التوتر بين الصين والولايات المتحدة: رئيس الاستخبارات الأمريكية يصف بكين بأنها "أكبر تهديد للحرية"
واشنطن- (بي بي سي):
قال جون راتكليف، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، إن الصين تمثل "أكبر تهديد للديمقراطية والحرية" منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف راتكليف، في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الصين عمدت إلى تعزيز قوتها من خلال سرقة أسرار أمريكية، ثم بدأت تحل محل الشركات الأمريكية في الأسواق.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اتخذت موقفا متشددا تجاه الصين، إذ فرضت رسوما جمركية على البضائع الصينية واتهمت بكين بسرقة حقوق الملكية الفكرية.
ولم يصدر تعليق من جانب الصين على ما ذكره راتكليف، ولكن بكين ردت بقوة على الإجراءات الأمريكية السابقة ضدها.
وحذر راتكليف من أن بكين تستعد للمواجهة مع الولايات المتحدة، وتريد الهيمنة على العالم "اقتصاديا وعسكريا وتقنيا".
وأدلى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، سابقا بتصريحات مماثلة لبعض ما جاء في مقال راتكليف.
ماذا قال راتكليف؟
قال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية إن الصين حلت محل روسيا ومكافحة الإرهاب كمحور لاهتمام أنشطة الاستخبارات الأمريكية الرئيسية.
وكانت الصين قد تورطت في أحد أشكال "التجسس الاقتصادي" وصفه راتكليف بأنه "سرقة واستنساخ واستبدال". وضرب مثالا بشركة توربينات رياح صينية أدينت في الولايات المتحدة بسرقة تكنولوجيا من شركة أمريكية منافسة قبل طرحها للبيع في شتى أرجاء العالم، بينما تهاوت قيمة أسهم الشركة الأمريكية وسرحت موظفيها.
وقال إن حقوق الملكية الفكرية الأمريكية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار تُسرق سنويا، وأصبح اعتقال مكتب التحقيقات الفيدرالي لمواطنين صينيين يسرقون أبحاثا من الحوادث المتكررة، كما دفعت الصين 50 ألف دولار شهريا لرئيس قسم الكيمياء بجامعة هارفارد الأمريكية، الذي اعتقلته السلطات في وقت سابق العام الجاري.
واتهم راتكليف الاستخبارات الصينية بوضع ثغرات في التكنولوجيا التي تقدمها كبرى شركات التكنولوجيا الصينية مثل هواوي، وقال إن الحلفاء الذين يستخدمون التكنولوجيا الصينية لن يحصلوا على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية.
وقال إن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية أظهرت أن الصين أجرت "تجارب بشرية" على قوات بغية تطوير جنود يتمتعون بـ "قدرات محسنة بيولوجيا".
وأضاف أن الصين انخرطت في "حملة تأثير ضخمة" استهدفت أعضاء في الكونغرس الأمريكي وموظفيه من خلال تشجيع النقابات في الشركات الكبرى على مطالبة سياسيين محليين باتخاذ موقف أكثر مرونة تجاه الصين أو مواجهة خسارة أصوات أعضاء النقابات.
كيف تعامل البيت الأبيض بقيادة ترامب مع الصين؟
صعدت الولايات المتحدة، في عهد ترامب، مواجهتها مع الصين في عدة مجالات. وتبادلت الدولتان فرض رسوم جمركية على واردات بمئات المليارات من الدولارات.
وفي وقت سابق من هذا العام، طلبت الولايات المتحدة من الصين إغلاق قنصليتها في مدينة هيوستن بسبب مخاوف مرتبطة بالتجسس الاقتصادي، وردت بكين بتوجيه طلب للولايات المتحدة بإغلاق قنصليتها في مدينة تشنغدو.
وتوترت العلاقات بين القوتين العظميين بسبب جائحة فيروس كورونا، عندما أشار إليه ترامب مرارا باسم "الفيروس الصيني".
واتهمت الولايات المتحدة الصين بارتكاب انتهاكات "مروعة وممنهجة" لحقوق الإنسان في تعاملها مع أقلية الإيغور المسلمة في منطقة شينجيانغ وفرضت عقوبات على بعض السياسيين الصينيين.
وتواجه الصين اتهامات بارتكاب جرائم بحق الإيغور وآخرين من بينها الاعتقالات الجماعية والاضطهاد الديني وإجراء عمليات تعقيم قسرية للنساء لمنع الإنجاب، وتنفي بكين أي انتهاك.
هل سيتخذ بايدن منهجا مختلفا؟
من المتوقع أن يواصل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بعد أن يتولى منصبه في يناير المقبل، سياسة مواجهة الصين، ولكن بالتعاون مع الحلفاء.
وقالت تارا ماكيلفي، مراسلة بي بي سي في البيت الأبيض، إن ثمة اتفاقا نادرا بين الأطراف بشأن التعامل مع الصين بصرامة فيما يتعلق بالتجارة وغيرها من القضايا.
وكانت إدارة ترامب قد نجحت في كسب دعم عالمي يهدف إلى مقاطعة تكنولوجيا الاتصالات الصينية.
وعلى الرغم من ذلك من المرجح أن يكون بايدن أكثر نشاطا في البحث عن مجالات تعاون مع الصين، لا سيما في مجالات مثل تغير المناخ.
فيديو قد يعجبك: