لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إيران تخوض "حربًا شاملة" ضد كورونا وتسجل وفيات قياسية جديدة

09:25 م الأربعاء 28 أكتوبر 2020

فيروس كورونا

طهران - (ا ف ب)

أعلنت إيران اليوم الأربعاء، أنها في "حرب شاملة" ضد فيروس كورونا المستجد، مع تسجيل أكثر دول الشرق الأوسط تأثرًا بكوفيد-19، حصيلة قياسية جديدة للوفيات اليومية، وسط نسق تصاعدي للإصابات يلقي بثقله على قطاع صحي يعاني من آثار العقوبات الأمريكية.

وخلال أكثر من ثمانية أشهر مضت منذ كشفها رسميًا أولى حالات المرض، شهدت إيران التي يقطنها أكثر من 80 مليون نسمة وتفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية، مراحل تفشٍّ عدة لكوفيد-19، تعد أشدها تلك المسجلة اعتبارًا من سبتمبر.

ولا تشكّل إيران استثناء لتزايد أرقام كوفيد-19 في العالم، وهو ما اضطّر دولا عدة لإعادة فرض إجراءات إغلاق وقيود مشددة، رغم أنها لا تزال دون مستوى الاتساع الشامل الذي شهدته فترة مارس وأبريل.

وخلال مداخلتها التلفزيونية اليومية، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية سيما سادات لاري، بتأثر واضح وتهدج في صوتها، وفاة 415 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضافت "أيها المواطنون الأعزاء، كما ترون عدد الوفيات اليومية جراء كوفيد-19 في البلاد تخطى 400. هذا الرقم هو نتيجة زيادة غير مسبوقة في الإصابات وحالات دخول المستشفيات في الأسابيع الماضية".

وتابعت "نحن الآن في حرب شاملة ضد الفيروس الشرط الأساسي لتخطي هذا المرض والتحدي الوطني والعالمي، هو أن نرى تغييرا في قناعات وتصرفات كل فرد من الناس والسلطات".

وهي المرة الأولى تتخطى فيها إيران عتبة 400 وفاة يومية، واليوم الثاني تواليا الذي تعلن فيه حصيلة قياسية.

ومعها، بلغ العدد الإجمالي للوفيات 33714. وسجّل إجمالي الإصابات 558,648 مع 6824 في الساعات الأخيرة.

وكان أبرز المصابين الجدد رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، لينضم الى مسؤولين سبق أن أصيبوا بكوفيد-19.

وأعلن قاليباف عبر حسابه على تويتر "بعد إصابة أحد زملائي بفيروس كورونا خضعت للفحص وأتت نتيجته إيجابية بدأت الحجر الصحي، وإن شاء الله سأتابع القيام بواجباتي".

انهاك في المستشفيات

ويفرض تزايد حالات الإصابة بكوفيد-19، صعوبات إضافية على نظام العناية الصحية في إيران، والذي يعاني كقطاعات أخرى، من الآثار السلبية للعقوبات القاسية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2018.

ونقلت صحيفة "همشري" في الثامن من أكتوبر عن نائب وزير الصحة إيرج حريرجي قوله "مستشفياتنا تقارب سعتها القصوى حاليا. يوميا يتوجب على عدد من المصابين بالفيروس انتظار شغور أسرّة في المستشفى".

وتابع "إضافة الى ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن كل قوانا منهكة جسديا وذهنيا نظرا للعمل لأكثر من سبعة أشهر ورؤية هذا الكمّ من الموت"، محذّرا من استهلاك الأجهزة الطبية التي قد يصعب استبدالها بسبب العقوبات.

وفي ظل الواقع الراهن، لفت السبت حضور المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الاجتماع الأسبوعي للهيئة الوطنية لمكافحة كوفيد-19، في لقاء نادر يجمعه بمسؤولين محليين منذ أشهر.

وشدد خامنئي على وجوب القيام "بكل ما يلزم" في مواجهة كوفيد-19، مؤكدا أن "المبدأ والأولوية في اتخاذ القرار هما صحة الناس"، وضرورة "اتّخاذ القرارات الحكوميّة الحاسمة".

وكان الرئيس حسن روحاني حذّر هذا الشهر من أن البلاد تواجه "موجة أكبر من هذا الفيروس، وعلينا التصدي لها".

وظهر كوفيد-19 رسميا للمرة الأولى في إيران في 19 فبراير، مع الإعلان عن وفاة مسنَّين في مدينة قم.

وواجهت طهران في بداية الأزمة الصحية، اتهامات بالتستّر على الأرقام الفعلية. لكن السلطات أكدت مرارا اعتماد "الشفافية" في مقاربة الوضع.

وأعلن حريرجي عبر التلفزيون الرسمي هذا الشهر، أن الوفيات المرتبطة بالفيروس قد تكون أعلى من الأرقام الرسمية بسبب معايير منظمة الصحة العالمية في الربط بين كوفيد-19 وحالات الوفاة.

وعلى عكس العديد من دول العالم، لم تعمد الجمهورية الإسلامية الى فرض إجراءات إغلاق شاملة. وهي اتخذت إجراءات وقيود في مارس، لكن رفعتها تدريجيا اعتبارا من الشهر التالي، لتحريك العجلة الاقتصادية المنهكة بفعل العقوبات الأميركية.

نسق في المنطقة

وإضافة الى إيران، تشهد دول عدة مجاورة في الخليج، تصاعدا في الأرقام لا سيما لجهة الإصابات.

فالعراق المجاور سجّل أكثر من 11 ألف حالة وفاة من بين أكثر من 460 ألف إصابة معلنة. وبعد إغلاق في بداية ظهور الوباء، أعادت السلطات فتح غالبية النشاطات الاقتصادية.

وعلى مدى الأسبوع الماضي، أعلنت قطر تسجيل 63 إصابة جديدة من بين كل 100 ألف شخص، بزيادة عن الأسبوع السابق.

وبحسب الأرقام الرسمية، بلغ العدد الاجمالي للوفيات منذ بدء ظهور الوباء 230 شخصا، وهو رقم متدنٍّ نسبيا تعزوه السلطات القطرية الى متوسط الأعمار الشاب في البلاد، وجودة النظام الصحي في الإمارة الثرية.

أما السعودية، فتعد الأكثر تأثرا بين الدول العربية في الخليج، اذ أفادت عن تسجيل أكثر من 346 ألف إصابة حتى الأربعاء، بينها أكثر من 5300 وفاة.

لكن المملكة شهدت في الأسابيع الماضية انخفاضا في عدد الحالات التي تتطلب دخول المستشفى، بحسب أطباء، مع تراجع في عدد الإصابات اليومية.

أما الإمارات، فأعلنت تسجيل 129,024 إصابة و485 حالة وفاة. وأعادت السلطات فتح معظم النشاطات واستضافة السياح، لكن البلاد تسجل زيادة في الحالات في الآونة الأخيرة.

أما اليمن الذي يشهد منذ أعوام نزاعا داميا بين حكومة معترف بها دوليا يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين الذين تؤيدهم إيران، فأعلن رسميا تسجيل 2060 إصابة منها 599 وفاة. لكن الأمم المتحدة حذرت من أن الأرقام الفعلية أعلى.

وفي الأردن، أعلنت وزارة الصحة الثلاثاء أرقاما يومية قياسية مع 3800 إصابة و44 وفاة. واتخذت المملكة إجراءات لكبح الموجة الثانية، مع حظر تجول ليلي يومي، يصبح شاملا أيام الجمعة.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان