"خسارة محرجة".. نظرة على أبرز دعاوى ترامب الفاشلة لقلب موازين النتيجة
كتبت- رنا أسامة:
ما أن أُعلِنت وسائل الإعلام الأمريكية فوز الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة، حتى سارع خِصمه الجمهوري دونالد ترامب في رفع عدة دعاوى قضائية بهدف قلب النتيجة لصالحه وعرقلة التصديق الرسمي على النتائج، لا سيّما في الولايات التي شهدت منافسة محتدمة، بالإضافة إلى إجراءات قانونيّة كثيرة تقدّم بها وباءت جميعها بالفشل حتى الآن.
وفق للنتائج المعلنة، فاز بايدن في كل ولاية بأصوات الهيئة الناخبة التي تُحدد في نهاية الطاف سيد البيت الأبيض الجديد، متجاوزًا العدد المطلوب والبالغ 270 صوتًا، بحصوله على 306 أصوات مقابل 232 لخصمه ترامب.
يرفض ترامب الإقرار بالهزيمة، مُدعيًا أن تزويرًا واسع النطاق شاب عملية التصويت، دون تقديم دليل أو سند واضح، فيما يجُر ذيول الخسارة من مراكز الاقتراع إلى أروقة المحاكم.
ففي غضون أسبوعين قدّم ما لا يقل عن 30 دعوى قضائية طعنًا في النتيجة. وقال مستشار الرئيس المُنتخب جو بايدن، جو بوير، إن 28 منها قوبِل بالرفض. الأمر الذي وصفه موقع "رولينج ستون" الأمريكي بـ"الخسارة المحرجة".
ومن المقرر أن تصوّت الهيئة الناخبة رسميًا على النتائج في 14 ديسمبر على أن تسبقها مصادقة من الولايات.
في التقرير التالي، يرصد "مصراوي" أبرز القضايا التي رفعها ترامب بلا طائل منذ إعلان فوز بايدن، في 5 ولايات حاسمة بهدف قلب موازين النتيجة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية:
أريزونا
القضية: حاول الحزب الجمهوري منع التصديق على فوز بايدن في أريزونا، وتحديدًا في مقاطعة ماريكوبا الأكثر اكتظاظًا بالسكان، لحين الحكم في دعوى تطالب بإعادة الفرز يدويًا لعينات من أوراق الاقتراع البريدي. وقال مسؤولون إن تدقيقًا لفرز الأصوات بالولاية أظهر عدم وجود اختلاف في النتيجة.
ماذا حدث؟ رفض جون هانا، قاضي الولاية في فينكس، تأجيل التصديق على نتائج الانتخابات، والطعن القانوني المُطالب بإعادة الفرز. ولم يقدم القاضي تفسيرًا، مُكتفيًا بالقول إن الدعوى "بلا جدوى". ووعد بتقديم شرح وافٍ لأسباب الرفض لاحقًا.
وفي دعوى منفصلة، طالب ترامب وحملته بإعادة فرز الأصوات يدويًا في فينيكس، مقر مقاطعة ماريكوبا، زاعمين أن بعض الأصوات رُفِضت بشكل غير صحيح. وفي 13 نوفمبر، رفض القاضي الدعوى بعد أن أقرّ محامو حملة ترامب بأن العدد القليل من "الأصوات المرفوضة" لن يقلب النتيجة لصالح الرئيس المُنتهية ولايته. والجمعة، صدّق قادة المقاطعة على النتيجة.
جورجيا
القضية: رفع المحامي المحافظ البارز لين وود دعوى تطالب بوقف التصديق على فوز بايدن في جورجيا. وزعمت الدعوى أن الولاية غيّرت بشكل غير قانوني طريقة التعامل مع بطاقات الاقتراع الغيابي، للناخبين الذين لم يحضروا إلى مراكز الاقتراع وصوّتوا عبر البريد أو الإنترنت أو من خلال وكلاء. ووصف نائب وزير خارجية جورجيا الدعوى بأنها "ادعاء سخيف لا أساس له".
ماذا حدث؟ رفض قاضٍ طلب وود إصدار أمر تقييدي مؤقت بوقف التصديق على النتيجة. وصادق حاكم ولاية جورجيا بريان كيمب على لائحة الناخبين بالولاية يوم الجمعة. فيما يبقى أمام ترامب حتى نهاية يوم الثلاثاء لطلب إعادة الفرز.
ميشيجان
القضية: رفعت حملة ترامب دعوى لمنع التصديق على نتائج الانتخابات في ميشيجان، زاعمة أن مسؤولي الانتخابات بالولاية "سمحوا بالتزوير وعدم الكفاءة لإفساد الانتخابات العامة لعام 2020". وادّعى الفريق القانوني لترامب أن مراقبيه مُنعوا من مشاهدة فرز الأصوات بشكل صحيح، وأنه تم عدّ الأصوات غير المؤهلة، وتجاهل اعتراض الجمهوريين على بطاقات الاقتراع.
وطلب المسؤولون الجمهوريون في ميشيجان من المجلس الانتخابي للولاية، تأجيل جلسة التصديق على نتائج الانتخابات لمدة أسبوعين، داعين إلى مراجعة الانتخابات الرئاسية في أكبر مقاطعة، ديترويت، بعد أن طعن الرئيس دونالد ترامب بالنتائج فيها.
ماذا حدث؟ اعترضت وزارة خارجية ميشيجان على الأمر، وقالت جوسلين بينسون إن "التأخير والتدقيق من هذا النوع، غير مسموح به بموجب القانون". ويُنتظر أن يجتمع مجلس خبراء التدقيق في ميشيجان، الذي يضم اثنين من الديموقراطيين واثنين من الجمهوريين، غدًا الاثنين، للمصادقة على النتائج.
نيفادا
القضية: طلبت حملة ترامب إبطال نتائج الانتخابات في نيفادا أو تنحيتها جانبًا وإعلانه فائزًا، بدعوى الإدلاء بأصوات غير قانونية أو غير لائقة، واستخدام الماسح الضوئي لمعالجة التوقيعات على بطاقات الاقتراع عبر البريد على نحو ينتهك قانون الولاية. وأعادت دعوى ترامب، المرفوعة الثلاثاء، الحجج التي رفضها القضاة في نيفادا وولايات أخرى بالفعل.
تزعم الدعوى أنه تم الإدلاء بأصوات موتى، ولم يُسمح بمراقبة عملية الفرز في نيفادا، علاوة على منح أشخاص في الأراضي الهندية الأمريكية حوافز بشكل غير قانوني للتصويت.
ماذا حدث؟ رفض قاض يوم الجمعة محاولة مجموعة مراقبة التصويت لمنع التصديق على نتائج الانتخابات على مستوى الولاية. ومن المقرر عقد جلسة استماع في 1 ديسمبر.
بنسلفانيا
القضية: تهدف إلى استبعاد ملايين الأصوات التي تم الادلاء بها عبر البريد في بنسلفانيا، زاعمة أن فيلادلفيا -أكبر مدن الولاية- و6 مقاطعات أخرى سمحت للناخبين بشكل خاطئ بإصلاح بعض مشكلات بطاقات الاقتراع عبر البريد والتي كانت ستُستبعد لأسباب فنية، مثل الافتقار إلى "مظروف السرية" أو توقيع ناخبين.
ماذا حدث؟ رفض قاض في بنسلفانيا شكاوى ترامب بشأن وقوع تزوير انتخابي على نطاق واسع في هذه الولاية، واصفًا إيّاها القضية "حجج قانونية بلا أساس واتهامات قائمة على تكهنات".
وكتب القاضي ماثيو بران في حكمه أن فريق ترامب قدم "حججًا قانونية تنم عن توتر، من دون أساس واتهامات مبنية على تكهنات" في شكاواهم بشأن بطاقات الاقتراع التي أرسلت بالبريد في بنسلفانيا.
وأضاف "في الولايات المتحدة لا يمكن أن يبرر هذا حرمان ناخب واحد من حق التصويت إن لم يكن كل ناخبي الولاية السادسة في عدد السكان" في البلاد، مؤكدا أن "شعبنا وقوانيننا ومؤسساتنا تتطلب المزيد".
فيديو قد يعجبك: