لويز جلوك.. من رحم المعاناة استحقت نوبل للآداب
كتب - مصراوي:
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية "نوبل"، عن فوز الكاتبة الأمريكية لويز جلوك بالجائزة في الآداب لعام 2020.
وجلوك شاعرة وكاتبة أمريكية تبلغ من العمر 77 عامًا، وهي واحدة من أبرز الشعراء الأمريكيين في جيلها، وقد فازت بالعديد من الجوائز الأدبية الرئيسية في الولايات المتحدة، مثل وسام العلوم الإنسانية الوطنية، وجائزة بوليتزر، وجائزة الكتاب الوطنية، وجائزة نقاد الكتاب الوطنية، وجائزة بولينجن، بالإضافة إلى جوائز أخرى.
ووفق الموقع الرسمي للجائزة، فازت لويز جلوك "لصوتها الشعري الذي لا لبس فيه والذي يجعل الوجود الفردي عالميًّا بجمالها الصارم".
ولدت الشاعرة الأمريكية لويز جلوك - الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب هذا العام - عام 1943 في نيويورك وتعيش في كامبريدج، ماساتشوستس، وتعمل حاليا أستاذة للغة الإنجليزية في جامعة ييل.
وجاء في حيثيات منحها الجائزة: تسعى لويز جلوك إلى تحقيق العالمية، وتستلهمها من الأساطير والزخارف الكلاسيكية الموجودة في معظم أعمالها.
تتميز أعمال الحائزة على جائزة الآداب لعام 2020، بالسعي نحو الوضوح، وتركز على "الطفولة والأسرة"، وظلت العلاقة الوثيقة مع الوالدين والأشقاء، موضوعا محوريًا معها.
ظهرت الحائزة على جائزة الأدب لويز جلوك لأول مرة في عام 1968 مع أغنية "Firstborn" وسرعان ما اشتهرت كواحدة من أبرز الشعراء في الأدب الأمريكي المعاصر، ونشرت اثنتي عشرة مجموعة شعرية وبعض المجلدات الشعرية.
من أهم أعمالها Averno وقد نشرته عام 2006، وهو عبارة عن مجموعة تفسير أسطوري لنزول بيرسيفوني إلى الجحيم في أسر هاديس، وهو "إله الموت".
وفي واحدة من أكثر مجموعات الحائزة على جائزة الأدب، "The Wild Iris" (1992)، تصف عودة الحياة المعجزة بعد الشتاء في قصيدة "Snowdrops".
ولدت جلوك في مدينة نيويورك وترعرعت في لونج آيلاند في نيويورك، بدأت تعاني من فقدان الشهية العصبي وهي في المدرسة الثانوية ثم تغلبت على المرض لاحقًا.
أخذت دروسًا في كلية سارة لورانس وجامعة كولومبيا لكنها لم تحصل على شهادة، بالإضافة إلى حياتها المهنية كمؤلفة، فقد عملت في الأوساط الأكاديمية كمعلمة للشعر في العديد من المؤسسات.
ركزت جلوك في عملها على الجوانب المضيئة للصدمة والرغبة والطبيعة، وأصبح شعرها معروفًا بتعبيراته الصريحة عن الحزن والعزلة في استكشافها لهذه المواضيع الواسعة، ركز العلماء أيضًا على بناء شخصيتها الشعرية والعلاقة بين السيرة الذاتية والأساطير الكلاسيكية في قصائدها.
أصيبت بفقدان الشهية العصبي أثناء مراهقتها، وهو ما أصبح التحدي المحدد لسنوات مراهقتها المتأخرة وشباب، وقد وصفت المرض في أحد مقالاتها أنه نتيجة لمحاولة تأكيد استقلاليتها عن والدتها، وفي موضع آخر، ربطت مرضها بوفاة أخت أكبر منها وهو حدث وقع قبل ولادتها.
بدأت غلوك تلقي العلاج النفسي خلال خريف عامها الأخير في مدرسة جورج دبليو هيوليت الثانوية في هيوليت في نيويورك، ثم أُخرجت من المدرسة بعد بضعة أشهر للتركيز على إعادة تأهيلها، ولكنها تخرجت في عام 1961 دون أي تأخير.
كتبت عن هذا القرار: "أدركت أنني سأموت في مرحلة ما، لكن ما كنت أعرفه بشكل أكثر وضوحًا وبشكل أكثر عمقًا، هو أنني لا أريد أن أموت"، ثم أمضت السنوات السبع التالية تتلقي العلاج، وهو ما تنسب إليه الفضل في مساعدتها عللتغلب على المرض وتعليمها كيفية التفكير.
لم تسجل جلوك في الكلية كطالبة بحضور كامل بسبب حالتها الصحية، وقد وصفت قرارها بالتخلي عن التعليم العالي لصالح العلاج بأنه كان ضروريا: "جعلت حالتي العاطفية، وتطرف صلابة سلوكي، والاعتماد المحموم على طقوس معينة من أشكال التعليم الأخرى أمرًا مستحيلًا"، وبدلاً من ذلك، أخذت جلوك درسًا في الشعر في كلية سارة لورانس، والتحقت بورش شعرية في كلية التعليم العام بجامعة كولومبيا في الفترة من 1963 إلى 1965، والتي قدمت برامج للطلاب غير التقليديين، درست أثناء وجودها هناك مع ليوني آدمز وستانلي كونتز، وقد صنفت هذين المعلمين كمرشدين مهمين في رحلة تطورها كشاعرة.
فيديو قد يعجبك: