هزيمة ترامب: الرئيس يقف وحيدًا
كتبت- هدى الشيمي:
قضى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الساعات التي أعقبت إعلان فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية وحيدًا تماما. قالت مجلة بوليتيكو إنه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية يقاوم دعوات أصدقائه وأعضاء دائرته المقربة وأفراد عائلته للإقرار بالهزيمة، والإعلان عن نيته للتسليم السلمي للسلطة.
للمرة الثانية في نهاية هذا الأسبوع، غادر الرئيس البيت الأبيض في الصباح كي يقوم بنزهة في نادي الجولف في فرجينيا، وهو ما وصفه أحد المسؤولين بالأدارة بـ"مكانه الآمن" الذي يتوجه إليه للتفكير في خطواته التالية.
"نصائح متضاربة"
تلقى ترامب، منذ إعلان فوز بايدن السبت الماضي، سيل من النصائح المتضاربة حول كيفية قضاء الشهور الأخيرة في المكتب البيضاوي، شجعه بعض المقربين منه على محاربة نتائج الانتخابات حتى النهاية، بينما أصر آخرون – سرًا- على تجنب الصدامات لحماية إرثه.
حدث انقسام داخل عائلة الرئيس الأمريكي، وفقًا لشخصين مطلعين على المناقشات والمحادثات فإن ميلانيا ترامب، زوجة ترامب، وصهره ومستشاره جاريد كوشنر يضغطان من أجل إقناعه بالعدول عن رأيه، والتنازل عن السلطة، ويضغطان من أجل العثور عن استراتيجية مناسبة تليق به للرحيل من البيت الأبيض، غير أن نجليه إريك ودونالد ترامب جونيور يصران على مواصلة المعارك القانونية والطعن في النتائج.
"انقسام واضح"
بدا الانقسام داخل دائرة ترامب المُقربة واضحًا صباح الأحد أكثر من أي وقت آخر. ففي الوقت الذي دعت فيه حملته الانتخابية مؤيديه لتقديم المساعدة المالية لدعم الرئيس على شن معركة قانونية، بينما اتجه ترامب إلى تويتر يغرد عن مزاعم تزوير الانتخابات دون تقديم أدلة، بدأ بعض كبار حلفاء الرئيس المنتهية ولايته في تهنئة بايدن والاعتراف به كالرئيس الأمريكي المنتخب، وكان من بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي كتب تغريدة أعلن فيها عن "تطلعه إلى العمل مع بايدن لتعزيز التحالف الخاص بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأعلن مارك ثيسن، وهو صوت ثابت مؤيد لترامب، تأييده لبايدن واعترفه به كرئيس مُنتخب، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الرئيس الديمقراطي القادم من توحيد الأمة ولم شمل المواطنين مرة أخرى.
في الوقت نفسه، تجنب بعض مساعدي ترامب الذين أمضوا الأسابيع التي سبقت يوم الانتخابات وهم يدافعون عن زعيمهم الظهور على شاشات التليفزيون تمامًا. وقالت بوليتيكو إن غياب مايك بنس، نائب الرئيس، أثار دهشة واستياء العديد من المسؤولين في الحملة الانتخابية والإدارة، وكتب مسؤول كبير في الحملة رسالة نصية ظهر الأحد "أين بحق الجحيم مايك بنس؟!".
"غياب بنس"
توارى بنس عن الأنظار تمامًا خلال الفترة التي توجهت فيها كل الأعين صوب الولايات المتحدة، ولم يُعلق على ما يحدث واكتفى بكتابة تغريدة واحدة على تويتر يوم 5 نوفمبر دعا فيها إلى احتساب كافة الأصوات القانونية.
ومع ابتعاد بنس عن الأضواء وقضائه وقت طويل مع ترامب في البيت الأبيض متجنبًا الظهور العلني، وقبول العديد من حلفاء الرئيس الأمريكي للهزيمة، وجد ترامب الدعم في مكان آخر، لفتت المجلة إلى عثور الموظفين في الحملة على عشرات التغريدات المطبوعة لترامب والصحفة الأولى من صحيفة طبعها مؤيدي الرئيس وأرسلوها إلى مقر الحملة، يدعونه فيها إلى مواصلة القتال وشن المعركة القضائية والطعن في النتائج.
في تلك الأثناء، أدلى بعض حلفاء الرئيس الأمريكي بتصريحات يدينون فيها النتائج، ويعلنون تأييدهم لموقف الرئيس ورفضه لقبول النتيجة. زعم رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش أن بايدن سيضطر إلى فعل الكثير لإقناع الجمهوريين بأنه ليس يساري استطاع الاستيلاء على السلطة بعد حصوله على تمويل من شخصيات مهمة مثل رجل الأعمال والمستثمر جورج سوروس.
فيما اعتبر جمهوريون آخرون إعلان بعض وسائل الإعلان فوز بايدن أمر سابق لأوانه. قال السيناتور جوش هاولي من ولاية ميسوري إن الأمريكيين سيعرفون من فاز حقًا في الانتخابات بعد الفرز الكامل لجميع الأصوات القانونية، وبعد انتهاء عملية إعادة الفرز والتعامل مع مزاعم التزوير.
"الضغط على الرئيس"
ورغم أن الفريق القانوني لترامب لا يزال يعمل من أجل شن هجوم قانوني ويبحث عن أدلة ملموسة للتأكيد على تزوير الانتخابات، يحث بعض المقربين من ترامب بما فيهم ميلانيا وكوشنر بتجنب المشاكل والصدامات.
قالت بوليتيكو إنه بالرغم من أنهم يدعمون علنًا قرار الرئيس باللجوء إلى القضاء، ولكنهم يضغطون عليه لتسليم السلطة بصورة سلمية، ويبحثون الآن عن طرق يستطيع ترامب من خلالها التنازل دون الاعتراف صراحة بخسارته.
مع ذلك، بدا أن ترامب لا يفكر اطلاقًا في التنازل عن السلطة. وبعد عودته إلى البيت الأبيض قادمًا من ملعب الجولف الخاص به، غرّد الرئيس على تويتر قصة من موقع بريتبارت نيوز اليميني حول فريق من المحققين الذين اُرسلوا إلى مقاطعة جورجيا خلال عطلة نهاية الأسبوع عقب اكتشاف المسؤولين مشاكل وبلاغات عن اختفاء بطاقات الاقتراع.
فيديو قد يعجبك: