السادات وأوباما وآبي أحمد.. تعرّف على أبرز الفائزين بـ"نوبل للسلام"
كتبت - إيمان محمود
شهدت الأيام الماضية جدل وتكهنات كثيرة حول الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2020، حتى أعلنت اللجنة النرويجية، اليوم الجمعة، فوز برنامج الأغذية العالمي بالجائزة، لجهوده لمنع استخدام الجوع كسلاح في الحرب والصراعات.
وجاء في بيان لجنة نوبل: "يواجه العالم خطر التعرض لأزمة جوع ذات أبعاد لا يمكن تصورها".
وأضافت: "العلاقة بين الجوع وبين الصراعات المسلحة دائرة خبيثة: يمكن أن تؤدي الحرب والصراعات إلى انعدام الأمن الغذائي، وإلى الجوع، تماما كما يمكن للجوع وانعدام الأمن الغذائي أن يدفعا الصراعات الكامنة إلى إطلاق وتأجيج استخدام العنف."
تُعدّ نوبل إحدى أهم الجوائز العالمية، والتي تم تدشينها تحقيقا لرغبة المخترع السويدي ألفريد نوبل. وسُلّمت أول جائزة عام 1901، لجان هنري دونانت الناشط الاجتماعي، وفريدريك باسي وهو اقتصادي فرنسي.
وتُمنح جوائز نوبل على عدد من الأصعدة لشخصيات "قدمت إسهامات جليلة لخير البشرية" على مدى الاثني عشر شهرا السابقة لإعلان الجائزة. وفيما يلي أبرز الفائزين بجائزة نوبل للسلام على مدى السنوات الماضية..
آبي أحمد
في العام الماضي 2019، ذهبت نوبل للسلام إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وذلك لـ"جهوده الرامية إلى تحقيق السلام والتعاون الدولي وخاصة مبادرته لحل النزاع الحدودي مع الجارة إريتريا".
واستعادت إثيوبيا وإريتريا العلاقات في يوليو 2018 بعد سنوات من العداء وبعد حرب حدودية استمرت من عام 1998 إلى عام 2000.
ووقع أحمد وأفورقي في ذلك اليوم إعلانا مشتركا للصداقة والسلام، تمهيدا لاتفاق سلام أُقر في سبتمبر من نفس العام.
واندلع النزاع عام 1998، بشأن السيادة على منطقة حدودية بين البلدين. وراح ضحيته حوالي 80 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من نصف مليون شخص من النازحين والمهجرين على الجانبين.
نادية مراد
في عام 2018، حصلت الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد على جائزة نوبل للسلام، مناصفة مع الطبيب الكونغولي، دينيس موكويج، بفضل جهودهما لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب.
وأصبحت نادية مراد سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة في قضية "الدفاع عن كرامة الناجين من الاتجار بالبشر" عام 2016، ثم حصلت على جائزة مجلس أوروبا باسم فاتسلاف هافل لحقوق الإنسان عام 2016، وجائزة ساخاروف لحرية الفكر عام 2016 (مشاركة مع العراقية الإيزيدية لمياء حجي بشار)، وها هي تحصل اليوم على جائزة نوبل للسلام للعام 2018.
مرّت نادية بتجربة قاسية بعد أن خضعت لمعاملة الرقيق من قبل مسلحين من تنظيم داعش لعدة أشهر. وكونها سبية لديهم، تم بيع نادية وشراؤها عدة مرات، كما تعرضت لانتهاكات جنسية وجسدية أثناء احتجازها.
وبعد نجاحها في الفرار من في نوفمبر 2014، بدأت في العمل كناشطة للدفاع عن حقوق الإيزديين مستهدفة القضاء على الإتجار بالبشر ومطالبة العالم باتخاذ موقف صارم ضد استخدام الاغتصاب كسلاح حرب.
رباعي الحوار في تونس
منحت جائزة نوبل للسلام في عام 2015، الرباعي الراعي للحوار في تونس، وذلك تقديرًا "لمساهمتهم الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين في عام 2011".
وتتشكل الوساطة الرباعية، التي جنبت تونس العنف والاقتتال الداخلي وسمحت لها أن تنجح في عملية الانتقال الديمقراطي بعد سلسلة من الاغتيالات والاضطرابات الاجتماعية، من "الاتحاد العام التونسي للشغل" وأمينه العام حسين عباسي، و"الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية" ورئيسته وداد بوشماوي، و"الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين" وعميدها محمد الفاضل محفوظ، و"الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان" ورئيسها عبد الستار بن موسى.
ملالا يوسف و كايلاش ساتيارثي
أما جائزة نوبل للسلام لعام 2014، فمُنحت للباكستانية ملالا يوسف زاي، التي تعرضت لرصاص طالبان، بجائزة نوبل للسلام 2014، مناصفة مع ناشط حقوق الأطفال الهندي كايلاش ساتيارثي.
وكانت ملالا تبلغ وقتذاك تبلغ من العمر 17 عاما، وهي بذلك أصغر من حاز على جائزة نوبل سنًا في التاريخ.
وتعرضت ملالا إلى إطلاق نار من تنظيم طالبان في أكتوبر 2012 لأنها كانت تدافع عن تعليم البنات في بلادها، وبعد تعافيها من الإصابة، كتبت قصتها ووجهتها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي تعيش الآن في برمنجهام في بريطانيا.
أما ساتيارثي، وعمره 60 عاما، فكان يقتدى بالمهاتما غاندي، وقاد احتجاجات سلمية، "ضد استغلال الأطفال لأغراض مادية"، حسب ما أعلنته لجنة الجائزة في أوسلو.
باراك أوباما
جائزة نوبل للسلام لعام 2009 مُنحت لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما عن "لجهوده الاستثنائية من اجل تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب"، على ما اعلنت لجنة نوبل النروجية.
وقال رئيس لجنة نوبل النروجية ثوربيورين ياجلاند ان "اللجنة علّقت أهمية كبيرة على رؤية اوباما وجهوده من أجل عالم خال من الأسلحة النووية".
وكان أوباما، وهو أول أمريكي من أصل إفريقي يصبح رئيسا للولايات المتحدة، دعا لنزع السلاح والعمل على استئناف عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط منذ توليه منصبه في يناير الماضي.
نيلسون مانديلا وفريدريك ويليام دي كليرك
حاز مانديلا على جائزة نوبل للسلام عان 1993، مناصفة مع فريدريك ويليام دي كليرك، الذي شغل منصب آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا في الفترة بين 1989 و1994.
وولد مانديلا عام 1918، وتوفي في 2013، وشغل منصب رئيس جنوب أفريقيا بين عامي 1994 و1999، وكان أول رئيس أسود البشرة لجنوب أفريقيا، وانتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.
أنور السادات
حصل الرئيس الراحل أنور السادات على جائزة نوبل في السلام عام 1978، مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيجن، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1978.
ورفض السادات الذهاب بنفسه لتسلّم الجائزة، وأناب عنه المهندس سيد مرعى رئيس مجلس الشعب آنذاك، وفي حديث سابق لرقية السادات نجلة الرئيس الراحل، كشفت أن السبب وراء ذلك أنها كانت مناصفة بينه وبين بيجن، قائلة "وقتها والدي أحس أن بيجن لم يعمل مجهودا لبلده يستحق عليه الجائزة، فقرر عدم الذهاب".
وفاجأ السادات الجميع بزيارته التاريخية إلى القدس في 19 نوفمبر 1977، وألقى خطابه الشهير في الكنيست، وصافح رئيس الوزراء مناحم بيجين، في خطوة وصفها مذيع أمريكي: "وصل الإنسان إلى القمر وها هو السادات يصل إلى القدس".
وفي عام 1978 وبرعاية أمريكا ممثلة في الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، سافر السادات إلى الولايات المتحدة والتقى هناك بيجن في المنتجع الرئاسي الأمريكي كامب ديفيد، وبعد المفاوضات تم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
فيديو قد يعجبك: