على واشنطن.
أرسلت إيران بعد الهجوم الصاروخي رسائل عبر عدة قنوات، تؤكد أنها تعاملت مع الولايات المتحدة بالطريقة التي تناسبها، وشدد مسؤولون إيرانيون أن بلادهم لن تتوانى عن الهجوم على الولايات المتحدة مرة أخرى إذا كررت عدوانها ضدها.
وقال المُرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، إن "عصر اضرب واهرب قد ولّى، وهم يعلمون (الأمريكيون) بأنهم لو دخلوا في مواجهة عسكرية مع إيران فسيتلقون ضربات مضاعفة".
وحذر مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حميد رضا مقدم فر، من أن أي رد أمريكي سيؤدي إلى إشعال المصالح الأمريكية في المنطقة، مشيرا إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني شكل إهانة للولايات المتحدة وعليها أن تقبل بذلك.
وهدد حميد رضا مقدم فر حلفاء واشنطن في المنطقة، من أنهم سيتعرضون للهجوم، إذا استخدمت بلادهم لشن هجمات على طهران.
ويرى الموقع الإخباري أن العالم الآن على مفترق الطرق بين حدوث تصعيد أو حرب شاملة، مؤكدًا أن ترامب هو الوحيد القادر على وضع نهاية للنزاع.
فيديو قد يعجبك: