لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إرث العنصرية حاضر في الانتخابات والحياة اليومية في جنوب أمريكا

01:31 م الثلاثاء 20 أكتوبر 2020

عدد من الأشخاص يرفعون أعلاما كونفدرالية خلال تظاه

واشنطن- (أ ف ب):

على جانب من طريق في تشارلستون، يلوّح رجل بعلم كونفدرالي ضخم. في الجانب الآخر، متظاهرون يرفعون لافتة كتب عليها "العنصرية تقتل". في ولاية كارولاينا الجنوبية، تبقى التوترات حادة حول تاريخ العبودية، مسلطة الضوء على أبرز الانقسامات المتعلقة بانتخابات الثالث من نوفمبر.

وفيما يقترب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بعد صيف من التظاهرات المطالبة بالمساواة العرقية، يخرج إلى شوارع المدينة الخلابة كل أسبوع ما يذكر بحقبة كانت فيها العبودية تمزق الأمة.

وكان لتعاطي أمريكا مع الإرهاب والتمييز العرقي انعكاسات على الحملة الانتخابية المضطربة، فقد كثفت حركة "حياة السود مهمة" الضغط على المسؤولين السياسيين للتصدي لعدم المساواة في البلاد.

لكن الرئيس دونالد ترامب امتنع بوضوح عن إدانة مجموعات القوميين البيض وذهب الى حد تحذير النساء البيض من أن المرشح الديموقراطي جو بايدن يسعى "لتدمير ضواحيكم" بمساكن لذوي الدخل المنخفض ومهاجرين.

والمشاهد في تشارلستون تذكر بالتوتر الذي لا يزال سائدا.

كل نهاية أسبوع خلال السنوات الخمس الماضية، يُخرج براكستون سبايفي علمه الكونفدرالي أمام نصب "المدافعون الكونفدراليون عن تشارلستون" المطل على المرفأ الواسع.

ويقول سبايفي ذي اللحية البيضاء لوكالة فرانس برس حاملا راية حمراء تقاطعها نجوم بيضاء على صليب أزرق مائل، "أنا هنا للحفاظ على التاريخ".

ويضيف "تعلموا منه. إن محونا التاريخ فانه سيعيد نفسه".

في مايو، قضى الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس.

ومنذ مقتله أزيل أكثر من 100 نصب أو رمز للكونفدرالية، وهي ولايات الرقيق الجنوبية التي انفصلت عن الاتحاد في 1861، من مساحات عامة في إطار طي صفحة الماضي الكونفدرالي على المستوى الوطني.

ويشدد سبايفي على أنه ليس عنصريا، لكنه يقول إن أصحاب نوايا شريرة "ألحقوا العار" بقضيته المتمثلة بتكريم جنود الحرب الأهلية الجنوبيين، باختطاف العلم الكونفدرالي لبث رسالتهم المنادية بتفوق العرق الأبيض.

لكن على الجانب الآخر من الطريق، لم تقتنع المتقاعدة ريتا كازيركيس التي كانت تشارك في تظاهرة مضادة، بأقواله.

وقالت المرأة البالغة 53 عاما "يقفون أمام هذا التمثال، مع حكاية خيالية عن أنها قضية نبيلة، فيما الحقيقة هي أن زمرة من العنصريين يحتفون بتاريخ عنصري، ولذا نحن هنا".

وكانت الشرطة تراقب التظاهرتين من مكان قريب، فيما عمدت السيارات المارة إلى إطلاق أبواقها أو رفع ركابها شارات منددة بالأيدي.

وهتف أحد الرجال "لنعد العظمة لأمريكا" مرددا شعار ترامب أثناء مروره أمام أعلام الكونفدرالية.

عدم مساواة كل يوم

تتصدى ولاية كارولاينا الجنوبية، حيث تفجرت الحرب الأهلية، لماضيها العنصري، لكنها في نفس الوقت تواجه حركة للبيض القوميين يطال تأثيرها المواطنين في حياتهم اليومية، كما يقول البعض منهم.

بعد خمس سنوات على قيام رجل مؤمن بنظرية تفوق البيض بقتل تسعة مصلين سود في كنيسة في تشارلستون، يرخي التمييز بثقله على الولاية.

وإطلاق النار في كنيسة "الأم إيمانويل" دفع بحاكم ولاية كارولاينا الجنوبية الجمهوري إلى إنزال علم الكونفدرالية من مبان حكومية.

وتشارلستون التي وصل إليها نحو 40 بالمئة من جميع الأفارقة المستعبدين في الولايات المتحدة، اعتذرت في 2018 عن دورها في تجارة الرقيق.

في نوفمبر يمكن أن تنتخب كارولاينا الجنوبية السناتور الثاني من أصل إفريقي، هو الديموقراطي جيمي هاريسون، ما سيجعلها أول ولاية أميركية يمثلها عضوان من السود في مجلس الشيوخ، في نفس الوقت.

ومع ذلك يقول الخبراء إن قمع الناخبين لا يزال يمثل مشكلة خطيرة، وخصوصا في الجنوب، فيما تتكاثر اتهامات عن عنصرية في مجالات التوظيف والتعليم والرياضة.

وتقول الفنانة والكاتبة تينيشا براون، وهي سوداء، إن آفة التمييز لا يمكن الهروب منها في كارولاينا الجنوبية، وتؤججها أحداث على المستوى الوطني.

وقالت الشابة البالغة 26 عاما لوكالة فرانس برس في مركز للاقتراع المبكر في نورث تشارلستون إن "رئيسنا الحالي لم يقنعني بأنه لم يكن قريبا من (نظرية) تفوق البيض".

وشددت على أن انعدام المساواة العرقية حقيقي هنا مؤكدة "نراه كل يوم".

ويقر هاريسون، المرشح لمجلس الشيوخ، بالتحديات.

وقال الرجل البالغ 44 عاما للصحافيين السبت "هذا هو الإرث، هذا هو الألم التاريخي الذي يعيش معه الكثير من السود كل يوم" مضيفا "ولذا أتفهم ما تقوله هذه الشابة. الأمر صعب".

مزاح عنصري

اشتعل النقاش عندما ارتكب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام زلة لسان الأسبوع الماضي.

فقد أثار غراهام غضبا بحديثه عن "الأيام الجيدة الماضية للفصل العنصري" خلال جلسة لتثبيت المرشحة للمحكمة العليا ايمي كوني باريت.

وقال الناشط في حركة السود مهمة ماركوس ماكدونالد إن التصريح "عنصري فحسب، وما كان يجب قوله ... حتى وإن كان على سييل المزاح".

وأضاف بعد مشاركته في التصويت المبكر "أسلافنا ماتوا من أجل الحق للقيام بهذا".

ويشير العديد من مواطني كارولاينا الجنوبية إلى تغييرات أساسية تبشر بأيام أفضل.

في يونيو أزيل تمثال لنائب الرئيس جون كالهون من فترة ما قبل الحرب الأهلية، المدافع الشرس عن العبودية، من حديقة في تشارلستون حيث بقي 133 عاما.

لكن عملية إزالته استغرقت 17 ساعة في عز الحر.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس بلدية تشارلستون جون تيكلنبرج قوله "مثل العنصرية، كان (التمثال) متجذرا هناك".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان