فوز ساحق لجاسيندا أردرين بالانتخابات العامة في نيوزيلندا
(بي بي سي):
فازت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرين في الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد، بأغلبية ساحقة وغير مسبوقة في تاريخ نيوزيلندا، وذلك بعد فرز غالبية الأصوات.
وحصدت أردرين رئيسة حزب العمال 49 في المئة من أصوات الناخبين، لتحصل بذلك على أغلبية برلمانية تضمن بقائها في رئاسة الحكومة.
بينما صوت للحزب الوطني المعارض 27 في المئة من الناخبين، واعترف الحزب بالهزيمة أمام حزب العمال.
وكان من المقرر أن تجرى هذه الانتخابات في شهر سبتمبر الماضي، إلا أنه تم تأجيلها لمدة شهر بسبب تفشي فيروس كورونا.
وصوت أكثر من مليون شخص في تصويت مبكر أجرى في الـ 3 من أكتوبر الجاري، حيث صوت الناخبون على تمرير قانونين أحدهما يتعلق بـ "الموت الرحيم "و الآخر بتقنين استخدام القنب، إلى جانب الانتخابات العامة التي تحدد رئيس الحكومة المقبلة.
هل فازت أرديرن بأغلبية ساحقة؟
بحسب لجنة الانتخابات، فاز حزب العمال بنحو 49 في المئة من الأصوات يليه الحزب الوطني بنحو 27 في المئة من الأصوات، ويحل ثالثا حزب "أكت نيوزيلندا " وحزب الخضر بنحو 8 في المئة من أصوات الناخبين.
وقالت أرديرن لأنصارها عقب إعلان الفوز "طالما أعطت نيوزيلندا حزب العمال دعما كبيرا على مدى 50 عاما، وأتعهد أمامكم بأن يعمل الحزب لصالح كل نيوزيلندي".
وهنأت جوديث كولنز، رئيسة الحزب الوطني المعارض، أرديرن بالفوز و تعهدت بأن يكون حزبها "معارضا قويا".
وتعهدت بخوض الانتخابات العامة المقبلة والمقررة بعد 3 سنوات وقالت "ستمر 3 سنوات في لمح البصر، و سنعود لما كنا عليه في السابق".
وبهذه النتائج الأولية حصل حزب العمال الذى ترأسه أرديرن على 64 مقعدا في البرلمان، وهي أغلبية كاسحة.
و لم يتمكن أي حزب من تحقيق هذه النتائج في نيوزيلندا منذ بدأ اعتماد نظام التصويت الحالي، وهو نظام "التمثيل النسبي المختلط"، والذى بدأ استخدامه في نيوزيلندا منذ عام 1996.
وقبيل التصويت، شكك المراقبون في قدرة حزب العمال على تحقيق أغلبية برلمانية.
وتعهدت أرديرن للناخبين، بإقرار قوانين تدعم جهود الحفاظ على البيئة، كما ستزيد الاعتمادات المالية المخصصة للمدارس الأكثر احتياجا وستزيد الضرائب على كبار رجال الأعمال.
بينما تعهدت منافستها كوبنز بزيادة الاستثمارات في البنية التحتية في البلاد وتخفيض الضرائب بشكل مؤقت.
على ماذا صوت الناخبون؟
إلى جانب الانتخابات العامة، صوت الناخبون في استفتاءين على قانونين، الأول يتعلق بالحق في اختيار إنهاء الحياة أو ما يعرف بـ"الموت الرحيم "، بما يسمح للمرضي الذين يعانون من حالات مستعصية ومزمنة أن يطلبوا إنهاء حياتهم.
ويتعلق القانون الآخر بجعل تداول القنب " المخدر" أمرا قانونيا.
ويحتاج القانون الأول لموافقة أكثر من 50 في المئة من الناخبين حتى يتم تمريره، أما القانون الثاني فإذا وافق عليه أغلبية الناخبين سيتم تمريره فورا.
وستعلن لجنة الانتخابات النتائج الأولية المتعلقة بهذين الاستفتاءين في 30 أكتوبر الجاري.
كيف يعمل نظام الانتخابات في نيوزيلندا؟
تجرى انتخابات عامة في البلاد كل 3 أعوام بنظام التمثيل النسبي المختلط ، حيث يطلب من الناخبين التصويت مرتين مرة للحزب و مرة أخرى لعضو البرلمان.
وعلى كل حزب أن يحصل على أكثر من 5 في المئة من أصوات الناخبين للفوز بمقعد في البرلمان.
ويتم تخصيص عدد من مقاعد البرلمان في نيوزيلندا لصالح المرشحين من السكان الأصليين (الماوري).
ويحتاج الحزب، حتى يتمكن من تشكيل الحكومة، إلى الفوز بـ 61 مقعدا من أصل 120 مقعدا في البرلمان .
ومنذ تطبيق هذا النظام الانتخابي، لم يتمكن حزب واحد من تأمين هذا العدد من المقاعد لتشكيل الحكومة منفردا.
الأمر الذي يفرض على الأحزاب أن تدخل في ائتلاف لتشكيل الحكومة، وهو ما يعنى أن السياسيين من الأحزاب الصغيرة يمكنهم تحديد نتائج الانتخابات، رغم أن الأحزاب الأكبر هي من تحصد العدد الأكبر من الأصوات.
وهذا الأمر حدث في عام 2017 عندما فاز الحزب الوطني بأغلبية مقاعد البرلمان لكنه لم يتمكن من تشكيل الحكومة ، ودخل حزب العمال في ائتلاف مع حزب الخضر ونيوزيلندا أولا، لتشكيل الحكومة برئاسة أرديرن.
وكانت أرديرن قد حازت شعبية كبيرة نتيجة لاستجابتها الحاسمة لأزمتين كبيرتين: الأزمة الأولى كانت الهجوم الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في مارس 2019، والثانية هي أزمة وباء كورونا هذا العام.
وكانت رئيسة الوزراء قد أظهرت تعاطفا كبيرا مع عائلات ضحايا الهجوم وأرفقت ذلك الموقف الإنساني بإعلان "تاريخي" عن قوانين جديدة تمنع بيع أنواع من الأسلحة في البلاد.
كما يرى أنصارها ومحبوها أنها "مخلّصة الأمة" من وباء كورونا، بعد أن اتخذت إجراءات صارمة جدا لإغلاق البلاد. حتى أنه يُحكى عن ظاهرة "جاسيندامانيا" أي الهوس بجاسيندا.
وفي يونيو أُعلنت نيوزيلندا بلدا نظيفا من فيروس كورونا، ورغم أن الفيروس ما لبث وأن عاد بشكل طفيف إلى البلد إلا أنه بقي الوضع مقبولا وتمت السيطرة عليه، حسبما أعلن مطلع هذا الشهر.
فيديو قد يعجبك: