ماذا لو رفض ترامب نتائج الانتخابات؟ سيناريوهات خسارة الرئيس الأمريكي
كتبت- هدى الشيمي:
اقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فبعد أقل من أسبوع ستجري عملية الاقتراع التي يُنظر إليها باعتبارها الأهم في تاريخ الولايات المتحدة، ولها تأثير لا يمكن إنكاره على العالم. تتوقع صحيفة "تليجراف" البريطانية أنه إذا لم يكن الفارق في الأصوات بين المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن كبيرًا سيحدث ما لا يُحمد عقباه.
أعلن الرئيس الأمريكي الساعي للفوز بمدة رئاسية ثانية أنه لن يلتزم بالتسليم السلمي للسلطة حال خسارته للانتخابات أمام نائب الرئيس السابق جو بايدن.
قال ترامب: "علينا الانتظار لمعرفة ماذا سيحدث، تعلمون أنني اشكو دائمًا من عملية الاقتراع، فهي كارثية".
لم يسبق أن شكك رئيس أمريكي في منصبه في عملية الاقتراع في بلاده، لكن قبل أربع سنوات رفض ترامب قبول نتائج الانتخابات حال فوز منافسته الديمقراطية وقتذاك هيلاري كلينتون.
شنّ ترامب، حسب تليجراف، حملة لمدة أشهر ضد التصويت عبر البريد في نوفمبر، من خلال نشر التغريدات وخطاباته في الحشود الانتخابية، وتصريحاته في وسائل الإعلام، برغم أن الهدف الأساسي من الاعتماد على التصويت عبر البريد هو الحفاظ على سلامة الناخبين وسط جائحة فيروس كورونا.
والآن، يُطرح سؤال لم يكن متوقعًا: ماذا لو لم يقبل الرئيس الأمريكي هزيمته في الانتخابات؟ هل هناك خطة طوارئ حال رفض الرئيس وأنصاره الهزيمة بهدوء؟
من أجل الإجابة على هذه الأسئلة، أسست مجموعة من الساسة ضمت مسؤولين حاليين وسابقين في البيت الأبيض، وزارة الدفاع (البنتاجون) والكونجرس، ما اُطلق لعبة "لعبة الحرب" وهي منصة إلكترونية على تطبيق زووم لوضع سيناريوهات تخيلية لما قد يحدث حال رفض ترامب للنتائج، ومساعدة الساسة والمشرعين على التعامل مع الفوضى المترتبة على ذلك.
انقسمت المجموعة إلى عدة فرق، تعامل بعضهم كأنهم موظفين لدى ترامب أو بايدن وأجروا مناقشات مستمرة، فيما تظاهر آخرون أنهم نواب ديمقراطيين وجمهوريين، وآخرين ممثلي وسائل إعلام والمحكمة.
"سيناريو يوم الحساب"
تحدثت التليجراف مع قرابة 20 مسؤولاً ومشرعًا في الولايات المتحدة، بما في ذلك أعضاء في حزب ترامب الجمهوري، وأظهروا قلقًا عميقًا إزاء ما قد يحدث حال خسارة الرئيس الحالي للانتخابات، متوقعين أن يخوض ترامب العديد من المعارك القانونية والسياسية للبقاء في السلطة إذا فشل بايدن في انتزاع المنصب منه مقابل بفارق كبير في عدد أصوات المجمع الانتخابي.
فيما رجّح آخرون، حسب التليجراف، أن يُسيء ترامب استخدام السلطات التنفيذية لتحقيق مصالحه الشخصية، بينما يخشى البعض من دعوة الرئيس لأنصاره ومؤيديه للاعتراض على النتائج، وحثهم على النزول إلى الشارع.
قالت كريستي ويتمان، الحاكمة الجمهورية السابق لنيوجيرسي: "إذا كانت النتائج متقاربة، يُتوقع أن يقاتل ترامب بشراسة"، مُحذرة مما أطلقت عليه "سيناريو يوم الحساب" الذي يشهد فيه الأمريكيون "عاصفة من الأشياء شديدة السوء".
فيما قال توم كولمان، عضو الكونجرس الجمهوري السابق عن ولاية ميسوري، إنه من خلال ما عاشه الأمريكيون خلال فترة رئاسة ترامب، يتوقع أنه قادر على فعل أي شيء للبقاء في منصبه.
ماذا سيفعل الجيش؟
يخشى بعض الجمهوريين في الكونجرس ومسؤولون في المؤسسات العسكرية الأمريكية، من سعي ترامب إلى استغلال الجيش للبقاء في المنصب، من بينهم الكولونيل لورنس ويلكرسون، كولونيل متقاعد بالجيش وكان رئيس أركان وزير الخارجية السابق كولن باول.
قال ويلكرسون إنه خلال اجتماع مع سيناتور جمهوري في الخريف الماضي للتحدث عن الحرب الأهلية في اليمن، سأله السيناتور على انفراد عما يمكن أن يقوم به الجيش الأمريكي في حالة خسارة الرئيس في الانتخابات ورفضه التخلي عن المنصب، أو في حالة موافقته على الرحيل ولكن أنصاره الغاضبين قاموا باحتجاجات فوضوية في الشارع.
قال جاي سنودجراس، مدير الاتصالات السابق في إدارة ترامب، إن زملاءه في الجيش من بينهم عقيد وكابتن وادميرال أعربوا عن مخاوفهم من مطالبة ترامب للجيش بالقيام بأمور ليست مستساغة بعد الانتخابات.
وأضاف: "ترامب خيّر الموظفين في المناصب الحساسة بين الولاء له ولبلادهم، ولهذا السبب يشعر الجميع بالفزع، لأنهم يخشون من التورط في حرب سياسية لا ينتمون إليها".
وأعرب عدد كبير من الساسة الجمهوريين عن خوفهم من استعمال الجيش والقوات العسكرية للقوة في التعامل مع احتجاجات معارضي ترامب في حالة فوزه، كما حدث أثناء تفرقة الاحتجاجات المناهضة لعنف الجيش والعنصرية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية.
الاستعداد لما لا يمكن تصوره
لجأ البعض إلى محامين للحصول على مشورة، من بينهم عضو جمهوري سابق في الكونجرس كان قلقًا للغاية، حتى أنه تواصل مع علماء دستور بارزين لمعرفة ما إذا كان هناك آلية لعزل ترامب بالقوة من منصبه.
أوضح السياسي الجمهوري أن هذه المرة الأولى منذ أكثر من 200 عام التي يفكر فيها الساسة والمشرعون الأمريكيون في طريقة لعزل الرئيس بالقوة، وقال: "لكننا لا نعيش في أوقات عادية، ترامب بالتأكيد ليس رئيسًا عاديًا، ينبغي أن نكون مستعدين لما لا يمكن تصوره"، حسب التليجراف.
كما حذر نائب جمهوري، لم تكشف الصحيفة عن هويته، من استغلال ترامب ومؤيديه للتغيرات التي طرأت على العملية الانتخابية بما في ذلك التصويت عبر البريد، وانتشار فيروس كورونا، والاضطرابات المدنية الأخيرة المناهضة لعنف الشرطة.
في المقابل، يتوقع بعض المشرعين فوز ترامب بنتائج مُريحة تضمن له البقاء في المكتب البيضاوي لأربعة أعوام أخرى، وقد يفوز بايدن بفارق كبير مثلما ترجح استطلاعات الرأي ويضطر ترامب للتخلي عن منصبه دون وجود أي ذريعة يستخدمها للطعن في النتائج.
تهدف هذه السيناريوهات والتوقعات القاتمة إلى العمل لمنع حدوث هذه الكارثة، وليس اصابة الأمريكيين بالفزع حول تفكك بلدهم، وفقًا لبروكس، الذي قال إنه في أقل من "103 أيام سيرى العالم بأكمله ماذا سيحدث".
فيديو قد يعجبك: