"مثمرة وبناءة".. خبراء: زيارة الوفد المصري إلى ليبيا تأكيدًا لحضور القاهرة في المشهد الليبي
كتب- محمد عطايا ومحمد صفوت:
بعد انقطاع 6 سنوات، زار وفد مصري رفيع العاصمة الليبية طرابلس، للقاء وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، وكبار المسؤولين في غرب البلاد بهدف بحث تعزيز التعاون الأمني، واستئناف الرحلات بين القاهرة وطرابلس.
الوفد المصري أكد أيضًا، على أهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية، ودور مصر في ذلك الإطار فضلا عن تعزيز الحلول السلمية للأزمة الليبية.
الزيارة التي جاءت بعد يوم واحد من مغادرة وزير الدفاع التركي خلوصي أفكار طرابلس، قال عنها أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي إنها جاءت في وقت "مهم للغاية".
وأكد فهمي في تصريحات لمصراوي، أن الزيارة تمثل إعادة لتموضع مصر في الشرق والغرب الليبي، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع طرفي الأزمة الليبية.
تحرك دبلوماسي
أوضحت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق، في بيان لها عقب انتهاء الزيارة، أن زيارة الوفد المصري تهدف لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرة إلى أن الوفد المصري بحث استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس والقاهرة.
ونفت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق، أن يكون الوفد المصري قدم أي شروطًا للجانب الليبي للموافقة عليها، ومشيرة إلى أن الجانب المصري وعد بإعادة عمل السفارة المصرية في طرابلس في أقرب وقت ممكن.
من جانبها أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، أن وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا بحث مع الوفد المصري، التحديات الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين.
وناقش الجانبان، وفقًا لبيان الداخلية الليبية، سبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار ومناقشة مخرجات لجنة (5+5) من أجل تأييد المجهودات الأممية بشأن الحوار السياسي والخروج من الأزمة الراهنة بالطرق السياسية والسلمية.
وأكد نائب رئيس المجلس الرئاسي للوفاق، أحمد ميعيتق، إن الزيارة للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وتطويرها بما يخدم المصلحة المشتركة.
وأشار إلى أنه تم مناقشة ضرورة التنسيق المشترك لتفعيل عدد من الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في المجال الاقتصادي والأمني.
لقاءات مثمرة
ووصف وزير الداخلية في الوفاق، فتحي باشاغا، الزيارة بأنها "مثمرة وبناءة" وقال في تغريدة له: "استعرضنا خلالها سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي المشترك بما يحفظ مصالح الدولتين والمنطقة من خطر الإرهاب والجريمة المنظمة".
لقاءات مثمرة وبناءة مع الوفد الأمني المصري 🇪🇬 اليوم في العاصمة طرابلس 🇱🇾، استعرضنا خلالها سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي المشترك بما يحفظ مصالح الدولتين والمنطقة من خطر الإرهاب والجريمة المنظمة. 1/2 pic.twitter.com/TnRRnHkOUT
— وزير الداخلية الليبي (@fathi_bashagha) December 27, 2020
وفي تغريدة أخرى أكد على متانة العلاقات بين الدولتين، قائلاً إن علاقاتنا مع القاهرة مهمة للغاية، ونتطلع لتوطيد علاقاتنا مع كافة الدول الشقيقة، مضيفًا: "ليبيا ستكون نقطة توافق وتلاقٍ، لا ساحة تنافر وصراع، ولا سبيل لإنهاء الأزمة الليبية إلا بتغليب قوة المنطق على منطق القوة".
لقاءات مثمرة وبناءة مع الوفد الأمني المصري 🇪🇬 اليوم في العاصمة طرابلس 🇱🇾، استعرضنا خلالها سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي المشترك بما يحفظ مصالح الدولتين والمنطقة من خطر الإرهاب والجريمة المنظمة. 1/2 pic.twitter.com/TnRRnHkOUT
— وزير الداخلية الليبي (@fathi_bashagha) December 27, 2020
تأكيد لدور مصر الداعم للحل السياسي
يرى المحلل السياسي الدكتور طارق فهمي، أن الهدف من الزيارة هو تأكيد حضور القاهرة في المشهد الليبي بأكمله بطرفيه الشرقي والغربي، وسعيها إلى حل سياسي للأزمة الراهنة، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع التركي إلى طرابلس.
ووصف توقيت الزيارة التي جاءت بعد 6 سنوات من أخر زيارة لوفد مصري إلى طرابلس، بأنه "مهم للغاية" وتمثل إعادة لتموضع مصر في الشرق والغرب الليبي، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع طرفي الأزمة الليبية.
ورجح ظهور نتائج إيجابية للزيارة المصرية خلال الفترة القليلة المقبلة، لافتًا إلى أن الزيارة بعثت رسالة إلى تركيا وإلى كل الأطراف الأجنبية التي تسعى للتدخل في الشأن الليبي، بأن مصر حاضرة وبقوة في المشهد.
وأكد أن الزيارة جاءت بعد اتصالات مكثفة بين مصر وحكومة الوفاق في طرابلس، خلال الفترة الماضية.
من جانبه قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة تُعد بمثابة "تأكيد وتجديد" لموقف مصر الثابت تجاه الأزمة الليبية الهادف إلى حماية وحدة وسلامة الأراضي والشعب الليبي.
وأشار السفير بدر، في تصريحات لـ"مصراوي" إلى أن الزيارة تأتي في سياق محاولات مصر في جمع الشمل الليبي للتوافق على حل سياسي ليبي-ليبي، ولمناقشة نتائج الاجتماعات السابقة التي عقدت في مصر وعدة مدن عربية ودولية خلال الفترات الماضية الهادفة لحل الأزمة، وأن الزيارة تهدف لمناقشة نتائج الحوار السياسي الليبي، وتشجيع الأطراف على الاستمرار في الحوار السياسي الليبي.
وشدد على أن زيارة الوفد المصري إلى طرابلس، تختلف كليًا عن زيارة الوفود التركية إلى العاصمة الليبية، موضحًا أن القاهرة تهدف لحل الأزمة، فيما تسعى تركيا إلى إيجاد موطأ قدم في ليبيا وتحقيق أهدافًا ومصالح أنانية، متمثلة في الهيمنة على ثروات ليبيا وطرح مشروعها "الخرافي" الداعم لإعادة الخلافة العثمانية.
وتابع أن تركيا تدفع أموالاً طائلة لمرتزقة وميليشيات في ليبيا لزعزعة استقرار البلاد لتحقيق مصالحها.
فيديو قد يعجبك: