لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مسجد الجزائر الأعظم: افتتاح على وقع غضب شعبي من فرنسا

02:45 م الخميس 29 أكتوبر 2020

جامع الجزائر الأعظم

الجزائر- (بي بي سي):

افتتحت قاعة الصلاة في "جامع الجزائر الأعظم"، مساء الأربعاء، بمناسبة ذكرى المولد النبوي، على أن تفتتح مرافقه الباقية أمام الزوار، بعد نهاية جائحة كورونا.

وشارك رئيس الوزراء الجزائري، عبد العزيز جراد، مع شخصيات حكومية ودينية محليّة، وسفراء دول إسلامية، في أداء صلاتي المغرب والعشاء في المسجد، بغياب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي يوجد في ألمانيا بعد إصابته بفيروس كورونا.

انطلقت أعمال بناء المسجد عام 2012، في عهد الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، واستكملت قبل سنة ونصف.

يمتدّ الصرح الديني الضخم على مساحة تزيد عن 27 ألف هكتار، ما يجعله بحسب الشركة الصينية المشرفة على تشييده "تشاينا ستايت كونستركشن إنجنيرينغ"، الأكبر في افريقيا، والثالث في العالم بعد المسجد النبوي والحرم المكي في السعودية.

تتسع قاعدة المسجد لنحو 120 ألف مصلّ، ويبلغ ارتفاع مئذنته 267 متراً، ويمكن رؤيتها من أنحاء العاصمة الجزائرية كافة، وتتألف المئذنة من 43 طابقاً، ويمكن الوصول إليها بواسطة مصاعد.

وزيّن الجامع من الداخل بلوحات خطّ عربي من الرخام والمرمر والخشب، ذات طابع أندلسي. وفرش فيه سجاد أزرق مع رسوم زهرية، بطابع جزائري تقليديّ.

ويضمّ الصرح 12 مبنى، منها مكتبة تحتوي على مليون كتاب، وقاعة محاضرات ومتحفاً للفنّ والتاريخ الإسلامي، ومركزاً للبحث في تاريخ الجزائر، إلى جانب حدائق ونوافير مياه.

ويشرف على أداء الصلوات خمسة أئمة وخمسة مؤذنين، كما قال عضو جمعية العلماء المسلمين كمال شكّاط لوكالة "فرانس برس".

ويأتي الافتتاح في يوم المولد النبوي، ووسط الجدل الدائر حالياً في فرنسا حول التطرّف الإسلامي، والغضب الشعبي في الجزائر ودول عربية وإسلامية أخرى من موقف الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون حول إعادة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في مجلة "شارلي ايبدو".

هكذا، يبدو الجامع الجديد ردّاً على المواقف الفرنسية الرسمية، خصوصاً أنّه شيّد في منطقة المحمدية، المكان الذي كان يحمل خلال حقبة الاستعمار (1830-1962) الفرنسي اسم "لافيجري"، نسبة إلى كبير أساقفة الجزائر شارل لافيجري، قائد حملات التبشير لفرض الديانة المسيحية على الجزائريين.

ويقول مدير النشر في "المكتبة الفلسفية الصوفية" حمد العتيبي، إنّ الجامع "يرمز إلى فشل مشروع التنصير، وثبات الجزائريين على دينهم".

ورغم رمزيته، أثار بناء المشروع جدلاً في الجزائر، لأن بناءه استغرق أكثر من سبع سنوات، إلى جانب تكلفته التي بلغت أكثر من 1.5 مليار دولار موّلت من الخزينة العامة.

فيما يرى داعمو المشروع أنّ الجدل المثار حول الكلفة حملة إعلامية فرنسية، تقودها أحزاب علمانية في الجزائر.

وقال الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، عندما كان وزيراً للسكن في عهد بوتفليقة عام 2016، إنّ "شركة فرنسية هي من تحرّض بعض وسائل الإعلام الفرنسية على الجزائر بعدما فشلت في أخذ المشروع".

وتحدّثت "فرانس برس" إلى سعيد بن مهدي، وهو أب لشابين عاطلين عن العمل، فعبّر عن تذمره من المشروع، قائلاً إنّه كان يودّ أن "تبني الدولة مصانع وتجعل الشباب يعملون" خصوصاً أن "هناك مسجداً في كل حي تقريباً".

وبحسب أستاذ علم الاجتماع، بلخضر مزوار، فإن الصرح الديني "لم يُبن للشعب"، بل أراد عبد العزيز بو تفليقة من خلاله "منافسة الجار المغربي، وإدراجه كإنجاز في سيرته الذاتية".

وكانت مئذنة مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء في المغرب الأعلى في العالم (210 أمتار) حتى الآن.

ويوضح الأستاذ الجامعي المتخصص في العمران نادر دجرمون لـ"فرانس برس"، أن الجامع "يقع في موقع سيء لأنه معزول عن الاحتياجات الحقيقية للمدينة من حيث البنية التحتية"، لكنه يشير إلى أنّ التصميم العصري للصرح "سيكون بمثابة نموذج للمشاريع المعمارية المستقبلية".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان