في ذكرى رحيل ياسر عرفات.. إسرائيل تكشف عن خطتها لاغتياله في استاد بيروت
كتبت – إيمان محمود
في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السادسة عشر للزعيم والرئيس الراحل ياسر عرفات، رفعت إسرائيل السرية عن خطة أعدتها في أوائل الثمانينيات، لاغتيال أبو عمار وقادة منظمة التحرير الفلسطينية، قبل أن يتم إلغاء الخطة في اللحظات الأخيرة.
ففي يناير من العام 1982، وضع عملاء إسرائيليين كمية كبيرة من المتفجرات تحت وحول استاد كرة القدم في بيروت للقيام بتفجير "غير مسبوق حتى في لبنان"، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضابط إسرائيلي كبير شارك في العملية.
وكان من المفترض أن تقف ثلاث عربات مفخخة أخرى تحمل طنين اثنين من المتفجرات بجانب المدرج، ومع تدافع الناجين المذعورين من داخل الاستاد، كان من المقرر تفجير المركبات المفخخة عن بُعد، مما يؤدي إلى النهاية الدموية الكبرى للعملية".
وبحسب التقرير فإن العملية التي سُميت بـ"أوليمبيا"، كان الهدف منها القضاء على عرفات والقيادي وخليل الوزير "أبو جهاد" وصلاح خلف "أبو إياد"، وآخرين من قادة منظمة التحرير.
ويؤكد التقرير الذي نشرته الصحيفة الإسرائيلية مساء الخميس، أن هناك عدد قليل كانوا على علم بهذه الخطة، إذ تم تكليف وحدة سرية تنفذ عمليات الاغتيالات وتم إخفاء الأمر عن الكثير من العاملين بهيئة الأركان العامة والمخابرات الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن الخطة أوقفت في اللحظة الأخيرة، حيث ألغاها رئيس الوزراء آنذاك مناحيم بيجن قبل ساعات من تنفيذها، ففي صباح اليوم نفسه، عندما كان طريح الفراش في البيت، استدعى قادة الجيش الذين كانوا على علم بها، وأمرهم بوقف تنفيذ العملية، وعملياً بإلغائها.
ومع أن أحداً لا يعرف لماذا قرر بيجن التراجع، فإن التقديرات تشير إلى أن السبب يعود لوجود شخصيات أخرى غير فلسطينية في المهرجان، مثل قادة الحركة الوطنية اللبنانية، وممثلين عن الاتحاد السوفياتي، وغيره من الدول الاشتراكية، وبعض المسؤولين السياسيين الأوروبيين.
واستشهد ياسر عرفات في عام 2004، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله.
وولد "أبو عمار" في القدس المُحتل في الـرابع من أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.
كما شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فبراير 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري ويحيى حمودة، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.
ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من سبتمبر، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين.
وفي العشرين من يناير 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.
فيديو قد يعجبك: