إعلان

الهجرة وطالبو اللجوء المقيمون في المكسيك مشكلة عويصة تنتظر حل بايدن لها

12:25 م الإثنين 14 ديسمبر 2020

جو بايدن

واشنطن- (د ب أ):

هناك حاليا نحو 25 ألف مهاجر من طالبي اللجوء الذين تقطعت بهم السبل في المكسيك وينتظرون مواعيد نظر محاكم أمريكية في قضاياهم، وهو الأمر الذي ربما يتم بعد أكثر من عام.

وقد تعهد الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن بتفكيك الكثير من سياسات الهجرة الخاصة بإدارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، والتي تسببت في حدوث مثل هذه المواقف. ولكن ما مدى سهولة قيامه بذلك؟

وذكرت صحيفة "رول كول" الامريكية أن المحكمة العليا وافقت على معالجة شرعية ما يسمى ببرنامج "ابقوا في المكسيك" - الذي دخل حيز التنفيذ في 29 من يناير من عام 2019 - ما لم سبق ذلك وضع الإدارة المقبلة نهاية له.

لا أن بايدن لم يقدم بعد التفاصيل بشأن كيفية تخطيطه لتفكيك البرنامج المعروف رسميا باسم سياسة "بروتوكولات حماية المهاجرين"، حيث تمثل تعقيدات البرنامج مشاكل بالنسبة للولايات المتحدة والمكسيك، مما يجعل من الصعب الوصول إلى حل سريع.

وكان الفريق الانتقالي الخاص ببايدن قال لصحيفة "رول كول" يوم الجمعة الماضي، إن الإدارة المقبلة "ستقوم بإجراء عملية عادلة ومنظمة، تعمل على توسيع نطاق السبل بالنسبة للمهاجرين، للتقدم بطلبات لحمايتهم وإعادة توطينهم"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأقر الفريق الانتقالي بأن "تنفيذ هذا النهج الجديد سيتطلب فترة من الوقت".

وإلى جانب أمور أخرى، يتعين على إدارة بايدن معالجة تراكم أكثر من 2ر1 مليون قضية منظورة في محاكم الهجرة، تتضمن "بروتوكولات حماية المهاجرين". ومن جانبه، قال آدم إيزاكسون، الذي يعمل لدى "مكتب واشنطن المعني بأمريكا اللاتينية"، في مجال حماية أمن الحدود، إن ذلك يعني الاستعانة بمزيد من قضاة الهجرة لتخفيف عبء حجم القضايا الهائل الذي يواجهه كل قاضٍ في الوقت الحالي.

إلا أن الاستعانة بالمزيد من قضاة الهجرة، يضع إدارة بايدن تحت وطأة الكونجرس، من أجل زيادة تمويل "المكتب التنفيذي المعني بمراجعة طلبات الهجرة"، وهي وكالة تابعة لوزارة العدل، والتي تقوم بالاشراف على نظام محاكم الهجرة.

ولا يتضمن طلب ميزانية إدارة ترامب للسنة المالية 2021، ولا حزمة مشاريع قانون المخصصات المالية التي يتم تقييمها حاليا في مجلس الشيوخ، تمويلا إضافيا من أجل الاستعانة بمزيد من قضاة الهجرة، بحسب ما ذكرته صحيفة "رول كول".

كانت إدارة ترامب بدأت رسميا تطبيق "بروتوكولات حماية المهاجرين" في كانون ثان/يناير من عام 2019. وقد أجبر البرنامج منذ ذلك الحين أكثر من 68 ألف مهاجر على انتظار جلسات قضاياهم وهم في المكسيك، حيث غالبا ما يعيشون في مجتمعات حدودية خطرة تجعلهم عرضة لجرائم العنف.

وقد وجد من يأملون في الحصول على حق اللجوء أنفسهم ينتظرون لشهور حتى تتم معالجة قضاياهم في الولايات المتحدة. ثم ظهرت جائحة فيروس كورونا المستجد وانتشر، مما أدى إلى مد فترات انتظارهم بصورة أكبر، وصلت في بعض الاحيان لاكثر من عام بسبب الإغلاق المتكرر لمحاكم الهجرة.

من ناحية أخرى، تقول دوريس ميسنر، وهي مفوضة سابقة في "دائرة الهجرة والتجنيس الأمريكية"، وـحد كبار الزملاء في "معهد سياسة الهجرة"، إنه يجب على بايدن أن يقوم بتفكيك سياسات الهجرة الخاصة بترامب بعناية، وبطريقة لا تتسبب في إرباك النظام الحالي.

وأوضحت أن "الضغط من جانب التقدميين - الذين قد يقولون إنه يجب تفكيك السياسات سريعا - سيكون الأمر الأكثر صعوبة بالنسبة للإدارة المقبلة التي أعتقد أنها تحتاج إلى أن تتحلي بالصبر".

وأشارت ميسنر إلى وجود تحديات إضافية، مثل تعقب المهاجرين في برنامج "بروتوكول حماية المهاجرين" من أجل معالجة قضاياهم. وتفتقر حكومة الولايات المتحدة إلى نظام رسمي لتحديد مكان المهاجرين بمجرد قبولهم في البرنامج وحصولهم على رقم قضية، بحسب ما نقلته الصحيفة الامريكية.

وبينما يتم إعطاء المهاجرين قائمة بأماكن الايواء المحتملة التي يمكنهم الانتظار بها في المكسيك على طول الحدود، ينتهي الأمر بانتظار الكثير منهم في أماكن أخرى، وذلك بسبب عدم توفر مساحة في تلك الأحياء، أو لأنها تقع في مناطق خطرة.

وقالت ميسنر: "سيتركز الجهد على جلب هؤلاء الأشخاص إلى الولايات المتحدة بطريقة منهجية، بحيث يمكن استكمال تلك القضايا، في ظل ظروف لا يعيش فيها الأشخاص في ظروف قاسية".

من ناحية أخرى، دعت "جمعية محامي الهجرة الأمريكية" بايدن إلى منح طالبي اللجوء التابعين لبرنامج "بروتوكولات حماية المهاجرين"، إفراجا مشروطا بصور إنسانية، وإتاحة إقامتهم بصورة مؤقتة في الولايات المتحدة أثناء النظر في قضاياهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان