"سلامٌ دافئ وإشارة إلى دعم فلسطين".. المغرب وإسرائيل يُعلنان تطبيع العلاقات بينهما
(وكالات)
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن توصل المغرب وإسرائيل إلى اتفاق على تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بينهما.
وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر"، اليوم الخميس "اختراق تاريخي آخر اليوم! اتفقت إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.. اختراق هائل للسلام في الشرق الأوسط".
وفي سياق متصل، أعلن ترامب، التوقيع على إعلان يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر"، اليوم الخميس "لقد وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية".
وأضاف أن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي والجاد للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار".
وتابع في تغريدة أخرى "لقد اعترف المغرب بالولايات المتحدة عام 1777، ومن ثم فإنه من المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغربية".
تاريخ العلاقات
أوضح وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في تصريحات صحفية، أن ما تم بين إسرائيل والمغرب هو استئناف لما كان موجودًا من قبل من علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وأضاف أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي اليوم، وما سيترتبط عليه من بعض الإجراءات لا يعني تطبيعًا كاملا للعلاقات بين البلدين.
لم يحدث من قبل أن كانت هناك علاقات كاملة بين إسرائيل والمغرب، إلا أن مسؤولي البلدين التقوا عدة مرات أبرزها، عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز المغرب في عام 1986 والتقى بالملك الحسن الثاني.
وبدأت العلاقات بشكل ضمني في سبتمبر 1994، عندما فتحت إسرائيل مكتب اتصال لها في المغرب، وفي عام 1995–96، فتحت المغرب مكتبًا مماثلًا لها في إسرائيل.
كما سمحت لها إسرائيل بوجود بعثة دبلوماسية مغربية لدى السلطة الفلسطينية، والتي أنشئت عام 1996 في مدينة غزة، ولاحقًا انتقلت إلى مدينة رام الله.
دعم فلسطين
وبعد دقائق من إعلان الرئيس الأمريكي التطبيع بين الرباط وتل أبيب، أكد الديوان الملكي المغربي، أن الملك محمد السادس، أجرى اتصالا هاتفيا مع دونالد ترامب وأخبره الأخير بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على منطقة الصحراء الغربية.
وفي سياق متصل، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأكد ملك المغرب في اتصاله بالرئيس عباس على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية الثابت الذي لا يتغير.
وعبر عن دعم المغرب لحل الدولتين والمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل للصراع.
واطلع الملك محمد السادس الرئيس عباس على تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشدد ملك المغرب على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الأقصى.
وأوضح الملك محمد السادس أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب لترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.
سلام دافئ
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي "أمنت دائما بهذا السلام وعملت دائما من أجل هذا السلام وها هو يتحقق أمام عيوننا. أود أولا أن أشكر الرئيس ترامب على الجهود الجبارة التي بذلها لتحقيق السلام من أجل إسرائيل".
وتابع "وأود أن أشكر العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس على قراره التاريخي بشأن صنع سلام تاريخي مع إسرائيل".
وأضاف أن "هناك علاقات وطيدة بين المغرب وإسرائيل وكانت هناك علاقات وطيدة بين المغرب والشعب اليهودي على مدار العهد الحديث. يعرف الجميع تعامل ملوك المغرب والشعب المغربي الدافئ مع الجالية اليهودية التي عاشت هناك".
واستطرد "مئات الألوف من أبناء هذه الجالية هاجروا إلى إسرائيل وهم يشكلون جسرا دافئا بين شعبينا وهو جسر حب وتعاطف وإخلاص. وينبغي أن أقول إن هذه الأرضية الراسخة تشكل الأساس لبناء هذا السلام".
وأضاف "سنقيم من جديد مكاتب ارتباط في إسرائيل والمغرب. ثم سنتحرك في السرعة الممكنة من أجل إقامة علاقات سلمية دبلوماسية كاملة. كما سندشن خط طيران مباشر بين إسرائيل والمغرب مما سيقوي هذا الجسر أكثر. سيسود هنا سلام دافئ جدا".
ترحيب عربي
وفور إعلان المغرب وإسرائيل السعي نحو إقامة علاقة طبيعية بين البلدين، أعلنت مصر أنها تثمن تلك الخطوة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في تغريدة على "تويتر"، إنه يثمن إعلان المغرب وإسرائيل تطبيع العلاقات بينهما.
وأكد أنها "خطوة مهمة بين البلدين"، مضيفًا "تابعت باهتمام بالغ التطور المهم بشأن اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية".
وأكد الرئيس أن "هذه الخطوة الهامة تحقق مزيد من الاستقرار والتعاون الإقليمي في المنطقة".
من جهته، أعرب ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، عن ترحيبه بإعلان الولايات المتحدة سيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وقال ولي عهد أبوظبي، إن الاتفاق بين المغرب وإسرائيل خطوة سيادية لتعزيز السلام العادل في المنطقة.
فيما أعرب العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى، عن ترحيبه باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، والاتفاق بين الرباط وتل أبيب على إقامة علاقات دبلوماسية.
وأكد العاهل البحريني، أن إقامة علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل يعزز فرص السلام.
فيديو قد يعجبك: