"إف بي آي" يحذّر من عنف محتمل في بورتلاند على صلة بالانتخابات
واشنطن- (أ ف ب):
حذّر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" من احتمال اندلاع مواجهات مسلّحة على صلة بالانتخابات الأميركية الثلاثاء في بورتدلاند، في وقت تستعد المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد والتي تحوّلت إلى رمز للانقسامات العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة لاضطرابات ممكنة.
ولا تزال المدينة التي تعد جيبا ليبراليا في ولاية أوريغون تعيش تداعيات صيف شهد مسيرات حاشدة مناهضة للعنصرية أججها وصول ضباط فدراليين وميليشيات يمينية، بما فيها مجموعة تعرف باسم "براود بويز".
وعززت انتخابات الثلاثاء التي قد يتم فيها إما إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب أو هزيمته على أيدي خصمه الديموقراطي جو بايدن، المخاوف من إمكانية اندلاع المزيد من أعمال العنف في الشوارع.
ووضعت الأعمال التجارية في وسط المدينة ألواحا خشبية على نوافذها مجددا في وقت يتوقع أن تشهد احتجاجات سواء فاز ترامب أو بايدن أو حتى إذا كان الوضع غامضا جرّاء التأخر المتوقع في فرز الأصوات في أنحاء البلاد نظرا لارتفاع عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها عن طريق التصويت عبر البريد خلال الوباء.
وقال العميل الخاص لـ"إف بي آي" في بورتلاند رين كانون لفرانس برس "الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلي هو احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين مجموعات متعارضة".
وأضاف "بإمكان ذلك أن يتفاقم إلى وضع خطير حيث -- في حال ارتفع منسوب الغضب -- قد ينتهي الأمر إلى أعمال عنف مؤسفة أو مأساوية"، مشيرا إلى عملية إطلاق نار دامية لأحد أنصار اليمين المتشدد في المدينة في اغسطس.
وكرّس المكتب التابع لـ"إف بي آي" في بورتلاند موارد إضافية لجرائم الانتخابات تشمل قمع الناخبين إضافة إلى التزييف والتهديدات الإلكترونية الخارجية، وفق كانون.
في الأثناء، أصدرت حاكمة الولاية كيت براون الاثنين أمرا تنفيذيا يسلّم إدارة أمن بورتلاند إلى قوات الولاية، ما يعني عمليا نقض الحظر الذي فرضته الولاية على الغاز المسيل للدموع ووضع الحرس الوطني في حالة تأهّب.
وحذّرت "هذه انتخابات ليست كغيرها في حياتنا".
"وضع لا يمكن التنبؤ به"
وأثارت تحذيرات براون من المؤمنين بتفوّق العرق الأبيض غضب محافظين محليين بمن فيهم مقدّم البرامج الإذاعية لارس لارسون الذي اتهمها الاثنين بالتزام "الصمت المطبق" حيال "عنف أنتيفا وحركة حياة السود مهمة" على مدى خمسة شهور من الاحتجاجات.
وبينما تعد أوريغون ولاية ديموقراطية، إلا أن مناطق بورتلاند الريفية جمهورية ما جعلها مركزا للاحتجاجات التي نفّذها معتنقو جميع الأيديولوجيات، بينما وصلها مزيد من المتظاهرين من أنحاء مختلفة من البلاد هذا الصيف.
وقال كانون إن عملاء "إف بي آي" يولون "مزيداً من الانتباه" لأي تهديدات من شأنها "خفض قدرة الناس على ممارسة حقوقهم التي يكفلها التعديل الأول (في الدستور) أو ممارسة حقهم في التصويت".
وانعكست مخاوف المسؤولين من احتمال تجدد العنف في أوساط الناخبين الاثنين، بمن فيهم الطاهية لي سميث (35 عاما).
وقالت بعدما أرسلت بطاقة اقتراعها عبر البريد قرب المحكمة في وسط المدينة التي كانت مركزا لاحتجاجات سابقة "رأيت الجميع يضعون ألواحا خشبية (لحماية متاجرهم)".
وأضافت "إنه وضع لا يمكن أبدا التنبؤ به. قد يكون هادئا للغاية... أو قد تعم الفوضى".
لكن لعل أحد العوامل التي تدفع على التفاؤل بعض الشيء هو أن أوريغون تصوّت بالكامل عبر البريد، ما يجعل من تشكّل طوابير من الناخبين يمكن أن تُستهدف أمرا مستبعدا الثلاثاء، وفق كانون.
وأضاف أن الأكثر إثارة للقلق هي التظاهرات العديدة المخطط لها في أوريغون بعد عملية تصويت قد لا تصدر نتيجتها لأيام أو حتى أسابيع.
وقال كانون "لا أعرف إذا سيكون هناك طابع مسلح لهذه (التظاهرات) أم لا"، دون أن يحدد التهديدات التي تم التعرّف عليها حتى الآن.
"مستعدون" للعنف
وقالت إحدى المجموعات اليسارية التي تنظّم تظاهرة، وهي مجموعة "الاشتراكيين الديموقراطيين في الولايات المتحدة"، فرع بورتلاند، لفرانس برس إنها "مستعدة للتصدي لعنف الشوارع الذي قد يثيره يمينيون للتعبير عن غضبهم حيال عدم فوز مرشحهم" في حال فاز بايدن.
وقالت الرئيسة المشاركة للمجموعة أوليفيا كاتبي سميث "مهمتنا هي الخروج لمواجهتهم"، مضيفة أنه في حال فشل المتظاهرون في حشد أعداد كبيرة، فإن عناصر الميليشيات "سيتجولون بسياراتهم ويعتدون على الناس".
وأضافت أن مجموعتها لا تدافع عن الرد المسلح على المتشددين اليمينيين.
وأعربت عن أملها، في حال جرّب ترامب إعلان فوزه بشكل غير مشروع، بأن تحشد المجموعات الليبرالية متظاهرين بعشرات الآلاف كأولئك الذين شاركوا في مسيرة حقوق المرأة التي خرجت في بورتلاند عام 2017.
وقالت كاتبي سميث "سنمضي قدما بمطالب محددة تتعلق بالديموقراطية"، بما في ذلك الإطاحة بترامب أو إجراء انتخابات جديدة.
وأضافت "سيكون هناك حشد لليمين ضدنا بعد الانتخابات".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: