منظمة التجارة العالمية: الولايات المتحدة تحاول منع تعيين أمرأة أفريقية لقيادة المنظمة
نيويورك- (بي بي سي):
أصبح إقرار تعيين وزيرة المالية النيجيرية السابقة، لقيادة منظمة التجارة العالمية موضع شك بعد أن عارضت الولايات المتحدة هذه الخطوة.
وكانت لجنة الترشيحات في منظمة التجارة العالمية رفعت توصيتها الأربعاء لأعضاء المنظمة، البالغ عددهم 164 عضواً، بتعيين السيدة نغوزي أوكونجو إيويالا في منصب مدير عام المنظمة.
وستكون إيويالا، أول امرأة وأول أفريقية تقود منظمة التجارة العالمية.
لكن الولايات المتحدة، التي تنتقد طريقة تعامل منظمة التجارة العالمية في ملف التجارة الدولية، وتريد تعيين امرأة أخرى، هي الكورية الجنوبية، يو ميونغ هي، قائلة إن بإمكانها إصلاح الهيئة.
وعبرت أوكونجو إيويالا عن امتنانها الكبير لترشيحها لقيادة المنظمة الدولية.
بيد أن العملية التي تواصلت لأربعة أشهر لاختيار المدير العام المقبل لمنظمة التجارة العالمية، وصلت إلى طريق مسدود عندما قالت واشنطن إنها ستواصل دعم ترشيح وزيرة تجارة كوريا الجنوبية لهذا المنصب.
وفي بيان ينتقد منظمة التجارة العالمية، قال مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، الذي يقدم المشورة للرئيس دونالد ترامب بشأن السياسة التجارية، إن المنظمة "يجب أن يقودها شخص لديه خبرة عملية حقيقية في هذا المجال".
وجاء في البيان إن السيدة يو"عرّفت نفسها" كخبيرة تجارية و"لديها كل المهارات اللازمة لتكون قائدة فعالة للمنظمة".
وأضاف: "هذا وقت صعب للغاية بالنسبة لمنظمة التجارة العالمية والتجارة الدولية. لم تكن هناك مفاوضات متعددة الأطراف بشأن التعريفات منذ 25 عاماً، وخرج نظام تسوية المنازعات عن السيطرة، وثمة قلة من الأعضاء ممن يفون بالتزامات الشفافية الأساسية. فمنظمة التجارة العالمية بأمس الحاجة إلى إجراء إصلاحات كبيرة".
ولم يشِر البيان إلى أوكونجو إيويالا
وفي وقت سابق يوم الأربعاء، وبعد اجتماع مندوبي منظمة التجارة العالمية لمناقشة أمر تعيينها، قال المتحدث كيث روكويل، إن دولة واحدة فقط من الدول الأعضاء، لم تدعم أوكونجو إيويالا، وإن "كل الوفود التي عبرت عن آرائها اليوم أعربت عن دعم قوي جداً لسير العملية والوصول إلى النتيجة، باستثناء دولة واحدة".
"نشاط محموم"
وسبق أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة التجارة العالمية بأنها "فظيعة" ومنحازة للصين، وقد عُلق بالفعل بعض التعيينات في المناصب الرئيسية في المنظمة.
وقد دعت منظمة التجارة العالمية إلى عقد اجتماع في 9 نوفمبر المقبل - بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية - لمناقشة هذه القضية.
ولا تعني معارضة الولايات المتحدة أنه لا يمكن تعيين المرأة النيجيرية، ولكن باستطاعة واشنطن ممارسة تأثير كبير على القرار النهائي.
وقال روكويل للصحفيين إنه من المحتمل أن يكون هناك "نشاط محموم" لضمان توافق في الآراء بشأن تعيين أوكونجو إيويالا التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي.
ونشأ فراغ قيادي في أعقاب تنحي روبرتو أزيفيدو، رئيس منظمة التجارة العالمية المنتهية ولايته، عن منصبه في أوائل أغسطس/ آب. ويدير المنظمة حاليا أربعة نواب للرئيس.
وكانت أوكونجو إيويلا، 66 عاما، شغلت منصب أول وزيرة مالية و أول وزيرة لخارجية بلادها، معززة بخبرة 25 عاماً من العمل المهني كخبيرة اقتصادية في شؤون التنمية في البنك الدولي.
كما عملت في مجلس إدارة تويتر كرئيسة للتحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي"، كمبعوثة خاصة لحملة منظمة الصحة العالمية لمكافحة جائحة كوفيد-19.
وينتظر أوكونجو إيويالا ، إذا أقر تعيينها في النهاية، حزمة من القضايا الشائكة للتعامل معها، ومن بينها المفاوضات التجارية المتوقفة والتوترات المطردة بين الصين والولايات المتحدة.
وقالت أوكونجو إيويالا في وقت سابق من هذا الشهر إن خبرتها الواسعة في إدارة ملفات الإصلاح تجعلها الشخص المناسب للمساعدة في إعادة منظمة التجارة العالمية إلى المسار الصحيح.
وأضافت: "أنا مرشحة إصلاحية وأعتقد أن منظمة التجارة العالمية بحاجة إلى مؤهلات ومهارات في مجال الإصلاح في الوقت الحالي".
فيديو قد يعجبك: