لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الانتخابات الأمريكية: تعرف على المقاطعة التي تنتخب من يفوز غالبًا بالرئاسة

11:58 ص الأربعاء 14 أكتوبر 2020

واشنطن- (بي بي سي):

يتمتع سكان مقاطعة فيغو فيولاية إنديانا، بملكة التنبؤ بالمرشح الرئاسي الذي يفوز في الإنتخابات الرئاسية ويقع عليه اختيارهم ويصوتون له منذ عام 1888، باستثناء مرتين فقط؛ عامي 1908 و 1952.

ولذلك فإن الشعور السائد بين ناخبي المقاطعة اليوم، قد يقدم للعالم نافذة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل.

بالنسبة لسوزان وتيري هيهرست، فإن امتلاك مزرعة مساحتها 1700 فدان لم يمنعهما من السفر حول العالم. لقد سافرا إلى أوروبا لغرض السياحة وللعمل أيضاً، كما أن ابنتهما هايلي البالغة من العمر 25 عاماً، تدرس تصميم الأزياء في لندن.

وعندما يتعلق الأمر بالسياسة، فإن دونالد ترامب هو مرشحهم الوحيد. يقوم تيري بزراعة الذرة وفول الصويا في جنوب غرب المقاطعة وترعى عشرات الأبقار في مزرعته.

وتعد ولاية إنديانا المصدر الرئيسي لفول الصويا الذي يتم تصدير نصف إنتاجه تقريباً إلى الصين.

وقد دفعت الحرب التجارية التي شنتها إدارة ترامب ضد الصين، إلى رد بكين بفرضها ضريبة بنسبة 33 في المئة على مجموعة متنوعة من أنواع فول الصويا الأمريكي في عام 2018. لكن هيهرست، وهو خريج جامعة بيرديو، يعتقد أن قطاع الزراعة الأمريكي أصبح أقوى، وخفّت الخلافات وتم إلغاء الضريبة.

ويعتقد أن الرئيس قام بعمل جيد للغاية. "لقد رضخنا في الولايات المتحدة للدول الأخرى لفترة طويلة جداً. لكنني أعتقد أننا أفضل حالاً الآن في علاقتنا مع الصين".

"يعلن ترامب عن مواقف بشكل مفاجئ وفاضح للغاية وأعتقد أننا جميعاً نتمنى أن يكون هناك المزيد من التنظيم والدبلوماسية لكن في نفس الوقت، ربما هذا ما نحتاجه الآن".

وتشعر سوزان هيهرست أن باقي الأمريكيين ينسون أحياناً الدور الأساسي الذي تلعبه ما تسمى بالمناطق التي تشاهد اثناء التحليق بالطائرة ءفقط "لا يرى الكثير من الأمريكيين في الولايات المتحدة هذه المناطق إلا من مقعد طائرتهم، وتقول: "نحن لسنا مجرد ابناء ريف نقيم في بلدة نائية، أو أشخاص عاديون نتجول بملابس العمل، فالزراعة تجارة كبيرة".

اختيار الأشخاص بدلاً من الأحزاب

تقع مقاطعة فيغو على ضفاف نهر واباش، ويتوزع سكانها بالتساوي تقريبا ما بين الريف والمدن. و تنتشر في المناطق الأكثر تحفظاً لعديد من الكليات والجامعات، بما في ذلك جامعة ولاية إنديانا، التي تميل إلى أن تكون أكثر ليبرالية.

وتتمتع مقاطعة فيغو بديناميكيات تصويت أخرى غير شائعة. في الوقت الذي فاز ترامب عن الحزب الجمهوري بسهولة في الانتخابات التمهيدية لعام 2016 هنا ، لم يكن هناك فائز واضح من الجانب الديمقراطي حيث تقاسم الاصوات كل من هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز بالتساوي تقريباً.

علاوة على ذلك ، فإن الخط الذي يفصل بين الجمهوريين والديمقراطيين هنا، غالباً يكون غير واضحاً. فليس من غير المألوف أن يغير السياسيون المحليون الأحزاب التي يؤيدونها دون رد فعل عنيف. ذلك لأن الناخبين يميلون إلى اختيار الأفراد قبل الأحزاب. لكن نتائج الانتخابات المحلية في عامي 2016 و 2018 تشير إلى أن الناس يغيرون ولاءاتهم الحزبية بشكل أقل الآن.

تقع مدينة "تيري هوت" على مسافة 15 دقيقة قيادة بالسيارة شمال مزرعة هيهرست، وهي موطن لحوالي 60 ألف شخص. إنها أيضاً موقع سجن فيدرالي رئيسي يضم خاطفي طائرات مدانين وأعضاء عصابة MS-13 ودعاة تفوق العرق البيض أمثال ديلان روف، الذي قتل تسعة أشخاص بالرصاص في كنيسة بولاية ساوث كارولينا في عام 2015.

تيري هوت

كما هو الحال في أي مكان آخر في الولايات المتحدة، تحولت مقاهي ومطاعم تيري هوت إلى مطاعم في الهواء الطلق في محاولة لتعزيز مشاريعهم وأعمالهم في هذا العام الكارثي الذي تفشى فيه الوباء.

هنا، من مقعد خشبي في شارع واباش، يحاول بات غودوين ، وهو ديمقراطي يترشح لأحد المناصب العليا في المقاطعة ( ) شرح ديناميكيات المقاطعة.

ويقول إن المدينة ليست في "طليعة التغيير" وإن الانقسام شبه المتساوي بين سكان الحضر والريف يعكس على نطاق واسع المزاج السياسي في البلاد عموماً. "ربما يكون هذا جزءاً من سبب كوننا نعرف الى من تميل الكفة في الانتخابات".

من المحتمل أن تصبح قضايا مثل السجن الجديد المقترح وفضيحة الرشوة في إحدى مدارس المقاطعة قضايا كبرى في الانتخابات المحلية الشهر المقبل. لكن في الانتخابات الرئاسية يرى غودوين، الذي عمل مهندساً في المدينة لمدة ثماني سنوات، أن هناك توجهاً للابتعاد عن ترامب.

ويقول: "لم يتوقع أحد التغيير الذي شهدناه في الأشهر السبعة / الثمانية الماضية بسبب فشل الرئيس المطلق في مواجهة الوباء". "ربما لا يريد الكثير من الناس سماع ذلك؛ فلدينا الكثير من المؤيدين للرئيس ترامب. لكن الأرقام لا تكذب. لقد قام ترامب بعمل مريع".

يقول غودمان إن هناك حماساً متزايداً لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، لم يكن موجوداً عندما ترشحت هيلاري كلينتون في عام 2016. بعد فوز باراك أوباما هنا في كل من عامي 2008 و 2012 ، قبل أربع سنوات فاز دونالد ترامب على كلينتون بفارق 15 نقطة (6002 صوت).

ويضيف غودوين: "ستكون النتائج متقاربة للغاية لن يفصلها إلا خيط رفيع".

قد تعود النتيجة إلى الناخبين مثل كايلا براون البالغة من العمر 23 عاماً، والتي تحمل درجة علمية في علم الأحياء من معهد روز هولمان للتكنولوجيا المجاور في مايو الماضي.

على الرغم من الاسلوب والتوجهات المتضاربة التي يتسم بها كل من معسكري ترامب وبايدن، إلا أنها لم تقرر بعد لمن ستصوت الشهر المقبل.

تقول: "إنه قرار صعب للغاية لأن كلا الخيارين بالنسبة لنا ليسا مثاليين، إنه لأمر مدهش أن نكون حيث نحن ، ولدينا هذان المرشحان".

" إنها قلقة بشأن عمر بايدن، في حين أن تعليقات ترامب لا تحتمل". وتعلق بقولها: "إنه فظ ومهين جداً بالنسبة لكثيرين من الناس".

مثل العديد من المجتمعات في الغرب الأوسط، فإن الفترة الاخيرة من تاريخ المقاطعة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي شهد تحولاً كبيرا بسبب تراجع الصناعة فيها، فقد كان هنا لدى شركة كولومبيا للتسجيلات مصنع اسطوانات التسجيل ومركز توزيع حتى عام 1982 ، وكان يعمل فيه 6200 شخص عندما كان في ذروة الانتاج.

في الوقت الذي أدى فيه الركود الكبير إلى دمار الأعمال التجارية في جميع أنحاء البلاد في عام 2009 ، أغلقت الشركة أبوابها في تيري هوت مخلفة خسارة 147 وظيفة أخرى.

ادعاءات كاذبة

وتعرضت إدارة ترامب لانتقادات في بعض الأوساط بسبب إلغائه محادثات التحفيز مع الديمقراطيين الأسبوع الماضي والتي كان من الممكن أن تساعد أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يعانون من ضائقة مالية نتيجة القيود المفروضة بسبب تفشي فيروس كورونا.

لقد قام بحملته الانتخابية كمرشح يمثل القانون والنظام بينما وصف المتظاهرين في احتجاجات "حركة السود مهمة" بأنهم "رمز للكراهية" وادعى - كذباً - أن جو بايدن سوف يوقف تمويل قوات الشرطة المكلفة بتطبيق القانون.

وفي الأشهر الأخيرة ، وجدت المدينة نفسها في مواجهة ازدياد عمليات السطو والسرقة. وأحد ضحايا هذه العمليات هي مقهى ديليش الذي يقع شمال بلدة تيري هوت، حيث تمت سرقة ماكينة دفع النقود الشهر الماضي كلف مالكة المقهى أكثر من ألف دولار.

ولكن عندما يتعلق الأمر باختيار السياسيين، فإن الأولوية بالنسبة لصاحبة المقهى، سينكا ديليش هي المصداقية بدلاً من القانون والنظام. وتقول: "ترامب ليس سياسياً، ولا مثقفاً، لكنه حقيقي، هو يتحدث مثلنا تماماً ويقول أشياء قد تقولها أنت أو أنا عندما يثور جنوني".

وتقول ديليتش إنها أتت إلى أمريكا قبل 27 عاماً من يوغوسلافيا السابقة بعد مقتل زوجها في حرب البوسنا. وإنها كانت في بداية وصولها، تكسو نفسها و بناتها من الملابس المرمية في القمامة. وتضيف: "الأهم من كل ذلك أن ترامب يحب بلاده".

وتشترك ديليش مع ترامب في صفتي حب الوطن والحذاقة في مجال الأعمال. وتقول: "أتيت إلى هنا دون أن أملك شيئاً، ولم أكن أتحدث الإنجليزية. والآن لدي مطعمان ومقهى. أعمل 16/17 ساعة في اليوم و أحب القيام بذلك، إذا كنت تريد العمل يمكنك تحقيق الحلم الأمريكي.... إنها حقاً جنة".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان