إثيوبيا تطرد كبير محللي "الأزمات الدولية" وتحذر مراسلي الوكالات الأجنبية
كتب- محمد صفوت
قالت مجموعة الأزمات الدولية، اليوم الأحد، إن إثيوبيا طردت كبير محلليها في أديس أبابا وليام دافيسون، دون تقديم أسباب رسمية، مرجحة أن طرده يرجع بسبب الصراع القائم حاليًا بين الحكومة الإثيوبية وإقليم تيجراي.
وذكرت المجموعة عبر موقعها الإلكتروني، مساء اليوم الأحد، أن ترحيل كبير محلليها في إثيوبيا يعود بلا شك للصراع في إقليم تيجراي، بسبب الوضع في البلاد وحساسية الحكومة الإثيوبية تجاه وجهات النظر التي لا تتوافق مع خطابها بشأن الصراع.
وأكدت أنه في نفس اليوم الذي رحلت فيه السلطات الإثيوبية محللها دافيسون، أصدرت الحكومة رسائل تحذيرية لمراسلين وكالة رويترز للأنباء، وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ودويتشه فيله الألمانية في إثيويبا.
وقالت إنه في ٢٠ نوفمبر الجاري، استدعى مسؤولو الهجرة في إثيوبيا، دافيسون، وأبلغوه بضرورة مغادرة البلاد على الفور، دون تقديم أسباب واضحة ورسمية للقرار، وسافر في اليوم التالي إلى بريطانيا، عقب ذلك برر مسؤول بمكتب آبي أحمد، سبب ترحيل دافيسون بأن تصريح عمله ألغي بسبب انتهاكات تتعلق بقانون العمل في البلاد.
يشار إلى أن مجموعة الأزمات الدولية، تأسست في 1995، ومقرها الرئيسي في بروكسل، وهي منظمة مستقلة، تقوم بأبحاث ميدانية بشأن الصراعات المندلعة في العالم، وتقدم تحليلاً لها كما تتواصل مع جميع أطراف، وتسعى إلى تقديم توصيات محايدة لإنهاء الصراع بشكل سلمي عبر التفاوض، وتُعد واحدة من المصادر العالمية للتحليلات ومن خلال المشورة التي تقدمها للحكومات، والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، من خلال فريق عمل في نحو ٦٠ دولة حول العالم.
وشددت المنظمة أنها لا تنحاز إلى أي طرف في أي صراع وتقدم وجهة نظرها بشكل محايد للأطراف المعنية، مشيرة إلى أنها منذ بداية الصراع في إثيوبيا الذي اندلع في ٤ نوفمبر الجاري وأودي بحياة المئات، قامت بدورها في حل النزاعات وتجاه المدنيين المحاصرين في تيجراي.
وأوضحت أنها منذ بداية الأزمة سارعت في شرح وجهات النظر بشأن الصراع، للسلطات الإثيوبية وحكومة تيجراي، وحثتهما على اللجوء إلى الحلول السلمية والتفاوض بدلاً من الدخول في حرب بين الطرفين.
وأشارت إلى أن محللها منذ بدء عمله معها في 2019، اتبع نفس نهج المنظمة الهادف لحل النزاعات بشكل سلمي، وقدم عشرات التقارير بشأن الأزمة الحالية وقبلها أزمة سد النهضة.
وأعرب روبرت مالي، المدير التنفيذي للمجموعة، عن أسفه لترحيل محلل المجموعة في إثيوبيا، لاسيما في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة لإنهاء الصراع بأسرع وقت ممكن.
وأكد أنه حال أرادت الحكومة الإثيوبية حل الأزمة فعليها الاستماع إلى الأصوات المستقلة الأكثر انفتاحًا على الديمقراطية بدلاً من السعي لاسكاتها.
ومنح رئيس الوزراء الإثيوبية أبي أحمد، اليوم الأحد، مسلحي جبهة تحرير تيجراي، مهلة 72 ساعة لتسليم أنفسهم، وإلا شن هجوم على عاصمة الإقليم.
وقال أحمد، حسبما نقلت عنه وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن المرحلة الثالثة والأخيرة من العمليات بإقليم تيجراي تشمل تقديم الخونة في "جبهة تحرير شعب تيجراي" للعدالة.
وأعلن الجيش الإثيوبي، اليوم الأحد أنه سيقوم بتنفيذ عملية عسكرية باستخدام الدبابات بهدف حصار عاصمة تيجراي ميكيلي، وفقًا لما أفادت به وسائل إعلام رسمية. وحذر الجيش المدنيين من احتمالية استخدام المدفعية لقصف المدينة.
وتتجاهل إثيوبيا الدعوات الدولية الهادفة إلى وقف تصعيد النزاع الذي دفع بعشرات الآف الأشخاص للنزوح وسط مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.
هذا واستقبلت ولايتا القضارف وكسلا (شرق السودان) أكثر من 30 ألف لاجئ إثيوبي، منذ اندلاع الصراع في إقليم تيجراي، المتاخم لحدود الولايتين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، عملية عسكرية في 4 نوفمبر ضد الجبهة التي يتهمها بالسعي إلى تقويض الحكومة الفدرالية ومهاجمة قاعدتين عسكريتين للجيش الإثيوبي في المنطقة، وهو ما تنفيه سلطات تيجراي.
فيديو قد يعجبك: