إعلان

حصاد 2020: شخصيات دينية تركت بصمتها

06:57 م الأحد 20 ديسمبر 2020

لندن (بي بي سي)

رغم تعليق معظم الطقوس والعبادات بسبب وباء كورونا، إلا أنّ مساحة العبادة والدين بقيت على حالها في حياة معظم الشعوب حول العالم.

بعض الشخصيات الدينية كانت لها أدوار محورية في تفشي وباء كورونا، وبعضها الآخر أثار صدمة على مواقع التواصل. هنا بعض أبرز الشخصيات الدينية التي كان حضورها طاغياً على الأخبار خلال العام 2020.

لي مان هي

بات الزعيم الديني لى مان شخصية محورية في انتشار وباء كوفيد - 19 في كوريا الجنوبية، بعدما تحوّلت جماعته إلى بؤرة لتفشي الفيروس في مارس 2020.

يرأس لي مان هي (1931) كنيسة شينتشونجي، وتعني "السماء الجديدة والأرض الجديدة"، ويؤمن أتباع طائفته أنّه نبيّ بشّر به سفر رؤيا يوحنا. ويعتقد المنتمون لكنيسته أنّهم الوحيدون الذين سينالون الخلاص.

تقول السلطات في كوريا الجنوبية إنّ لي مان لي أخفى معلومات عن مصابين بين أتباعه، ما سرّع في انتشار الوباء في البلاد، في حين تنفي كنيسته التهمة، وتقول إنّه كان يحاول حماية خصوصيتهم من تطبيقات التعقّب المخصصة لرصد الوباء.

أثار أتباع الطائفة موجة غضب شعبية في كوريا الجنوبية، وطالبت عريضة وقعها أكثر من مليون شخص، بحلّ الطائفة، ما حثّ لي مان هي على الاعتذار. وانتشرت صوره جاثياً على ركبتيه طالباً الصفح. لكن السلطات عادت وألقت القبض عليه في أغسطس ووجهت اليه تهمة إخفاء المعلومات، كما اعتقل عدد من أتباع كنيسته في كوريا وسنغافورة.

بولا وايت

تجاوزت شهرة القسيسة الأمريكية حدود بلادها، خلال الأشهر الماضية، لتصير من "النجوم" المعروفين على صعيد العالم. فحتى من لم يكن قد سمع باسمها من قبل، بات يعرفها بعد انتشار تسجيل على مواقع التواصل، تظهر فيه وهي تصلّي بعبارات غير مفهومة، و"تدعو الملائكة" لنصرة دونالد ترامب بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر الماضي.

عيّنت القسيسة الانجيلية، بولا وايت، مستشارة روحية في البيت الأبيض عام 2019، لكنها ترافق ترامب منذ سنوات طويلة، وكانت حاضرة لدى قسمه يمين الرئاسة عام 2016.

تعد بولا وايت من أشهر وجوه التبشير التلفزيوني في الولايات المتحدة، ومن المؤثرين في صفوف طائفة الإنجيليين المتجددين التي دعمت ترامب انتخابياً. تثير مع غيرها من القساوسة الشكوك حول نمط عيشهم الباذخ، إذ أنها تبشر بما يسمى انجيل الوفرة، وتحفز الناس على التبرع لكنيستها لكي ينالوا ثروة في الحياة الأبدية.

تنتمي المبشرة إلى المسيحية المواهبيّة أو الكارزماتيّة، ويؤمن أتباع هذا التيار بقدرتهم على تحقيق المعجزات والتنبؤ بالمستقبل، ويدعي بعض القساوسة مثل وايت بأنّ المسيح خاطبهم.

علي أرباش

حمل رئيس الشؤون الدينية في تركيا الشيخ علي أرباش، سيف محمد الفاتح، خلال أول خطبة جمعة ألقاها في آيا صوفيا، في يوليو 2020، بعد أسابيع قليلة من قرار إعادة فتحه كمسجد للمصلّين.

هكذا، تحوّل الأستاذ الجامعي وعالم الدين الذي يشغل منصبه منذ عام 2017، إلى شخصية انقسمت حولها الآراء بين داعم ومعارض، نظراً للسجال الحادّ حول آيا صوفيا، وما حمله من مشاعر متضاربة.

رأى بعضهم في حمل أرباش للسيف خطوة فيها ردّ اعتبار لهويّة تركية القومية المسلمة، فيما عدّها آخرون رسالة سياسية تستعيد أمجاد السلطنة العثمانية، وتذكّر بتاريخ فتح القسطنطينية، بحسب ما قال محللون أتراك في ذلك الحين.

بعيداً عن سيف محمد الفاتح، خاض أرباش سجالات عدّة داخل تركيا وخارجها، خلال العالم المنصرم. ففي تركيا، أثار غضب بعض الحقوقيين في بلاده لإطلاقه مواقف تدين المثلية الجنسية. ودفعت الحملة ضده برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى دعمه في وجه خصومه بشكل علني.

كذلك كان له مواقف بعد تجدّد أزمة الرسوم الساخرة من النبي محمد في فرنسا، حين دعا المجتمع الدولي "إلى كفاح واعٍ ضد العقلية التي تؤجج معاداة الإسلام".

درس أرباش تاريخ الأديان في فرنسا، وعمل أستاذاً محاضراً في عدد من الجامعات في بلاده والخارج، وفي رصيده 12 كتاباً.

بابا شيخ حجي خورتو اسماعيل

ودّعت الطائفة الأيزيدية في العراق والعالم هذا العام، شخصيّة لعبت دوراً مهمّاً في تاريخها، وهو بابا شيخ حجي خرتو إسماعيل الذي توفي مطلع أكتوبر الماضي، عن 87 عاماً.

يمنح لقب بابا شيخ للمسؤول عن شؤون الأيزيديين الدينية، وقد تولّى حجي خورتو إسماعيل منصبه في عام 2007، وخلفه بعد وفاته الشيخ علي الياس الذي انتخب الشهر الماضي.

تولّى إسماعيل منصبه في فترة صعبة جداً بالنسبة لأتباع طائفته، وعٌرف بتأثيره الكبير على المجتمع الأيزيدي خلال السنوات التي تلت الإبادة الجماعية في جبل سنجار عام 2014.

تولّى إسماعيل إعادة احتضان الأيزيديات اللواتي خطفهن تنظيم "داعش"، وعمل على دمجهن في عائلاتهن ومجتمعهن من جديد، وتزويجهن من أيزيديين.

خلال توليه القيادة الدينية للأيزيديين، التقى إسماعيل بعدد من القادة الروحيين حول العالم، ومنهم بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر، وكان من أبرز الداعين للوحدة والتسامح بين الأديان كافة.

البابا فرانسيس

لم يكد يمرّ أسبوع خلال العام المنصرم، من دون خبر عن البابا فرانسيس، حتى أنّه نافس قادة العالم السياسيين في حضوره على أجندة الأخبار.

يتمتّع راعي الكنيسة الكاثوليكية بشعبية واسعة حول العالم، وينظر إليه كصاحب نفس متجدد في تعاطي الكنيسة مع قضايا مهمّة، أبرزها التستّر الذي دام لسنوات عن فضائح الاعتداءات الجنسية على أطفال، وملفات الفساد المالي في الفاتيكان.

يثير فرانسيس غضب بعض التيارات المحافظة في الكنيسة، نظراً للتصريحات التي يطلقها، ويصفها الاعلام بـ"التقدميّة". فقد انشغل الاعلام خلال الأسابيع الماضية بتصريحات طفت إلى السطح حول رأيه بحق المثليين في التواجد داخل أسرة، ودعمه للشراكات المدنية بينهم.

كذلك خصّص رسالته البابوية العامة الجديدة بعنوان "جميعنا أخوة" للتشديد على مكافحة الحروب والتفاوت الاجتماعي، وضرورة حماية البيئة.

إلى جانب ذلك، كان له مواقف سياسية، أبرزها دعوته الصين لوقف "اضطهاد مسلمي الايغور"، في حين قالت وزارة الخارجية الصينية إن تصريحات البابا "لا تستند إلى أساس".

واختتم البابا سنته الحافلة بالإعلان عن زيارة تاريخية إلى العراق في مارس 2021، لتكون زيارته الأولى خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان