هزيمة ترامب: ماذا يفعل الرئيس الأمريكي في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض؟
كتبت- هدى الشيمي:
لم يبقَ من عمر رئاسة دونالد ترامب سوى 72 يومًا فقط، بعد هزيمته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، في الانتخابات التي تابع العالم نتائجها لعدة أيام حُسمت السبت الماضي.
ورغم ضياع فرصة عودته إلى المكتب البيضاوي، لا يزال لدى ترامب مجموعة من السلطات التي يستطيع استخدامها خلال هذه الفترة، قبل تنصيب بايدن رسميًا في 20 يناير المُقبل.
قال بروس وولب، الزميل البارز في جامعة سيدني لشبكة "SBS" الأسترالية، إنه لا يوجد تغيير قانوني في سلطات ترامب وصلاحياته، فيمكنه القيام بكل مهام الرئيس ريثما تنتهي فترة رئاسته في يناير المُقبل.
طرد المسؤولين
أعرب ترامب، في حشد انتخابي في فلوريدا التي منحته أصواتها في الانتخابات، عن رغبته في فصل الدكتور أنتوني فاوتشي، خبير الأمراض المُعدية الذي يحظى باحترام بالغ في الولايات المتحدة وخارجها.
ردًا على الحشود التي هتفت "افصل فاوتشي" قال ترامب: "لا تخبرون أي شخص، ولكن أمهلوني بعض الوقت بعد الانتخابات".
قال وولب إنه لن يفاجأ برؤية السيد ترامب يقوم "بإقالات واسعة النطاق".
وأفادت تقارير إعلامية أن الرئيس المنتهية ولايته يفكر في إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كريستوفر واري، ومديرة مكتب الاستخبارات المركزية (سي إي ايه) جينا هاسبل، ووزير الدفاع مارك إسبر، وجميعًا رفضوا العمل إلى جانبه في عدة مناسبات.
يرجح وولب أن تشهد الفترة المُقبلة حملة إقالات واسعة النطاق في الولايات المتحدة، وقال:"يمكن اعتبار ما حدث عقب نجاة الرئيس الأمريكي من محاولة الإقالة خير دليل على ما سيحدث خلال الأيام المُقبلة، سوف يسعى ترامب إلى الانتقام من أولئك الذين يعتقد أنهم عملوا مع اعدائه".
في المقابل، قال بايدن إنه سيعيد الدكتور فاوتشي إلى منصبه إذا اُقيل من منصبه.
غير أن الدكتور فاوتشي لا يُقدم تقاريره بشكل مباشر لترامب، وبالتالي من المستبعد أن يفصله ترامب من منصبه بسهولة، لأنها عملية تحتاج إلى الكثير من الإجراءات وستحتاج إلى المرور على المعهد الوطني للصحة.
إعفاءات رئاسية
هناك تكهنات باصدار ترامب عفوًا رئاسيًا على بعض شركائه وحتى عن نفسه. يمنح الدستور الأمريكي هذه الصلاحية للرئيس ولا تخضع للمراجعة أو التدقيق من قبل أيِّ من جهات الحكومة الأخرى، وليس على الرئيس إبداء أي مبرر لقراره.
وعادة ما يعفو الرئيس الأمريكي عن الأشخاص الذين حوكموا، أو أدينوا.
يعتقد وولب أن يصدر ترامب عددا من الإعفاءات الرئاسية الهامة لأشخاص مُقربين منه، وأفراد عائلته، مُشيرًا إلى أنه لم يعفُ أي رئيس أمريكي عن نفسه من قبل.
ومن الشائع أن يصدر الرؤساء الأمريكيون إعفاءات رئاسية أو يخففون العقوبات المفروضة على بعض الأشخاص. على سبيل المثال أصدر الرئيس السابق باراك أوباما عفوًا رئاسيًا عن جيمس كارترايت، وخفف العقوبة المفروضة على تشيلسي مانينج، وكذلك خفف الأحكام الصادرة على 330 من مرتكبي جرائم غير عنيفة وهم تحت تأثير المخدرات.
خلال الأشهر الأخيرة من فترات رئاستهم، أصدر بيل كلينتون عفوًا رئاسيًا عن شقيقه وعن المتبرع الديمقراطي مارك ريتش، بينما فعل جورج دبليو بوش الأمر نفسه مع ستة مسؤولين كانوا متورطين في فضيحة إيران كونترا.
وفي وقت مبكر هذا العام، أصدر ترامب قرارًا بتخفيف العقوبات الجنائية الصادرة ضد حليفه ومستشاره السابق روجر ستون، والذي اُدين بعد الكذب رغم الإدلاء بالقسم.
السياسة الخارجية
توقع محللون أن يصدر الرئيس الأمريكي أوامر تنفيذية بسحب قوات أمريكية من بعض المناطق مثل العراق وأفغانستان، وكذلك قد يسعى إلى تحقيق أي نجاح يُذكر فيما يتعلق بنزع السلاح من شبه الجزيرة الكورية.
وأفادت مصادر اعلامية، الأحد، أن إدارة ترامب تعد خطة لفرض سلسلة من العقوبات الإضافية على إيران، قبل تنصيب بايدن رسميًا.
وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين مطلعين على الأمر، إن "سيل العقوبات الشديدة والجديدة" على إيران ناتج عن تعاون الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.
فيديو قد يعجبك: