الانتخابات الأمريكية: كيف تتعامل وسائل الإعلام مع فوز ترامب المُحتمل؟
كتبت- هدى الشيمي:
تستعد وسائل الإعلام في كل مكان بالولايات المتحدة لتغطية الانتخابات الرئاسية التي يُنظر عليها باعتبارها الأكثر أهمية في تاريخ البلاد، وسط احتمالات بأن تعيش أمريكا ليلة مليئة بالفوضى وسط توقعات بإعلان ترامب انتصاره، مساء اليوم الثلاثاء، قبل إعلان النتائج الرسمية لعملية الاقتراع وفرز الأصوات.
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته والذي يتوق للفوز بمدة رئاسية ثانية أعرب عن نيته في إلقاء خطاب، ربما يكون مليئًا بالمعلومات الخاطئة والمزيفة، مساء الثلاثاء حسب التوقيت المحلي الأمريكي، فيما تقف وسائل الإعلام مرتبكة ولا تعرف ما إذا كان من المفترض بها بث الخطاب أم لا.
"علاقة مُضطربة"
وما يزيد الأمر تعقيدًا بالنسبة لوسائل الإعلام، حسب الجارديان، هو أن أي معلومات خاطئة من شأنها إشعال فتيل العنف، وزيادة حدة الانقسام، وتقويض العملية الديمقراطية.
ويعكس هذا الصدام في المسؤوليات العلاقة المضطربة التي جمع بين ترامب ووسائل الإعلام على مدى السنوات الأربع الماضية.
يتناغم إعلان ترامب عن انتصاره في الانتخابات مع تشكيكه المستمر في مصداقية الانتخابات، ونزاهة عملية الاقتراع عبر البريد، وزعمه مرارًا وتكرارًا بأنها يسهل تزويرها دون تقديم أي دليل على ذلك.
ترى الجارديان أن مزاعم ترامب تلك تهدف إلى خلق حالة من الوهم بأن الانتخابات تُسرق منه في بعض الولايات مثل بنسلفانيا، ومن أجل تحقيق التوازن في الولايات المتأرجحة والتي من المُقرر أن تستمر فيها عملية جمع واحتساب الأصوات حتى اليوم التالي للانتخابات.
"ادعاء بلا جدوى"
أشار جاك تابر، كبير مراسلي شبكة "سي إن إن" في واشنطن، إلى أن أي ادعاء سابق لأوانه بالفوز في الانتخابات سيكون بلا جدوى ولا معنى له من الناحية الانتخابية، وشبه الأمر بتفاخر مدرب كرة القدم بفوز فريقه في الشوط الأول من المباراة.
قال تابر: "الأمور لا تسير على هذا النحو، والأمر لا يعود له".
"معضلة كبيرة"
في الوقت نفسه، يضع خطاب ترامب الخاص بالفوز وسائل الإعلام الأمريكية أمام مُعضلة كبيرة، كيف لها أن تغطي خطاب النصر الرئاسي على الهواء مباشرة، وهي تعلم أنه قادر على احداث خلاف عام خطير؟
قالت فيفيان شيلر، الرئيس السابق والرئيس التنفيذي للإذاعة الوطنية العامة وكذلك واحدة من أكبر المسؤولين الرقميين في شبكة "إن بي سي"، إن المؤسسات الإخبارية ليس لديها أي عذر لعدم استعدادها وجاهزيتها لمثل هذا الاحتمال.
وحسب شيلر، فإن عناوين مثل "ترامب يُعلن انتصاره"، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تشكل الرأي العام، وتصبح سلاحًا ضد الحقيقة والثقة في العملية الديمقراطية. وشددت على أهمية تصدي وسائل الإعلام لمناورات ترامب، ويتمثل ذلك في وضع شريط على الشاشة فوق خطاب ترامب لتذكير المشاهدين بأنه لا يزال يتم عدّ الأصوات ولا تزال هوية الفائز بالانتخابات مجهولة.
وأضافت: "إذا استمر خطاب ترامب لأكثر من دقيقة ودقيقتين وكان مليء بالأكاذيب، فمن الضروري قطع البث المباشر، والانتقال إلى المراسل الذي يذكر المشاهدين بأن النتائج لم تُحسم بعد، ويستعرض أمامهم الحقائق المثبتة والحقيقية حتى تلك اللحظة".
كذلك تشكل الانتخابات تحديًا كبيرًا لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تكافح- حسب الجارديان- من أجل التصدي للمعلومات الخاطئة والحقائق المُختلقة. قالت إدارة فيسبوك إنها ستحجب أي إعلانات سياسية على منصاتها بعد انتهاء عملية الاقتراع اليوم الثلاثاء، كمساهمة منها في حماية نزاهة التصويت.
والشهر الماضي، أعلن موقع تويتر عدم السماح لكلا المرشحين، ترامب وبايدن، الإعلان عن فوزهما في الانتخابات حتى إعلان النتيجة بشكل رسمي، أو على الأقل إعلان النتائج في اثنين من أكبر وأهم وسائل الإعلام في البلاد والمعترف بها رسميًا.
فيديو قد يعجبك: