لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وسط اتهامات متبادلة.. تواصل القصف يهدد بانهيار هدنة كاراباخ

01:59 ص الإثنين 12 أكتوبر 2020

(دويتشه فيله)

انتهكت الهدنة الإنسانية التي تُشرف عليها روسيا في إقليم ناغورني كاراباخ من قبل طرفي النزاع، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى التعبير عن قلقه البالغ عن تطور الوضع في القوقاز وسط اتهامات متبادلة بين أذربيجان وأرمينيا.

أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (الاحد 11 أكتوبر 2020) أن الاتحاد يعرب عن "قلقه البالغ" لانتهاكات وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني كاراباخ. وقال بوريل في بيان "اطلعنا بقلق بالغ على تقارير تحدثت عن استمرار الأنشطة العسكرية وخصوصا ضد أهداف مدنية وعن سقوط ضحايا مدنيين".

وتبادلت القوات الأرمينية الانفصالية في ناغورني كاراباخ والجيش الأذربيجاني الأحد التهم بعدم الالتزام بهدنة دخلت حيز التنفيذ السبت، وبمواصلة قصف مواقع مدنية.

ولم يجر إعلان أي تبادل للأسرى أو للجثث، وهو واحد من بنود وقف إطلاق النار الإنساني الذي تم التفاوض عليه في موسكو ويفترض أنه دخل حيز التنفيذ اعتباراً من يوم أمس السبت. واتهمت أذربيجان الانفصاليين الأرمن بعدم احترام شروط الهدنة، وتحدثت عن تعرض مدينة غاندجا ثاني كبرى مدن أذربيجان للقصف، ومقتل تسعة مدنيين.

اتهامات متبادلة

وندد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في تغريدة بـ"انتهاك سافر لوقف إطلاق النار" و"بجريمة حرب". وقال واقف ديارغاهلي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية "لا تحترم القوات المسلحة الأرمينية الهدنة الإنسانية وتواصل الضربات الصاروخية والمدفعية على مدن وقرى وأذربيجان".

في المقابل قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان إن "القوات الأذربيجانية تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار بشن هجمات على الجنوب بواسطة مدرعات وصواريخ. الوحدات (الانفصالية) قضت بحزم على الأعمال المعادية".

في غاندجا، شاهد صحافيون مسعفين أذربيجانيين وهم يرفعون أنقاض مبنى مدمر وينتشلون من تحته جثتين. وأشار الزعيم الأرمني الانفصالي أراييك هاروتيونيان صباح اليوم إلى أن قواته تحترم "اتفاق وقف إطلاق النار"، متحدثاً عن وضع "أكثر هدوءاً" من اليوم السابق.

وشهدت عاصمة الإقليم ستيباناكرت ما لا يقلّ عن ثلاث جولات قصف خلال الليل، وفق صحافيين. وبعد الظهر، حيث كان يمكن سماع دوي ضربات مدفعية بعيدة من خط الجبهة.

تواصل الجهود الديبلوماسية

والإثنين يعود إلى موسكو وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان الذي خاض مع نظيره الأذربيجاني المفاوضات التي أفضت إلى الهدنة. وسيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما أكدت المتحدثة باسمه لوكالة فرانس برس ومن المقرر أن يلتقي أيضا ممثلي مجموعة مينسك (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) لكن الموعد لم يحدد بعد.

ودعا وزيرا الخارجية التركي والروسي بحسب بيان روسي بعد مكالمة هاتفية إلى "ضرورة الاحترام الصارم لكل أحكام" الاتفاق.

وانفصل إقليم ناغورني كاراباخ ، الذي يشكل الأرمن غالبية سكانه، عن أذربيجان بعد حرب مطلع تسعينات القرن الماضي أسفرت عن ثلاثين ألف قتيل. ومنذ ذلك الحين تتهم باكو يريفان باحتلال أرضها وتحصل جولات عنف بشكل منتظم.

والمعارك التي تتواجه فيها منذ 27 سبتمبر قوات ناغورني كاراباخ المدعومة من يريفان والقوات الأذربيجانية، هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.

وأُحصي سقوط أكثر من 500 قتيل في المعارك الأخيرة، بينهم نحو ستين مدنياً، في حصيلة قد تكون في الواقع أكبر بكثير، إذ إن أذربيجان لا تعلن عدد القتلى في صفوف جنودها وكل معسكر يدّعي أنه قتل آلاف الجنود من المعسكر المقابل.

غموض بشأن واقع المعارك ونتائجها

ولا يزال الواقع على الأرض غير واضح إذ إن كل معسكر ينفي بشكل قاطع التقدم الذي يزعم المعسكر الآخر أنه حققه. وتؤكد أذربيجان أنها سيطرت على عدد كبير من القرى، في حين تقول قوات ناغورني كاراباخ أنها تصدّ الجيش الأذربيجاني.

وتم التوصل إلى الهدنة في موسكو بعد عدة دعوات وجهها المجتمع الدولي وخصوصاً مجموعة مينسك التي ترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وتؤدي دور الوسيط في هذا النزاع.

وحذّرت أذربيجان التي تحظى بدعم تركيا، من أن عملياتها العسكرية لن تتوقف نهائياً إلا في حال انسحاب الأرمن من ناغورني كاراباخ.

وثمة مخاوف من تدويل النزاع إذ إن أنقرة تشجّع باكو على الهجوم فيما موسكو مُلزمة معاهدة عسكرية مع يريفان. وتركيا متهمة أيضاً بإرسال مقاتلين موالين لها من سوريا للقتال في صفوف الأذربيجانيين، الأمر الذي تنفيه باكو. واعتبر الرئيس الأذربيجاني في مقابلة نُشرت الأحد في روسيا، أن أنقرة "يجب أن تؤدي دوراً متزايداً في المنطقة وفي حلّ النزاع".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان