إعلان

حكاية الطفل الأمريكي الذي أُجبر على تهديد ترامب في فيديو لتنظيم الدولة الإسلامية

03:26 م الإثنين 23 نوفمبر 2020

ماثيو مع أمه وزوجها قبل توجه الأسرة إلى الرقة.

واشنطن- (بي بي سي):

تحدث صبي أمريكي، أجبر على تهديد الرئيس دونالد ترامب في مقطع فيديو لتنظيم الدولة الإسلامية، عن معاناته عندما أخذته والدته إلى سوريا قبل أعوام.

وأعرب عن شعوره بالراحة بعدما عاد إلى وطنه، الولايات المتحدة، قائلا لبي بي سي: "حدث ما حدث وانتهى. وأصبح كل شيء وراء ظهري الآن".

ويبلغ ماثيو الآن 13 عاما، ويعيش مع والده منذ عام، بعد أن أعاده الجيش الأمريكي إلى وطنه في عام 2018.

وتلقى ماثيو جلسات في الرعاية النفسية لمساعدته في التعامل مع كل ما حدث له، والتأقلم معه بشكل جيد.

وكان ماثيو في العاشرة من عمره عندما صور وهو يبلغ ترامب بأن عليه الاستعداد لمعركة على الأراضي الأمريكية، وذلك بعدما سافرت به والدته إلى مناطق كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال موضحا: "كنت صغيرا جدا ولم أفهم حقا أي شيء مما حدث".

وقد توفي زوج أمه، موسى الحساني، فيما يشتبه بأنه هجوم بطائرة بدون طيار في صيف عام 2017، بينما أدينت والدته، سامانثا سالي، في وقت سابق من هذا الشهر بتمويل الإرهاب وحُكم عليها بالسجن لست سنوات ونصف.

متى بدأت الحكاية؟

كان ذلك في أبريل 2015 عندما عبرت عائلة أمريكية عادية إلى أراضي تنظيم الدولة الإسلامية من مقاطعة سانليورفا التركية الحدودية.

وتحدث ماثيو عن محنته لأول مرة في برنامج بانوراما على بي بي سي وبرنامج فرانت لاين في الولايات المتحدة، فقال: "ركضنا عبر منطقة كانت مظلمة جدا. كان ذلك ليلا، وكان هناك الكثير من البقع العشوائية من الأسلاك الشائكة ... لم أكن أفكر في شيء إلا مواصلة الجري".

وفي مدينة الرقة التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يقول إنها عاصمته، وصل زوج أم ماثيو، الحساني، للتدريب العسكري، وأصبح قناصا في التنظيم.

وكان ماثيو في الثامنة من عمره، حينما بذل جهدا كبيرا في التعرف على موطنه الجديد.

وقال: "عندما كنا في الرقة في البداية، كنا نعيش في أطرافها. وكان الجو صاخبا جدا، وكانت طلقات الرصاص شيئا طبيعيا. ومن حين لآخر نسمع صوت انفجار عشوائي، من بعيد، لذلك لم يكن لدينا ما يدعو إلى القلق".

ولكن في أوائل عام 2017، أرسلت والدته رسالة بريد إلكتروني إلى أختها في الولايات المتحدة مناشدة إياها وهي يائسة بمساعدتها ماليا حتى تهرب الأسرة، وأرفقت مقاطع فيديو مزعجة للغاية لماثيو.

وفي أحد هذه المقاطع، أجبر الحسني ماثيو على تجميع حزام ناسف. وأدى ماثيو، بناء على تعليمات زوج أمه، دور من يرحب برجال الإنقاذ الأمريكيين المحتملين، ثم قتلهم بتفجير الحزام.

وفي مقطع آخر، شوهد وهو يفكك ببندقية محشوة بالرصاص، وقد تحداه زوج أمه أن ينتهي من ذلك في أقل من دقيقة.

مع تكثيف غارات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، الجوية على الرقة، أصابت قنبلة منزلا مجاورا، وانهار المنزل على بيت أسرة ماثيو، الذي أخذ يتحسس طريقه بين الأنقاض والغبار.

وبحلول أغسطس 2017، كانت الرقة في حالة خراب، لكن تنظيم الدولة الإسلامية كان لا يزال يتوقع النصر، وأجبر ماثيو على إرسال رسالة تحد. ونشر التنظيم مقطع فيديو له، وهو في العاشرة من عمره حينها، يهدد فيها رئيس الولايات المتحدة.

وقال ماثيو في الفيديو: "رسالتي إلى ترامب دمية اليهود: الله وعدنا بالنصر ووعدك بالهزيمة".

"هذه المعركة لن تنتهي في الرقة أو الموصل. ستنتهي في أراضيكم ... فاستعدوا، فقد بدأ القتال للتو."

وقال ماثيو في مقابلته مع بي بي سي إنه لم يكن أمامه خيار إلا المشاركة في الفيديو، بسبب نوبات غضب زوج أمه.

وقتل بعد ذلك بوقت قصير، الحساني في غارة يشتبه أنها بطائرة بدون طيار. وقال ماثيو: "كنت سعيدا لأنني لم أحبه".

وتمكنت والدة ماثيو، سامانثا سالي، بعد ذلك من دفع بعض المال لمهربين لإنقاذ نفسها وأطفالها الأربعة من أراضي التنظيم، وإخفاء ماثيو داخل برميل على ظهر شاحنة أثناء مرورها عبر نقاط تفتيش التنظيم.

وعندما وصلوا إلى الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، احتجزوا في معسكر اعتقال، وهناك وفي شتاء عام 2017 بدأ برنامج بانوراما التحدث إلى سالي لأول مرة.

قالت إن زوجها خدعها بنقل عائلتها إلى سوريا، وإنها لم تكن تعرف ما الذي كان يخطط له.

وقالت إنه بمجرد وصوله إلى الرقة، أصبح عنيفا تجاهها. واعترفت بأنهم اشتروا فتاتين أيزيديتين واسترقوهما، وأن زوجها كان يغتصبهما بانتظام.

واستمرت متمسكة بقصة خداعها بعد عودة العائلة إلى الولايات المتحدة، حتى وهي في السجن في انتظار المحاكمة.

حقيقة القصة

وكشف برنامج بانوراما أدلة تقوض هذه القصة.

وقال أحد أفراد عائلة الحساني إن موسى أصبح مهووسا بتنظيم الدولة الإسلامية في الأشهر التي سبقت مغادرة الأسرة للولايات المتحدة، وإنه رآه يشاهد دعاية للتنظيم، بما في ذلك مقاطع فيديو لعمليات إعدام.

كما تذكرت صديقة لسامانثا سالي محادثة معها قالت فيها إن زوجها أخبرها أنه قد استدعي للانضمام إلى "الجهاد".

واكتشف البرنامج أيضا أن الأم سافرت غير مرة إلى هونغ كونغ في الأسابيع التي سبقت ترك الأسرة للولايات المتحدة، وأنها أودعت ما لا يقل عن 30 ألف دولار نقدا، وذهبا في صناديق ودائع آمنة.

ثم أقرت بالذنب بعد ما يقرب من 12 شهرا في السجن واعترفت بتمويل الإرهاب كجزء من صفقة إقرارها بالذنب.

واكتشف ممثلو الادعاء أنها ساعدت في تصوير مقاطع فيديو شارك فيها ابنها ماثيو.

ووصف ماثيو شعوره بالعودة إلى التراب الأمريكي فقال: "إن الأمر يشبه ارتداء ملابس ضيقة أو جوارب وأحذية ضيقة طوال اليوم ثم خلعها بعد ذلك، والشعور بالراحة والاسترخاء في حمام ساخن. إنه شعور طيب بالارتياح".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان