لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كابوس مُحتمل".. هل يستجيب المتطرفون لدعوة ترامب لمراقبة الانتخابات؟

09:37 م الإثنين 12 أكتوبر 2020

دونالد ترامب

كتب - محمد صفوت:

انقسام غير معهود تشهده الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية، يعززه الرئيس دونالد ترامب بتصريحاته التي قد تُلهم الميليشيات المسلحة، الظهور في مراكز الاقتراع، وسط قلق شعبي وخوف من المراقبين والمحللين.

تقول صحيفة "جارديان" البريطانية، إن الدقائق الأخيرة من المناظرة الوحيدة التي أُجريت بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، رفض الأول خلالها التأكيد على أنه سيدعو أنصاره إلى التزام الهدوء والكف عن الاضطرابات في أعقاب الانتخابات واكتفى بقوله: "أحثّ مؤيديني على الذهاب إلى صناديق الاقتراع والمراقبة بعناية شديدة، لأن هذا ما يجب أن يحدث. أنا احثّهم على ذلك".

اعتبر مراقبون أنشطة الجماعات المسلحة لليمين المتطرف تصريحات ترامب كمن يسكب الوقود من الطائرات على حرائق الغابات، فيما شرع مكتب التحقيقات في سلسلة اعتقالات لعناصر الجماعات اليمينية المتطرفة النشطة، ومنهم من خططوا لاختطاف حاكمة ولاية ميشيجان، جريتشن ويتمير.

تصريحات كـ"أسوأ الكوابيس"

"الأمة تخرج عن السيطرة" بتلك الكلمات حذّر ناشطون من تكتيكات ترهيب الناخبين مع تصريحات ترامب لدعوة أنصاره لمراقبة الانتخابات، وقال ستيفن جاردينر، الذي يتتبع الميليشيات في مركز الأبحاث التقدمي للبحوث السياسية، إن الميليشيات ستستغل تصريحات ترامب، وأن احتمال ظهور فصائل مسلحة في مراكز الاقتراع أمر مقلق للغاية.

إحساس مماثل سيطر على مدير منظمة مناهضة للتعصب بمعهد الأبحاث لحقوق الإنسان ديفين بورجارت، الذي وصف شعوره بالغرق في أثناء إدلاء ترامب بتلك التصريحات، مؤكدًا أنها "أسوأ كوابيس الأمريكيين".

جاءت دعوة ترامب لأنصاره في لحظات محفوفة بالمخاطر في ظل وباء كورونا واضطرابات عرقية ما جعل البلاد أكثر انقسامًا من أي وقت مضى كما أنها مدججة بالسلاح.

كان لدى ديفين بورغارت، مدير منظمة مناهضة التعصب، معهد الأبحاث والتعليم في مجال حقوق الإنسان ، إحساس مماثل بالغرق عندما سمع كلمات ترامب. "كانت فكرتي الأولى... ها نحن ذا... هذه هي مادة أسوأ كوابيسنا".

انتشار الأسلحة

كشفت "جارديان" عن تضاعف مبيعات الأسلحة في أمريكا -وفقًا لفحص مؤشر المبيعات التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي- ما يعكس حالة التوتر في البلاد، ووجدت الأسلحة طريقها إلى الشارع الأمريكي بشكل متزايد قبل الانتخابات الرئاسية، التي يراها المحللون الانتخابات الأكثر شراسة.

وأكدت "جارديان" أن هناك دلائل على أن مجموعات الميليشيات المسلحة، والتي يتكيف الكثير منها مع نزوات ترامب، تضع أنظارها على ورقة الاقتراع، مشيرةً إلى أنه بدأ عدد منهم الحديث عن التعبئة يوم الاقتراع أو بعده.

في الولايات الرئيسية المتأرجحة مثل ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا، كشفت مجموعات بحثية لتتبع الميليشيات عن مجموعات تناقش ما يسمونه جهود "نزاهة الناخبين" في يوم الاقتراع، ويقول بورجارت: "نتوقع أنه بعد دعوة ترامب لحمل السلاح في مناظرته وتصريحاته سنشهد المزيد من النشاط لتلك الجماعات".

نظريات ترامب والمتطرفين

وفي مونتانا، وهي قاعدة شعبية لأعضاء الميليشيات، هناك دلائل مماثلة على أن جماعات دأبت على إعادة تغريد أكاذيب ترامب حول تزوير التصويت عبر البريد، ونشر الأكاذيب على نطاق واسع فيما بينها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة المغلقة حيث يمكن إجراء محادثات أكثر تفصيلاً بعيدًا عن الرقابة.

يمضي منظمو اليمين المتطرف عدة خطوات إلى أبعد من مجرد تأيدد نظريات المؤامرة لترامب، إذ يربطونها بمعاداة السامية والعنصرية، فضلاً عن استخدام الملياردير جورج سوروس -وهو يهودي- ثروته لتشجيع الناخبين الليبراليين على الإدلاء بأصواتهم عدة مرات.

"الميليشيات تجري محادثات مكثفة حول شرعية الانتخابات ونزاهتها إذا تمت عبر البريد ويكررون كلمات ترامب" هكذا رأت راشيل ريفاس المديرة المشاركة لشبكة مونتانا لحقوق الإنسان، التي تراقب شبكات المتطرفين في الولاية.

وتقول إن حركة "حماة الحرية بأمريكا" تضع نفسها بمثابة عناصر أمن إنفاذ القانون يوم الاقتراع وتوضح أنه بالرغم من أن تخطيطهم لم يتغير نسبيًا إلا أنه يحتمل تدخل عناصر مسلحين في المجموعة.

وتقول "جارديان" إنهم قدموا أنفسهم كحماة للقانون والنظام، وبدأوا في الحديث عن الانتخابات. وقد يظهرون في مراكز الاقتراع مدعين أنهم يريدون حماية حقوق التصويت، لكن من الواضح أن تأثيرهم سيكون مخيفًا ".

وأشارت "جارديان" إلى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" كشف عن وجود نحو ٢٠ ألف عنصر نشط في ٣٠٠ مجموعة لتلك الميليشيات ربعهم على الأقل من عسكريين قدامى، كما كشفت "ذا اتلانتيك" في تحقيق لها عن وجود نحو ٢٥٠٠ عنصرًا حاليًا في جماعة مسلحة أغلبهم من خلفيات عسكرية.

بعيدًا عن الأرقام، فقد ازدادت الميليشيات العرقية في أمريكا ما يشكل إرهاب محلي مُحتمل في الوقت الذي حاول ترامب التقليل منه، ولم يكتفِ بذلك لكنه يرفض التنديد بتلك الميليشيات ويحافظ على التواصل معهم عبر مواقع التواصل.

وفضلاً عن النشاط في الجماعات اليمين المتطرف، كشفت الجماعات اليسارية المعادية للفاشية والراديكالية لجوءًا متزايدًا إلى الأسلحة أيضًا.

وترى "جارديان" أن نشاط الميليشيات الأمريكية الأفريقية وصل إلى تحدٍ لم تشاهده البلاد منذ السبعينيات، كما نظم أعضاء تلك الجماعات عرضًا في ٤ يوليو الماضي قوامه ألف عنصر في جورجيا بهدف حماية العرق الأسود في البلاد.

والمفارقة أنه بموجب القوانين الفيدرالية وقوانين الولايات ، كان يجب حظر الميليشيات منذ فترة طويلة، وقالت ماري ماكورد، المديرة القانونية لمعهد الدفاع الدستوري والحماية، إن الوضع القانوني للجماعات واضح وضوح الشمس، فهي غير قانونية، ولا يوجد في القانون ما يسمح للأفراد بالانتشار الذاتي والانخراط في أنشطة عسكرية أو أنشطة من نوع إنفاذ القانون".

ونصت أحكام المحكمة العليا الأمريكية في الفترة من ١٨٨٦ إلى ٢٠٠٨، على أن الحق في حمل السلاح يحظر على المنظمات شبه العسكرية في جميع الولايات ما لم يكن ذلك بناءً على أوامر صريحة من الحاكم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان