إعلان

هل تشكل إسرائيل عقبة أمام طموح بايدن في إعادة واشنطن للاتفاق النووي الإيراني؟

08:36 م الثلاثاء 01 ديسمبر 2020

جو بايدن

كتب- محمد صفوت:

أبدى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن نيته "تغيير المسار" الذي اعتمدته إدارة سلفه دونالد ترامب حيال إيران، ما قد يدفعه لإطار تصادمي مع إسرائيل، خاصة مع اغتيال العالم الإيراني النووي فخري زادة، الذي تشير أصابع الاتهام إلى تل أبيب وفقًا للمحللين في إسرائيل والقادة في طهران.

ورجح المحللون في إسرائيل، توقيت العملية، إلى التغيير القادم في الإدارة الأمريكية وخطة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، منه في 2018، بدعم من الحكومة الإسرائيلية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن معارضته الخطط الأمريكية الجديدة للعودة للاتفاق النووي، وذلك في أعقاب الانتخابات الأمريكية، في حين أن هناك شبه إجماع في الدوائر السياسية الإسرائيلية على سياسة نتنياهو المتشددة تجاه إيران، فإن بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين يتخذون موقفًا أكثر دقة.

خلال الزيارة الأخيرة لوزير خارجية ترامب، مايك بومبينو إلى إسرائيل، ذهب نتنياهو إلى أبعد من ذلك ودعا إلى حملة ضغط قصوى على طهران لزيادة العقوبات عليها والدفاع عن قائمة بومبيو المؤلفة من 12 مطلبًا لطهران.

ما هي المطالب الأمريكية الـ 12؟

هو معيار حددته إدارة ترامب، لطهران إذا رغبت أن تعامل كدولة عادية وتخفف العقوبات عليها، وتتضمن المطالب وقف البرنامج النووي وتطوير الصواريخ ووقف دعم الفصائل المسلحة في الشرق الأوسط، بينما قال بايدن وفريقه إن تلك المطالب لن تكن جزءًا من الدفعة الدبلوماسية الجديدة.

وصف بايدن، انسحاب ترامب من الاتفاق بالكارثة، وقال إنه بمجرد توليه منصبه "سيقدم لطهران طريقًا موثوقًا للعودة إلى الدبلوماسية"، وأكد بايدن ووزير خارجيته الجديد أنتوني بلينكين، أن واشنطن ستنضم مجددًا إلى الاتفاقية إذا استأنفت إيران الالتزام بالقيود المنصوص عليها، وسيكون هذا الترتيب بمثابة أساس لمحادثات تهدف إلى "تعزيز وتمديد" الاتفاق النووي.

وتقول مجلة "فورين بولسي" الأمريكية، إن نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين، ينظرون إلى هذه الخطوة على أنها تنصل من كل النفوذ المزعوم خلال العامين الماضيين في عهد ترامب، وتؤكد أن اغتيال فخري زاده الذي لم يكن من قبيل الصدفة.

الفرصة الأخيرة لإسرائيل

ويقول يوسي كوبرفاسر، الضابط السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، إن توقيت الاغتيال يتعلق بالوضع الذي نشأ بعد الانتخابات الأمريكية، وحقيقة أن بايدن كان جزءًا من الفريق الذي عقد الاتفاق مع إيران.

ونقلت القناة "12 الإسرائيلية" عن مسؤول استخباراتي غربي لم تكشف عن هويته، إن اغتيال زادة، يمثل الفرصة الأخيرة لإسرائيل لتوجيه ضربة لإيران قبل دخول بايدن البيت الأبيض والعودة إلى الاتفاق النووي الذي سيمنح الإيرانيين الحصانة، وتشير "فورين بوليسي" إلى أن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يستخدمون غطاء "مسؤولي استخبارات غربيين" عند مناقشة مسائل حساسة في وسائل الإعلام.

وتقول المجلة الأمريكية، إن إسرائيل لا تريد منح أي تنازلات لطهران، وأن عملية الاغتيال تُعد أحدث مظهر ملموس لاستياء إسرائيل من خطة بايدن، إن لم تكن محاولة صريحة لتخريبه.

ونقلت عن مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، جاكوب ناجل، قوله إن رسالته إلى إدارة بايدن "لا تسرعوا إلى التفاوض مع إيران"، وعلى الإدارة الجديدة التفكير في أسباب انسحاب ترامب من الاتفاق، وعليهم وضع إيران تحت ضغط إذا رغبوا في بدء مفاوضات معهم.

ويرى منتقدو نهج "الضغط على إيران" أنه لم يترجم إلى تغييرات في سلوك طهران، لكنه جعلها تتنصل من الالتزامات السابقة وضاعفت مخزون اليورانيوم المخصب بأكثر من ١٢ ضعف المتفق عليه، واستمرت في دعم وكلائها في الشرق الأوسط.

وكان رئيس قسم الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، درور شالوم، قال في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إيران اختصرت الطريق لامتلاك قنبلة نووية بانسحاب واشنطن من الاتفاق، مشيرًا إلى أن الانسحاب الأمريكي لم يخدم إسرائيل، لكنه برر استراتيجية "الضغط القصوى" على طهران.

وتقول "فورين بوليسي" إن المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية رفضوا ظاهريًا هذا التحليل الأكثر دقة الذي أجراه مقيِّم الاستخبارات الوطنية الخاص بهم، ونقلت عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية، قوله إن هناك خلافًا بين نتنياهو وجانتس بشأن استراتيجية "الضغط على إيران".

وأشار محللون أمنيون إسرائيليون آخرون إلى عناصر إيجابية في الاتفاق النووي، رغم اعترافهم بعيوبه.

ونقلت عن عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية السابق ورئيس معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله إنه رفض التحليلين القطبيين المحيطين بالاتفاق النووي، ويرى أن أفضل اتفاقية لمنع انتشار الأسلحة تم التوصل إليها ولم تتم هى اتفاقية ميونيخ الثانية.

ويرى عودة إدارة بايدن للاتفاق "خطأ" موضحًا بعض مخاوف إسرائيل التي يجب معالجتها في أي اتفاق مستقبلي، ومنها تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية وأبحاث الأسلحة النووية، إلى جانب نظام تفتيش دولي أكثر صرامة وتمديدًا لمدة 20 عامًا على الأقل.

هل يمكن لبايدن العودة للاتفاق بمطالب إسرائيل؟

يقول راز زيمت، مراقب إيران السابق في الجيش الإسرائيلي: "أجد صعوبة في حل المواقف الإسرائيلية والأمريكية والإيرانية التي يكاد يكون من المستحيل تجاوزها"، ويضيف أن بايدن يريد العودة للاتفاق، ولن توافق إيران دون تخفيف عقوبات، أما الموقف الإسرائيلي فهو أمني ولا يتوافق مع طهران وواشنطن.

وذكر أن نتنياهو يؤمن بأن استراتيجية الضغط ربما تؤدي لنتائج على المدى البعيد، لكن الواضح أن إيران لن ترضخ أبدًا لتلك الاستراتيجية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان