إعلان

"جريمة جديدة".. هل تعيد تركيا مسلسل المُرتزقة في أذربيجان؟

02:45 م السبت 03 أكتوبر 2020

الرئيس التركي

كتبت – إيمان محمود

منذ احتدام القتال في إقليم ناغورني قره باغ نهاية الشهر الماضي، بدأت أطراف عدة توجّه أصابع الاتهام لتركيا بإرسال مُقاتلين سوريين للقتال بجانب أذربيجان ضد أرمينيا، وهو ما نفته أنقرة واعتبرته "ادعاءات لا أساس لها".

واتهمت أرمينيا تركيا بإرسال آلاف المرتزقة السوريين إلى أذربيجان لدعمها في النزاع على إقليم قره باغ، وأعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في مقابلة مع صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، الجمعة، أن أرمينيا لديها "أدلة" على أن تركيا تدعم عسكريًا القوات الأذربيجانية، مشيرًا إلى أنّ أنقرة أرسلت آلاف المرتزقة من سوريا إلى المنطقة.

سفيرأرمينيا في موسكو صرّح أيضًا أن تركيا أرسلت نحو 4 آلاف مقاتل، من شمال سوريا إلى أذربيجان وإنهم يقاتلون هناك.

دُفعات من المقاتلين

في مطلع الأسبوع الماضي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن دفعة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة وصلت إلى أذربيجان، حيث قامت الحكومة التركية بنقلهم من أراضيها إلى هناك.

وأوضح المرصد أن هذه الدفعة وصلت الأراضي التركية قبل أيام قادمة من منطقة عفرين شمال غربي حلب.

وقال إن "دفعة أخرى تتحضر للخروج إلى أذربيجان، في إطار الإصرار التركي على تحويل المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مرتزقة".

وبعد أيام، قال المرصد السوري إن دفعة جديدة من المسلحين السوريين، جرى نقلهم إلى أذربيجان من قبل شركات أمنية تركية، مضيفًا أنه جرى نقل أكثر من 530 مقاتلاً من الفصائل الموالية لأنقرة، ليرتفع تعداد الواصلين إلى 850 مقاتلاً.

وأكد المرصد، أن الاشتباكات في إقليم قره باغ، أدت إلى مقتل 28 مسلحًا سوريًا مواليًا لأنقرة.

فيديو متداول

في غضون ذلك، تداول ناشطون مقطع فيديو يوثق حركة مكثفة لمسلحين يطلقون هتافات باللغة العربية على متن عربات قيل إنها تتجه إلى جبهات القتال في صفوف أذربيجان ضد القوات الأرمنية.

ويظهر الفيديو قافلة ضمت أكثر من 20 سيارة رباعية الدفع تحمل رجالا مسلحين وهم يرددون هتافات التكبير و"قائدنا محمد" باللغة العربية، بينما قالت سيدة تقف وراء المشهد باللغة الأذربيجانية عدة مرات "الله يقويكم".

أذربيجان تنفي: "هراء"

نفت أذربيجان الاتهامات باستعانتها بمرتزقة سوريين أرسلتهم أنقرة، إذ قال مساعد رئيس أذربيجان، إن ما يثار عن إرسال تركيا لمرتزقة سوريين ما هو إلا "هراء"، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

وقال حكمت حاجييف مساعد الرئيس: "الشائعات التي تزعم إرسال مسلحين من سوريا إلى أذربيجان هي استفزاز آخر من الجانب الأرميني، ومحض هراء".

جورجيا تنفي نقلهم عبر أراضيها

وفي سياق متصل، انتشرت بعض المزاعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتهم جورجيا بنقل المسلحين السوريين عبر أراضيها، قبل أن تنفيها جورجيا، اليوم السبت، مؤكدة أنها أغلقت حدودها أمام عبور الشحنات العسكرية إلى أرمينيا وأذربيجان.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية عن مدير هيئة أمن جورجيا إريجول ليلواشفيلي قوله "إن هذه المعلومات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي لا أساس لها من الصحة، والهدف منها تصعيد التوتر في جورجيا والمنطقة ككل".

وحذر من وجود دعوات على مواقع للتواصل الاجتماعي لقطع الطريق الرئيسي الجورجي المؤدي إلى أذربيجان، مشيرا إلى أن الأجهزة الجورجية المختصة على تواصل مستمر مع أرمينيا وأذربيجان، وأن أي تحركات مهددة لأمن جورجيا والمنطقة سيتم إحباطها.

ومن جهته، أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الجورجي وزير الداخلية فاختانج غوميلاوري أن حكومة البلاد قررت تعليق إصدار التصاريح لنقل الشحنات العسكرية عبر أراضي البلاد برا وجوا في اتجاه أرمينيا وأذربيجان، وذلك على خلفية تصاعد التوتر في إقليم قره باغ.

ماكرون يؤكد الاتهامات

قبل يومين، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مقاتلين سوريين يقاتلون في قره باغ، حيث تدور المواجهات بين البلدين، واصفًا الأمر بأنه "خطير للغاية".

وقال ماكرون، الخميس، في كلمته بقمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "لدينا معلومات ا تشير بشكل مؤكد إلى أن مقاتلين سوريين من مجموعات مرتزقة انتقلت عبر غازي عنتاب للوصول إلى مسرح العمليات في قره باغ، هذا واقع جديد خطير للغاية يغيّر الوضع".

واشنطن تحذّر تركيا وأذربيجان

أمس الجمعة، حذّر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تركيا من إرسال المرتزقة السوريين إلى منطقة النزاع في إقليم قره باغ، لدعم قوات أذربيجان.

وقال بومبيو إن إرسال تركيا لمقاتلين سوريين للمشاركة في الصراع سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار.

تزامن ذلك مع دعوة قادة مجلس الشيوخ الأمريكي، وزير الخارجية إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد أذربيجان وتركيا.

وطالب المشرّعون بوقف فوري للمساعدات العسكرية الأمريكية إلى أذربيجان، مع فرض عقوبات صارمة على تركيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان