إعلان

الروس بين الشكوك والآمال بشأن اللقاح المضاد لكورونا

01:25 م الجمعة 27 نوفمبر 2020

أرشيفية

موسكو- (د ب ا):

عند سؤال فاسلي، 47 عاما، الذي يعمل في مجال الكهرباء، ما إذا كان يرغب في المشاركة في اختبار لقاح ضد فيروس كورونا تنتجه روسيا، قال إنه يرى أن هذه فرصة جيدة.

وقال إنه يريد أن يحصل على اللقاح لمنع الاصابة بالفيروس المميت. ولكن هناك عاملا أخرا وراء استعداده للتطوع بالمشاركة في هذا الاختبار.

وقال في محادثة هاتفية" لا أريد أن أفقد عملي"، موضحا أن إجراءات الحجر الصحي التي فرضها الدولة أثرت بالفعل على عمله.

وتعد موسكو، عاصمة روسيا وأكبر مدنها، مركز مواجهة الدولة ضد الفيروس. و في ظل ارتفاع حالات الاصابة الجديدة بالفيروس خلال الأسابيع الماضية، يمكن أن يكون اللقاح، الذي يتم تجربته الآن على نحو 40 ألف متطوع، بمثابة منحة إلهية.

ولكن هناك مخاوف قائمة بشأن سلامة اللقاح، حيث أنه يعد أول لقاح في العالم توافق حكومة على استخدامه على نطاق واسع.

وأثار اللقاح، الذي صدقت الحكومة على استخدامه في آب/أغسطس الماضي، جدلا بين الأوساط العلمية في ظل تساؤلات بشأن ما إذا كان قد تم اختبار اللقاح بصورة كافية.

وقد أظهر استطلاع أجراه مركز ليفادا، أكبر مركز مستقل لاستطلاع الرأي في روسيا، الشهر الماضي، أن أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع، نحو 59%، لا يعتزمون الحصول على اللقاح. في حين قال 36% أخرون إنهم سوف يتلقونه.

وقالت ناتاليا، 59 عاما، وهي متقاعدة ومن منطقة موسكو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) " لا، لن أجرب هذا اللقاح" ، مضيفة " أعتقد أنه مازال في مراحله الأولية. لقد تم إنتاجه واختباره سريعا للغاية".

وأعربت ستانسلافا، وهي أيضا من سكان موسكو، عن شكوك مماثلة بشأن اللقاح، وقالت إنها سوف تنتظر نتيجة الاختبارات قبل أن تفكر في الحصول على اللقاح.

وأضافت ستانسلافا التي تعمل مدرسة لغة، 46 عاما، " أنا مترددة في حقيقة الأمر" ، موضحة" حتى الآن لم يتم اختبار اللقاح بصورة ملائمة. سوف انتظر حتى يختبره عده أشخاص أعرفهم، ومن بينهم أطباء، ويوصون بالحصول عليه".

ومن المتوقع أن تبدأ روسيا، التي تعد خامس أكبر دولة من حيث عدد الاصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم، حيث سجلت أكثر من 8ر1 مليون حالة حتى الآن، في توفير اللقاح على نطاق واسع في ديسمبر أو يناير المقبلين، بحسب ما قاله مسؤولون بارزون.

وكانت الشركة المصنعة للقاح قد أصدرت بيانات اختبار أولية من أجل مراجعتها دوليا، وقالت المجر مؤخرا إنها سوف تختبر اللقاح، لتكون بذلك أول دولة أوروبية تقوم بذلك.

وكان اقتصاد روسيا المتعثر بالفعل قد تضرر مطلع هذا العام من إجراءات الإغلاق المؤقتة التي جرى فرضها في معظم أنحاء البلاد من أجل منع تفشي الفيروس.

وقد تفاقم التدهور الاقتصادي نتيجة التراجع العالمي في التجارة بسبب الجائحة، مما أدى لانخفاض أسعار النفط والصادرات الأخرى الرئيسية للاقتصاد الروسي الذي يعتمد على السلع.

وبسبب هذه الأوضاع، خسرت العملة الروسية " الروبل" ربع قيمتها أمام الدولار هذا العام، لتنخفض من 61 روبل لكل دولار في بداية يناير الماضي إلى نحو 77 روبل لكل دولار حاليا.

وتعتبر روسيا أن اللقاح، الذي ينتجه معهد "جاماليا" الاتحادي لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة، سبيلا للخروج من الأزمة.

وتم إطلاق اسم " سبوتنيك " V على اللقاح، تيمنا باسم أول قمر اصطناعي في العالم يدخل المد ار. ويعد قمر سبوتنيك 1 الاصطناعي انتصارا للاتحاد السوفيتي على الولايات المتحدة الأمريكية في السباق الفضائي خلال أواخر خمسينيات القرن الماضي.

وقام الرئيس الروسي فلادمير بوتين بتدشين اللقاح شخصيا، وقال إن ابنته حصلت عليه، ومن أسوأ أثاره الجانبية الاصابة بحمى مؤقتة وخفيفة.

وقال فاسيلي، الذي تطوع في اختبارات اللقاح، إنه عانى من حمى خفيفة بعد الجرعة الأولى، ولكنها اختفت سريعا. وأضاف أن الدولة طمأنته أنه سوف يحصل على خطة رعاية صحية جيدة أثناء خضوعه لتجربة اللقاح.

وقال اليكسي، 40 عاما، الذي يعمل مدرسا في موسكو، وأحد المتطوعين في تجربة اللقاح، إنه لم يعان من أي أثار جانبية قوية غير ربما زيادة مؤقتة في الحساسية بالنسبة للضوء الساطع. وأضاف أن الحساسية اختفت سريعا.

وكان اليكسي قد سئل في المدرسة التي يعمل بها ما إذا كان يريد المشاركة في التجربة. وقال لوكالة (د.ب.ا) إنه أراد المشاركة لمساعدة الأخرين وتخفيف الشكوك بشأن اللقاح.

وقالت روسيا إن اللقاح، الذي يتم إعطاؤه على هيئة حقنتين منفصلتين الفرق بينهما ثلاثة أسابيع، أظهر نسبة كفاءة أكثر من 90%، وهى نسبة مماثلة لكفاءة اللقاح الذي تطوره شركتا فايزر الأمريكية وبيونتيك الألمانية.

وقال اليكسي هاتفيا" أردت أن أشارك لإثبات أن اللقاح لا ينطوي على احتيال"، مضيفا" أريد أن تعود الحياة لطبيعتها".

فيديو قد يعجبك: