لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أبرز خبراء القرن الأفريقي يفضح دور إريتريا في "تدمير ونهب" إقليم التيجراي الاثيوبي

10:03 ص الثلاثاء 29 ديسمبر 2020

أرشيفية

كتب- محمد صفوت:

لم يُعد تورط إريتريا في النزاع بإقليم تيجراي الإثيوبي أمرًا خفيًا. أرسلت الدول المجاورة لإثيوبيا ١٢ فرقة من جيشها للانخراط في الحربالاثيوبية لصالح قوات رييس الوزراء آبي أحمد، والمستمرة منذ مطلع نوفمبر الماضي.

رغم نفي إثيوبيا وإريتريا المستمر لمشاركة قوات الأخيرة في الصراع الذي وصفه رئيس الوزراء الإثيوبي بأنه "أزمة داخلية" وتعهد بحلهارافضًا الوساطة الدولية والأفريقية لإنهاء الصراع، إلا أن الدلائل واضحة على انخراط اسمرة في الحرب التي قتل فيها آلاف ونزح بسبهاعشرات الآلاف.

ويقول الخبير في الشأن الإفريقي أليكس دي وال، الذي عمل مع الاتحاد الأفريقي لمدة سبع سنوات، والمدير التنفيذي الحالي لمؤسسةالسلام العالمي في كلية فليتشر للشؤون العالمية بجامعة تافتس في الولايات المتحدة، إن واشنطن منحت إريتريا تصريحًا مجانيًا لدخولالصراع، بشكرها لها على عدم ردها على الهجوم الصاروخي الذي استهدف عاصمتها أسمرة، في نوفمبر الماضي، وتبنته الجبهة الشعبيةلتحرير التيجراي.

بعد ذلك كشف مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون، لوكالة رويترز، عن اعتقاد واشنطن بتورط إريتريا في الصراع الإثيوبي، ما يخلق مأزقًاسياسيًا محتملاً حيث تعتبر واشنطن إثيوبيا حليفًا رئيسيًا في منطقة القرن الإفريقي لكنها تتهم إريتريا بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوقالإنسان، ورغم الاعتقاد الأمريكي، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، كرر تأكيدات آبي أحمد بأن القوات الإريترية لمتعبر الحدود.

أضاف دي وال، في مقاله المنشور قبل أيام على موقع المؤسسة، أن ما تورطت فيه إريتريا يرتقي إلى جرائم حرب؛ إذ نفذت قواتها عملياتنهب وسرقة ممنهجة لقرى تيجراي، وفككت مصنع أدوية، كما يتردد حاليًا أن قواتها يمشطون القرى ويسرقون المنازل والثروة الحيوانيةلسكان تيجراي.

القساوسة الكاثوليك في إريتريا، شعروا بالرعب من كم الأشياء المنهوبة القادمة من تيجراي، ووجهوا اللوم إلى أي شخص يشتريها، بحسبالخبير في شؤون منطقة القرن الأفريقي.

ويحظر القانون الجنائي الدولي، على الدول المحاربة إزالة أو تدمير منازل المدنيين وتخريب الأشياء التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيدالحياة.

تسبب الصراع الذي دام لأكثر من شهر قبل إعلان آبي السيطرة على عاصمة الإقليم، في أزمة إنسانية كبرى وفرار عشرات الآلاف مناللاجئين إلى السودان، فضلاً عن نزوح ما يقرب من مليوني شخص.

ويذكر الكاتب بعض جرائم القوات الإريترية؛ إذ هاجموا مخيم للاجئين الإريتريين الفارين من بلادهم، تحت حماية القوات الإثيوبية، كان هؤلاءالإريتريون يعيشون كلاجئين بالفعل في تيجراي، حيث كان الإقليم ملاذًا آمنًا لهم خلال سنوات الصراع والقمع في إريتريا، قبل أن تمزقهالحرب.

وبعد مرور أسابيع على الحرب، أصبح واضحًا أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي خطط لفترة طويلة لهذه الحرب بهدف القضاء على جبهةتحرير تيجراي وتحويل الإقليم إلى حالة من العجز التام، ويتبع استراتيجة "عدم قول أي شيء وجعل الأمر الواقع" وعلى العالم التعايشمعه، بحسب دي وال.

وقال أنه حال التشكيك بطريقة تفكير الرئيس الإريتري، فعلينا تذكر طريقة تعامله مع المعارضة في سبتمبر ٢٠٠١، حيث سيطرت هجمات ١١سبتمبر على الاهتمام الدولي، وشن هو حملات اعتقال على ١١ من رفاقه رفيعي المستوى وأبطال حرب التحرير، والدعاة إلى نشرالديمقراطية في البلاد، فضلاً عن عشرة صحفيين لم يعرف عنهم شيئا منذ وقتها.

وبعد إعلان السلام بين إريتريا وإثيوبيا، في ٢٠١٨ وانتهاء سنوات من الصراع الدامي، لم تقم إريتريا بالإفراج عن السجناء السياسيين أوإطلاق عملية سلام داخلية ولم تسرح جنودها الذين خاضوا الحرب تحت مسمى "التجنيد الإجباري".

وكانت إريتريا تبرر نظام التجنيد الإلزامي بالحرب التي كانت تخوضها ضد إثيوبيا، وعلى الرغم من انتهائها وعقد اتفاق سلام، لا يزال هذاالأمر قائمًا، وفي كثير من الأحيان تمتد الخدمة الإجبارية لسنوات وأي محاولة للهروب من التجنيد أو العصيان قد تؤدي إلى السجنوالتعذيب.

واشتكى الإريتريون من أن شيئا لم يتغير بالنسبة لهم بعد ٢٠١٨، ويروا أن "السلام" شكل فرصة جديدة لأفورقي لترسيخ الاستبداد.

واختتم مقاله بسؤال، من الذي سينتقد دور إريتريا في تدمير تيجراي؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان