"رحلة الهروب من الحرب".. إثيوبيون يروون معاناتهم في طريق اللجوء (فيديو)
كتب- محمد صفوت:
لا تزال عملية تدفق اللاجئين الإثيوبيين إلى السودان مستمرة، في خضم الصراع القائم بين الحكومة الإثيوبية وقوات إقليم تيجراي في الشمال، الذي اندلع في 4 نوفمبر الجاري، وتسبب في مقتل المئات وفرار الآلاف من الحرب.
وذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، في تقرير لها أن مئات عشرات الآلاف من الإثيوبيين في تيجراي فروا من الاضطهاد العرقي مع احتدام الحرب الأهلية في منطقة تيجراي، مشيرة إلى أن معظمهم لا يملكون شيئًا.
يظهر الفيديو الذي نشرته "سكاي نيوز" عملية الفرار من الحرب، التي قد تستغرق السير لمدة تصل إلى 12 يومًا في الحر الشديد والجبال الوعرة مع القليل من الطعام اللازم للمعيشة؛ للوصول إلى الحدود السودانية.
وقالت الشبكة الإخبارية في تقريرها، إن اللاجئين الإثيوبيين يحصلون على سوارٍ معصميٍ (استخدم آخر مرة خلال مجاعة إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي)، بعد وصولهم لمناطق اللاجئين على الحدود السودانية، ما يمنحهم الحق في الحصول على المؤن الأساسية في مخيم للاجئين.
على تل يطل على أحد روافد النيل، تجمع مئات الفارين من الحرب في تيجراي، لبدء رحلتهم إلى السودان هربًا من حكومة آبي أحمد، التي توعدت بقصف الإقليم ومنحت سلطاته مهلة 72 ساعة للاستسلام.
ويقول أبيدوم تكلار مريم وهو موظف حكومي في الإقليم، وأحد الفارين من الحرب في تيجراي، إنه هرب مع زوجته وابنه ذي العشرة أعوام من الصراع القائم حاليًا، مشيرًا إلى أنهم شرعوا في رحلة الهروب دون طعام أو شراب يكفي حاجتهم الطبيعية، وساروا نحو ١٠ أيام على الأقدام للوصول إلى الحدود السودانية.
وانفجر أحد الهاربين بالبكاء وهو يروي وقائع قتل ابنه ذي الثانية عشرة سنة على يد القوات الإثيوبية، الذين أجبروهم على مغادرة منازلهم.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 40 ألف مدني فروا من الحرب في تيجراي إلى السودان المجاور طلبًا للجوء.
ونقلت "سكاي نيوز" تصريحًا على لسان مصادر عسكرية لم تكشف عن هويتهم قولهم، إن القوات الحكومية تحتجز أعدادًا كبيرة من اللاجئين وتمنعهم من الفرار إلى السودان.
في قوارب معدنية غير مستقرة شرع الآلاف في رحلة الهروب من الحرب إلى السودان، وفي ذلك الجزء الأخير من رحلتهم للجوء في السودان المجاورة اكتظت المراكب بالإثيوبيين، في نهر تكيزي الذي يشكل حدودًا طبيعية بين إثيوبيا والسودان.
ويروى أحد اللاجئين كيف وصلوا إلى المرحلة الأخيرة في رحلة اللجوء، قائلاً: "لقد استغرق الأمر 12 يومًا للوصول إلى هنا، كان علينا أن نعيش في الغابة، لكننا الآن وصلنا وفي طريقنا إلى السودان".
وتقول أخرى وهي أم لثمانية أطفال: "ملابسنا ومنزلنا وأموالنا أخذوها، ليس لدينا أي شيء.. جئنا عراة".
على الجانب الآخر من النهر، يصعد الوافدون الجدد إلى أعلى التل ويتجهون نحو خيمة تديرها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث يضعون سوارًا على المعصم به رمز يخول لهم الحصول على المؤن الأساسية وبطانية إضافة إلى مقعد في حافلة متجهة إلى مخيم للاجئين يقع على بعد 10 إلى 12 ساعة، بالنسبة للكثيرين منهم يشير ذلك إلى بداية شيء غير مألوف بشكل مخيف.
وتتوقع الأمم المتحدة بأن يصل عدد اللاجئين من الإقليم الإثيوبي إلى حوالى 200 ألف لاجئ في الفترة المقبلة.
وقال بابار بالوش المتحدث باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين في جنيف، خلال مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، إن هناك حاجة عاجلة لمساعدة اللاجئين الإثيوبيين في الوصول إلى السودان، مشيرًا إلى أن العاملين في معبر الحميدية الحدودي بولاية كسلا ومعبر لوجدي بولاية القضارف السودانيتين يواصلون تسجيل آلاف الوافدين الجدد كل يوم، لافتا إلى أنه تم نقل ما يقرب من 5 آلاف لاجئ من الحدود إلى مستوطنة أم ركوبة التي تبعد 70 كيلومترًا داخل السودان.
قال بالوش إن أعداد النازحين داخليًا في إثيوبيا بسبب القتال في إقليم تيجراي تتزايد يومًا بعد يوم من الصراع، حيث لايزال هناك صعوبة في الوصول إلى المحتاجين منهم إلى جانب عدم القدرة على نقل إمدادات الإغاثة إلى المنطقة، معربا عن قلق متزايد بشأن سلامة وأمن جميع المدنيين في تيجراي بمن في ذلك 100 ألف لاجئ إريتري يقيمون في أربعة مخيمات.
فيديو قد يعجبك: