انتهاء المسيرات الاحتجاجية بالعاصمة اللبنانية في الذكرى الأولى لانتفاضة 17 أكتوبر
بيروت - (أ ش أ):
أنهى المتظاهرون في العاصمة اللبنانية بيروت مساء اليوم تجمعاتهم الاحتجاجية بمناسبة الذكرى الأولى لاندلاع انتفاضة 17 أكتوبر 2019، بعد مسيرات حاشدة جابت شوارع العاصمة ابتداء من عصر اليوم، ومواجهات محدودة وقعت مساء اليوم في منطقة وسط العاصمة.
وكانت العديد من المناطق اللبنانية قد شهدت تجمعات ومسيرات احتجاجية مشابهة في الميادين والساحات المركزية للتظاهر، والتي طغت على معظمها أجواء احتفالية بمناسبة مرور سنة على اندلاع الانتفاضة، مع تأكيد المحتجين على استمرارهم في المطالبة بإبعاد الطبقة السياسية الحاكمة عن السلطة ومُحملين إياها مسئولية الانهيار والتدهور الاقتصادي الحاد وتردي الأوضاع المعيشية على نحو غير مسبوق.
ورفع المتظاهرون في العاصمة بيروت لافتات احتجاجية وأعلام لبنان، مطالبين بتشكيل "حكومة انتقالية" تكون لها صلاحيات تشريعية استثنائية لفترة محددة لإدارة المرحلة الانتقالية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وأن يكون الوزراء الذين تتألف منهم الحكومة الجديدة من خارج القوى والتيارات والأحزاب السياسية.
واتهم المحتجون القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة، بارتكاب جرائم فساد وإهدار للمال العام وإساءة استعمال السلطة على نحو أدى إلى انهيار كافة الخدمات التي تقدمها الدولة.
واختتم المشاركون في الاحتجاجات المسيرات التي جابت شوارع بيروت، أمام أحد المداخل المؤدية إلى ميناء بيروت البحري، حيث قاموا بإضاءة شعلة رمزية في نفس توقيت الانفجار المدمر الذي وقع بالميناء في 4 أغسطس الماضي، حيث اعتبروا أن الانفجار جاء ليعكس فشل السلطة في إدارة شئون البلاد وحماية مقدراتها.
وقام عدد من الأفراد المشاركين في المسيرات الاحتجاجية بالاحتكاك مع عناصر قوى الأمن التي تقوم على تأمين المداخل المؤدية إلى مقر مجلس النواب بشارع بلدية بيروت، برشق القوى الأمنية بالحجارة والزجاجات، غير أن المواجهات لم تتحول إلى صدام واسع في شوارع العاصمة وانتهت سريعا من دون وقوع اشتباكات.
واندلعت انتفاضة 17 أكتوبر 2019 في لبنان في أعقاب اتخاذ مجلس الوزراء في ذلك الوقت قرارا بفرض رسوم مالية على الاتصالات التي تتم من خلال تطبيقات المكالمات على الهواتف الذكية والتي تستخدم شبكة الإنترنت بنحو 6 دولارات شهريا.
ويعتمد اللبنانيون في اتصالاتهم اليومية بشكل رئيسي على برامج المحادثات عبر الإنترنت، ولاسيما تطبيق (واتس آب) الذي يُستخدم بصورة شبه أساسية في المكالمات الهاتفية عوضا عن خدمات الاتصالات المحمولة الاعتيادية، في ضوء الارتفاع الكبير لأسعار خدمات الاتصالات في لبنان.
وشهدت الانتفاضة في أول يومين من اندلاعها أعمال عنف وشغب واسعة، قبل أن تتحول إلى مسيرات واعتصامات وتظاهرات حاشدة في عموم لبنان أدت إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء في ذلك الوقت سعد الحريري
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: