ترامب وكورونا: ماذا لو توفي مُرشح الرئاسة قبل الانتخابات؟
كتبت- هدى الشيمي:
قبل أقل من شهر على إجراء انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، يقبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ينافس في استحقاق نوفمبر الرئاسي، في مركز والتر ريد الطبي العسكري، كي يخضع لعلاج للتعافي من مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد الذي قتل أكثر من 209 ألف أمريكي، ما يثير مخاوف عدّة بشأن عملية الاقتراع المرتقبة في حالة تدهور حالة الرئيس الصحية.
"فئة عالية الخطورة"
وقال الأطباء إن المخاطر التي يواجهها ترامب إثر إصابته بفيروس كورونا تجعله في فئة المصابين "عالية المخاطر"، وقالت الطبيبة، آني ريميون، لشبكة سي إن إن، إن الرئيس الأمريكي "يقع ضمن فئة عالية المخاطر من المصابين بفيروس كورونا.. إنه كبير في السن ويعاني من زيادة في الوزن إلى حد ما، ولا نعلم إن كانت لديه أي حالة (صحية) أخرى سابقة أم لا".
وشدد الطبيبة على أن "الأهم أن ترامب من ضمن الفئة العمرية التي لديها خطر الإصابة الشديدة بفيروس "كوفيد-19"، لذلك فإن الأمر مقلق للغاية".
في وقت سابق من يوم الأحد، قال الأطباء إن الرئيس الأمريكي عانى أكثر من مرة انخفاض في مستوى الأكسجين إلى أقل من 94 %، وهو أحد معايير المعاهد الوطنية للصحة لتصنيف الحالات الخطيرة والشديدة المرض.
أعطى الأطباء ترامب دواء الستيرويد ديكساميثازون، والذي أظهر فعالية في مساعدة مرضى كوفيد-19، وعادة ما يتم إعطاؤه للمرضى الذين يضعون على أجهزة تنفس ويعانون من نقص في مستوى الاكسجين.
مع ذلك، أكد شون كونلي، الطبيب المُشرف على حالة ترامب، أن وضع الرئيس الأمريكي الصحي يتحسن، وأنه يستجيب للعلاج.
ووفقًا للمادة 25 من الدستور الأمريكي فإنه في حالة عجز الرئيس عن القيام بمهام وظيفته بسبب تدهور حالته الصحية أو وفاته، فإن كل سلطاته تنتقل بشكل مباشر إلى نائبه (وفي هذه الحالة سيكون مايك بنس) ريثما يستعيد حاكم البلاد قدرته على استئناف دوره.
لكن ماذا يحدث إذا توفي أحد المرشحين للانتخابات قبل يوم الانتخابات؟ وماذا يحدث إذا توفي المرشح الفائز قبل يوم تنصيبه رسميًا؟
تتعقد الأمور كثيرًا في هذه الحالة، قال جوشوا تاكر وريتشارد بيلديز، أساتذة في جامعة نيويورك، إن الدستور الأمريكي يضع خارطة طريق تساعد على تجاوز هذه الحالة الحرجة. في حالة وفاة المُرشح بعد فوزه بالانتخابات وقبل تنصيبه رسميًا في يناير، فإن الدستور ينصّ على تولي نائبه المُنتخب (إما مايك بنس أو كامالا هاريس في الوضع الحالي) للرئاسة.
وإذا توفي المُرشح قبل الانتخابات، فإن اللجان الحزبية الوطنية تختار مُرشحًا جديدًا من على رأس قائمتها.
لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية طوال تاريخها السياسي واقعة مماثلة، ولكن في حالة حدوث ذلك يمكن الاعتماد على الدستور الأمريكي والقانون الفيدرالي والكونجرس من أجل إخراج واشنطن من هذا المأزق الذي لم يسبق له مثيل.
ماذا يحدث إذا توفي المرشح الفائز بعد الانتخابات؟
تنص المادة العشرين في الدستور الأمريكي على انتهاء فترة ولاية الرئيس ونائبه في ظهر يوم 20 يناير، ولا يوجد أي نص دستوري يسمح بتمديد هذه المدة مهما كانت الظروف. وينص القانون الأمريكي أيضًا أنه في حالة وفاة الرئيس المنتخب، فإن نائبه يؤدي اليمين كرئيس جديد للولايات المتحدة.
مع ذلك، فإن المرشح الفائز لا يصبح رئيسًا مُنتخبًا للبلاد حتى تقوم جلسة مشتركة للكونجرس بفرز أصوات المجمع الانتخابي وإعلان الفوز. بموجب القانون، فإنه من المقرر أن يحصل الكونجرس رسميًا على الأصوات من الهيئة الانتخابية في 6 يناير.
ماذا يحدث إذا توفي المُرشح الفائز قبل إعلان الكونجرس عن فوزه؟
قال جون فورتيير، مدير قسم الدراسات الحكومية في مركز السياسات بين الحزبين، إن هذا هو أسوأ السيناريوهات وأكثر الأوقات ارباكًا.
في هذه الحالة، سيضطر الكونجرس إلى التفكير فيما يمكن فعله في أصوات المجمع الانتخابي التي حصل عليها المُرشح الذي توفي. أوضح فورتيير أنه إذا مات المُرشح بعد فوزه في الانتخابات فإنه يمكن الالتفاف حول مُرشح بديل موصى به من قبل الحزب، أو منح الأصوات لنائبه.
سيكون لدى الناخبين حافز للالتفاف حول مُرشح واحد، حسب فورتيير، لاسيما وأن الحزب لن يخاطر بالسماح للحزب الآخر باستغلال الفرصة، أو الاستيلاء على الفوز.
ما دور الكونجرس؟
تمنح المادة الـ12 في الدستور الأمريكي الكونجرس القرار النهائي لاختيار الرئيس ونائبه. يقرر الكونجرس قبول أو رفض النتائج النهائية للمجمع الانتخابية، كما أنه يقرر ما إذا كان المرشح قد حصل على 270 صوتًا انتخابيًا مطلوبًا ليصبح رئيسًا.
من الضروري أن يوافق كل من مجلس النواب والشيوخ على النتائج النهائية للمجمع الانتخابي. قال مايكل مورلي، أستاذ القانون في جامعة ولاية فلوريدا، إنه إذا لم يحدث توافق بين المجلسين فإنه سيتم عدّ الأصوات مُجددًا وفق القانون الفيدرالي.
هل تدخل الكونجرس في الانتخابات من قبل؟
حسم الكونجرس مصير ثلاثة انتخابات قبل حوالي 150 عام، في 1800 تعادل المرشحان توماس جيفرسون وآرون بور في أصوات المجمع الانتخابي وحصل كلاهما على 73 صوت، وبعد ستة أيام من المناقشات اختار مجلس النواب جيفرسون ليصبح ثالث رئيس للولايات المتحدة.
في عام 1824، فاز أندرو جاكسون بأغلبية الأصوات في التصويت الشعبي والمجمع الانتخابي، ولكنه فشل في الحصول على الأغلبية على المرشحين الأربعة، واختار مجلس النواب وقتذاك أحد خصومه جون كوينسي آدامز ليكون سادس رئيس للبلاد، وبعد أربع سنوات فاز جاكسون بالرئاسة.
كذلك ساعد الكونجرس في اختيار الرئيس في انتخابات 1876 بين الرئيس الجمهوري رذرفورد بي. هايز والديمقراطي صامويل تيلدن. فاز تيلدن في التصويت الشعبي والمجمع الانتخابية، إلا أن الجمهوريين طعنوا في النتائج في ثلاث ولايات جنوبية. لحل هذا النزاع، شكل الكونجرس لجنة من الحزبين مكوّنة من عدد من أعضاء مجلس النواب والشيوخ وقضاة في المحكمة العُليا، وبعد إبرام صفقة لسحب القوات الفيدرالية من الجنوب، وبدء عملية إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية، صوتت اللجنة لصالح هايز.
فيديو قد يعجبك: