انتخابات تشريعية في جورجيا والمعارضة موحدة في مواجهة السلطة
تبيليسي- (أ ف ب):
يدلي الناخبون في جورجيا بأصواتهم السبت في اقتراع تشريعي نتيجته غير محسومة بعدما نجحت المعارضة في الاتحاد في مواجهة الحزب الحاكم الذي يقوده أغنى رجل في هذا البلد الواقع في القوقاز، والذي تتراجع شعبيته تدريجيا.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش وستغلق عند الساعة 16:00 بتوقيت جرينتش، الموعد المتوقع لإعلان أولى نتائج استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مكاتب التصويت.
وقال رئيس الوزراء غيورغي غاخاريا في بيان "سنبرهن للعالم أننا نستطيع تنظيم انتخابات حرة ومفتوحة وديموقراطية وشفافة".
ونشر مراقبون دوليون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمساعدة في تنظيم الاقتراع الذي لن تعرف نتائج الأولية قبل منتصف الليل بالتوقيت المحلي.
وجورجيا البلد الجبلي الذي يبلغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة، نموذج نادر للديموقراطية بين الجمهوريات السوفياتية السابقة لكن تهزها باستمرار تظاهرات مناهضة للحكومة.
وتهيمن شخصيتان على الحياة السياسية هما الرئيس السابق الذي يقيم في الخارج ميخائيل ساكاشفيلي (52 عاما) الذي عمل على الساحة السياسية في أوكرانيا في السنوات الأخيرة، والملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي (64 عاما) الذي شغل منصب رئيس الوزراء في السابق.
ونجح حزب ساكاشفيلي "الحركة القومية الموحدة" في جمع عدد من مجموعات المعارضة هذه السنة لمواجهة حزب "الحلم الجورجي" الذي يقوده إيفانيشفيلي الحاكم.
وتجمع عشرات الالاف من أنصار ساكاشفيلي الخميس في الساحة الرئيسية للعاصمة تبيليسي.
وقال ساكاشفيلي متوجها إلى الحشد عبر الفيديو "نصرنا يقترب. جورجيا استفاقت ومستعدة لاختيار الحرية بدلا من القمع".
تحدث ساكاشفيلي الذي اضطر لمغادرة البلاد في 2013 بعد ولايته الثانية خوفا من اعتقاله لاتهامات باستغلال السلطة، عن عودته وتعيينه في منصب رئيس الوزراء في حال فوز حزبه في الانتخابات التشريعية.
وخلال ثمانية أعوام في السلطة، شهد حزب الحلم الجورجي تراجعا في شعبيته على خلفية ركود اقتصادي واتهامات بالمساس بالديموقراطية. ويتهم زعيمه بيدزينا إيفانيشفيلي بالضغط على خصومه وتشجيع الفساد.
وقال ساكاشفيلي في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن إيفانيشفيلي "ثري حاكم يملك أربعين بالمئة من ثروات البلاد استولى عليها ويديرها كما أنها ملكا له".
والرأي نفسه يتردد في صفوف الانتظار أمام مراكز التصويت. وقال الحداد لاشا غورولي لفرانس برس "أنا متفائل وأعتقد فعلا أن جورجيا ستتخلص اليوم من إيفانيشفيلي وحكومته الفاسدة".
أما أستاذة الرياضيات لامارا لاغفيلافا فترى أن "جورجيا لا يمكنها أن تتحمل لفترة أطول عدم كفاءة حكومة الحلم الجورجي".
وتفيد تقديرات أن المعارضة تتقدم بفارق ضئيل في نوايا التصويت. لكن الخبير جيا نوديا أوضح أن "الحلم الجورجي" يستطيع حشد "موارد مالية وإدارية" للفوز على خصومه.
وبفضل تعديل يعزز نظام النسبية، أصبحت الأحزاب الصغيرة تتمتع بفرصة أكبر لدخول البرلمان إذ بات يكفي حصولها على واحد بالمئة من الأصوات لتحقيق ذلك. لكن بسبب تعقيد القواعد الانتخابية، قد لا تعرف النتائج النهائية قبل نهاية نوفمبر.
وأكد رئيس الوزراء غيورغي غاخاريا لوكالة فرانس برس أن هذا التعديل في قانون الانتخابات سيعزز "التعددية في البرلمان"، مؤكدا ثقته في فوز معسكره. كذلك أكد أن ذلك سيسمح بتقريب جورجيا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وتنظر موسكو باستياء إلى هذه التطلعات الأطلسية التي يتقاسمها المعسكران. وكان هذا الخلاف أدى إلى حرب خاطفة بين جورجيا وروسيا في أغسطس 2008.
وبعد هذه الحرب التي استمرت خمسة أيام وهزمت فيها جورجيا، اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: