فاينانشيال تايمز تدعو المجتمع الدولي لتعزيز تعاونه وشفافيته فيما يتعلق بطرح اللقاحات لمكافحة كورونا
لندن- (أ ش أ):
دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء المجتمع الدولي إلى تعزيز تعاونه وزيادة شفافيته فيما يخص بفعالية وأمان اللقاحات المطروحة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" لاسيما بعد رصد سلالة جديدة ربما تكون أشد فتكا وأكثر انتشارا.
واستهلت الصحيفة تقريراً لها في هذا الشأن (نشرته على موقعها الإلكتروني) بقول أنه عندما يتعلق الأمر بمناقشة لقاحات كورونا في العالم الغربي، فإن الحديث وقتها يقتصر فقط حول لقاحات لبعض الشركات الأوروبية الكبيرة، مثل أوكسفورد وموديرنا وبيونتيك وفايزر وأسترازينيكا.. إلا أن هناك في الجزء الآخر من العالم لقاحات انتجتها الصين وروسيا ولاقت مبيعات وترويج في دول كثيرة من العالم، منها دولة الإمارات العربية التي أعلنت عزمها توزيع لقاحا صينيا بشكل مجاني على سكانها وبعض المغتربين.
وأضافت الصحيفة: "أن العالم اليوم بحاجة إلى جميع اللقاحات المضمونة والممكنة لإنقاذ الحياة، خاصة بعد رصد السلالة الجديدة من كورونا في المملكة المتحدة وتزايد المخاوف بشأن انتشارها.. وفي الوقت الذي وقعت فيه الدول الأكثر ثراء على إمدادات اللقاحات من كبريات شركات الأدوية الغربية، قد تكون اللقاحات الصينية والروسية، في الوقت الحالي، الخيار الوحيد والأكثر تميزاً أمام العديد من الدول ذات الدخول المتوسطة والمنخفضة".
وتابعت الصحيفة:" أن نجاح روسيا والصين في تطوير لقاحات فعالة، بصرف النظر عن علاج شعبيهما، يوفر فرصة أمام كليهما لإظهار أن لديهما إمكانات علمية يمكن أن تنافس الغرب، علاوة على أن رغبتهما في توفير التطعيمات المنقذة للحياة يمكن أن تعزز من قوتها الناعمة على المستوى الدولي، وتحسين الصورة الدولية للصين بعد اتهامها بإخفاء حقيقة الجائحة في بداية الأزمة بما أدى إلى انتشاره بسرعة وخروجه من مدينة ووهان،وهو ما تجلى في توقيع الصين على مبادرة كوفاكس الدولية لتوفير ملياري جرعة للبلدان النامية في عام 2021، على الرغم من أنها لم تقدم أي تفاصيل بشأن الدعم المالي أو توفير اللقاح للمبادرة".
أما عن المكاسب التجارية، أوضحت الصحيفة:" أن الشركات الصينية تنتج بالفعل حوالي خُمس اللقاحات في العالم، ولكن يتم استهلاك معظمها محليًا،أما لقاحات كورونا تقدم فرصة لإظهار هؤلاء المصنعين كموردين عالميين، كذلك، تعهدت بكين بإنتاج أربعة لقاحات رائدة، بما في ذلك تلك التي تمت الموافقة عليها بالفعل لشركة سينو فارم وتصديره للعديد من الدول حول العالم".
ومع ذلك، وفي حين أن ثلاثة لقاحات غربية الصنع أكملت المرحلة الثالثة من التجارب وأصدرت بيانات علنية راجعها المنظمون في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كانت بكين وموسكو أكثر حذرًا، غير أن الإمارات أكدت أن لقاح سينوفارم الصيني- الذي تم اختباره على 31 ألف متطوع هناك في تجارب المرحلة الثالثة- حقق فاعلية بنسبة 86 في المائة، وهو يقترب من أفضل نظير له في العالم الغربي على حد قول الصحيفة.
وأشارت الصحيفة البريطانية، كذلك، إلى أن لقاح "سبوتنيك في" الروسي لم يكمل بعد تجارب المرحلة الثالثة، لكن موسكو وافقت عليه للاستخدام في حالات الطوارئ بعد اختبار المرحلة الثانية فقط في أغسطس الماضي، وهو ما أثار مفاجأة دولية بعد بدء عمليات التطعيم الجماعي له في هذا الشهر، ويقول مطورو اللقاح إن بيانات التجربة المؤقتة تشير إلى أن اللقاح فعال بنسبة 92 في المائة، على الرغم من أن التفاصيل بشأنه قليلة هي الأخرى.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: