متى يُقنع الجمهوريون ترامب بهزيمته أمام بايدن؟
القاهرة - أ ش أ
رغم مرور أسبوعين على إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية ، لم ينجح الحزب الجمهوري إلى الآن في إقناع ترامب بالاعتراف بالهزيمة والعمل على انتقال السلطة بشكل سلس فى يناير القادم ، وآثر الجمهوريون صمتا مريبا دفع المراقبين إلى التساؤل " متى يعترف ترامب بهزيمته ويعلن بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة ؟ " .
ويرى المؤرخ الرئاسي دوجلاس برينكلي، الأستاذ بجامعة "رايس" بولاية تكساس، أن ممارسات ترامب التي باتت "تشكك في الديمقراطية الأمريكية " تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الطريقة التي يتعامل بها الجمهوريون تجاهه، رغم علمهم أن محاولات ترامب يائسة في ظل الانتكاسات القانونية المتتالية التي مني بها في محاولاته المضنية غير المسبوقة، في عدة ولايات أمريكية لإقناع أنصاره بأنه الفائز محاولات التخفيف من صدمة هزيمته .
واعتبر أن مسعى الرئيس ترامب وتكراره أنه هو الفائز ، محاولة بائسة من رئيس لدحض إرادة الناخبين ، والتي أخفقت في إقناع الجمهوريين بالولايات التي خسرها مثل ميشيجان ، بتصديق نظريات المؤامرة التي يروج لها دون سند أو تقديم أدلة على التزوير.
من ناحيته ، يرى زياد الشمري المدير التنفيذي لمعهد كويزار الدولي في العاصمة واشنطن دي سي ، أن الحزب الجمهوري يناور مع ترامب باستراتيجية "نزيف الوقت"، حيث حدد النظام الانتخابي الأمريكي لكل ولاية من الولايات الخمسين طريقتها في المصادقة على نتائج الانتخابات، حيث يفضل الجمهوريون تفادي استفزاز الرئيس، وانتظار أن تتضح الأمور مع مرور الوقت ، وتلك هي الاستراتيجية التي استخدمها الحزب طيلة فترة رئاسة ترامب ، وهي البقاء بالقرب منه حتى لا ينفر أنصاره الذين يحتاج المرشحون الجمهوريون إلى اصواتهم فى الانتخابات التشريعية التكميلية .
ويظل السؤال المطروح في الولايات المتحدة وخارجها متى سيعترف ترامب بهزيمته؟ هناك حديث يدور حديث عن احتمال عدم مشاركته في مراسم الاستلام والتسليم في العشرين من شهر ديسمبر المقبل ، وهل توجد نية لاستثمار فكرة تزييف الانتخابات لإبقاء ناخبيه في حالة تعبئة كي يظل ترامب يحتل الصدارة لدى الجمهوريين استعدادا لانتخابات 2024 الرئاسية ؟
ويرى المراقبون أن مرد الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها يرجع إلى قناعة الجمهوريين بأنهم مرهونون بأنصار ترامب الذين يحتاجون إلى أصواتهم، في انتخابات الإعادة المقبلة لمقعدي مجلس الشيوخ في جورجيا التي ستقرر أي من الحزبين سيسيطر على المجلس في يناير المقبل .
وتذهب تقارير أمريكية إلى أن فريق ترمب يعلق آماله على محاولة لدفع المجالس التشريعية الخاضعة لسيطرة الجمهوريين في الولايات الحاسمة التي فاز بها بايدن لتنحية النتائج جانبا وإعلان ترمب فائزا بالتصويت ، حيث يركز الجمهوريون حاليا على بنسلفانيا وميشيجان ، لكن حتى وإن تحولت الولايتان لصالح ترامب فسيحتاج إلى قلب نتيجة التصويت في ولاية ثالثة للتفوق على بايدن في المجمع الانتخابي وإجراء كهذا سيكون سابقة في التاريخ الأمريكي الحديث.
وفي ذات التوقيت ، يواصل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن جهوده للانتقال في 20 يناير المقبل إلى البيت الأبيض ، موسعاً في الوقت ذاته فارق فوزه إلى أكثر من ستة ملايين صوت عن منافسه الرئيس دونالد ترمب الذي لا يزال يقود حملة لا هوادة فيها على نزاهة الانتخابات ، معتبراً أنها "مزورة" ورافضاً الإقرار بهزيمته.
ومع استمرار فرز الأصوات في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة الأمريكية، حصل نائب الرئيس السابق على نحو 80 مليون صوت ، في أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فيما نال ترامب ما يصل إلى 74 مليون صوت، علماً أيضاً بأن بايدن حصل على 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتاً لترامب .
ورغم ما يحاول الرئيس ترامب تسويقه أمام أنصاره ، إلا أن الإعلان باعتبار بايدن رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية ، قاب قوسين من التتويج، مع اقتراب موعد انتهاء مصادقة الولايات على نتائج الاقتراع الخاصة بها ، فمن المتوقع أن تصدق الولايات جميعها على نتائج الانتخابات بحلول السادس من ديسمبر القادم ، كما يتطلع المشرعون الجمهوريون إلى الموعد النهائي الذي حدده "المجمع الانتخابي" في الرابع ديسمبر، بصفته النهاية الرسمية لفترة ولاية ترامب ، وفي هذه الحالة سيقوم الحزب الجمهوري بالتسليم بفوز بايدن رئيساً وخسارة ترامب.
وفى العشرين من نوفمبر الجارى ، صادقت جورجيا على نتائجها بعد أن توصلت عملية إعادة فرز للأصوات إلى أن بايدن فاز بهامش 12670 صوتاً، ليصبح أول مرشح رئاسي ديمقراطي يفوز بالولاية منذ عام 1992، ومن المقرر أن تصدق ميشيجان وبنسلفانيا على نتائجها في 23 نوفمبر، وإيرزونا في 30 نوفمبر وستتبعها ويسكونسن ونيفادا في أول ديسمبر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: