لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أبي أحمد لا يحبنا".. شهادات أطفال تيجراي في مخيم أم راكوبة السوداني

09:17 ص الإثنين 21 ديسمبر 2020

رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد

كتب - محمد عطايا:

"العيش هنا أفضل من الدمار المحيط بنا في قريتنا الصغيرة"، هكذا يعبر طفل فار من ويلات الحرب في إقليم تيجراي، ويعيش حاليًا كلاجئ في مخيم أم راكوبة بالسودان، عن مأساة نحو 2.3 مليون طفل في الإقليم الإثيوبي، ممن لا يستطيعون الوصول إلى المساعدات الأولية هناك، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

تطورت الأزمة في تيجراي. فرغم إعلان الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا برئاسة آبي أحمد، القضاء على التمرد في ذلك الإقليم، إلا أن قوات حكومة الإقليم مستمرة في شن الهجمات على القوات الحكومية.

أدى النزاع في تيجراي إلى قرار أكثر من 51 ألف إثيوبي من بلادهم ويتواجد أكثر من 19 ألف منهم في مخيم أم راكوبة السوداني.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، يمتلئ المخيم باللاجئين من إثيوبيا مرة أخرى، ويبدو أن تلك المرة معظم المقيمين فيه من الأطفال.

قال طفل إثيوبي، لم يتخطى عمره الثمانية أعوام، يدعى أشينافي مولوغيتا، للصحيفة إن "العيش هنا (بمخيم أم راكوبة) هو الأفضل بعد الدمار الناتج عن الحرب في قريتنا الصغيرة.. أنا سعيد بوجودي هنا".

وأوضحت نيويورك تايمز، أن ما يقرب من ثلث اللاجئين الإثيوبيين هم من الأطفال، مع وصول 361 منهم على الأقل غير مصحوبين بذويهم.

يتهم العديد من سكان تيجراي الحكومة الفيدرالية بشن حملة تطهير عرقي ضدهم، حتى عندما وعد رئيس الوزراء أبي أحمد بتوحيد البلاد تحت راية الحكم الديمقراطي الليبرالي.

مع استمرار العنف، لا يستطيع حوالي 2.3 مليون طفل في إقليم تيجراي، الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

وقال العديد من الأطفال غير المصحوبين بذويهم إنهم انفصلوا عن عائلاتهم أثناء فرارهم من منازلهم في منتصف الليل، وهم يسافرون لساعات وأيام بلا شيء سوى الملابس على ظهورهم للوصول إلى بر الأمان.

مع محدودية الوصول إلى الطعام أو المأوى أو الرعاية، تقول المنظمات الإنسانية إن العديد من الأطفال معرضون لخطر سوء المعاملة والاستغلال.

قال الطفل الإثيوبي، دانيال يماني، الذي عبر وحده إلى السودان بعد انفصاله عن والديه "أفتقد المنزل"، معربا عن أمله في أن يرى شقيقيه الصغيرين مرة أخرة.

ووصف الطفل الذي لم يتخطى 12 عامًا، مشاهد القتلى على الطريق، قائلًا "رأيت كل شيء بأم عيني.. وإذا سارت الأمور على ما هي عليه، فلن أعود أبدًا".

بالنسبة للعديد من اللاجئين الشباب في أم راكوبة، فإن ظروفهم المتغيرة تعني أيضًا النمو بسرعة كبيرة.

أتاكلتي أريجاوي، 17 عامًا، المُسجل باعتباره قاصرًا غير مصحوب بذويه، يتجول في المخيم كل يوم، يبيع الكعك المغلف بالبلاستيك من صندوق معلق من رقبته.

بفضل الربح الضئيل الذي يحققه، يمكنه شراء القهوة والشاي أو حتى الكعك المقلي المرشوشة بالسكر الذي يحب الكثيرون تناوله مع اقتراب غروب الشمس.

عاش أتاكليتي في بلدة ماي كادرا في تيجراي، حيث ورد أن مئات الأشخاص قتلوا في مذبحة في أوائل نوفمبر.

وبعد اندلاع الحرب، غادر إلى أديباي ثم إلى بلدة حميرة الزراعية، ومنها اتجه إلى الحدود السودانية.

قال عن الحرب "في حياتنا، لم نشهد قط أفعالاً سيئة مثل هذه.. أبي أحمد لا يحبنا.. إنه لا يحب بقاءنا في تيجراي".

على الرغم من التحديات في أم راكوبة، إلا أن الفصول الدراسية المؤقتة التي أنشأها المجلس النرويجي للاجئين تبعث شعورًا بالأمل للعديد من اللاجئين.

قال عزيب جبريكريستوس، 7 سنوات، "أريد أن اتعلم الأبجدية الإنجليزية حتى أصبح على معرفة بتلك اللغة، .. عندما أصبح أكبر سنًا، أريد أن أصبح طيارًا".

في إحدى الأمسيات، واصل الطفل أتاكلتي بيع كعكاته في المخيم. وقال إنه قضى يومًا ناجحًا، وكان على وشك بيع آخر القطع التي كانت معه، لكنه لم يكن سعيدا، قائلًا "أتمنى أن أعود.. أفتقد المنزل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان